تحتل المنطقة الشرقية مكانة مهمة محليا وإقليميا وعالميا بما تحويه هذه المنطقة من خيرات طبيعية وثروات اقتصادية، المنطقة الشرقية مكمن النفط والغاز، ذلك القطاع القائد للتنمية الاقتصادية في المملكة والعالم، هي منطقة الخيرات كلها، التي تعم على المملكة منذ سنوات متضمنة نفطا وزراعة وصناعة وغيرها الكثير، وقد وهب لوطننا العظيم المملكة العربية السعودية الخير الوفير، ما جعلها تعد واحدا من أقوى اقتصادات عشرين دولة على المستوى العالمي، وإذا ما نظرنا إلى التحولات الاقتصادية، التي مرت بها المملكة طوال الـ91 سنة الماضية منذ تأسيسها، فإننا سنجد أن المنطقة الشرقية من المملكة هي الركيزة الأساسية منذ التأسيس وحتى اليوم، وإذا ما نظرنا إلى خارطة المنطقة الشرقية، فإننا سنرى أبراج استخراج النفط ومعامل الغاز على امتداد رقعة المنطقة الممتدة من أقصى الشمال الشرقي وحتى الجنوب، تحتضن المنطقة الشرقية نحو 23 % من المصانع الموجودة في المملكة، كما تستوعب المنطقة أيضا 25 % من العاملين في القطاع الصناعي على مستوى المملكة، وتتركز النسبة الأكبر من مصانع المنطقة الشرقية.
لم تذخر الجهات المسؤولة والمعنية مشكورة أية جهود لتطوير هذه المنطقة المهمة عالميا إلا أن المنطقة الشرقية لا يزال ينقصها الكثير، فحين يظهر لنا وزير النقل بتصريحه حول توجيه ثلث ميزانية الوزارة للصيانة إلى المنطقة الشرقية، لأنها أقل منطقة من ناحية جودة الطرق وصيانتها هنا يتبادر إلى أذهاننا العديد من التساؤلات حول الأسباب؟! فهل شركات المقاولات تقوم بإنفاق المال بدون كفاءة مما أخرج لنا مشاريع مشوهة من خلال أشباه المقاولين وبجودة ضعيفة؟! وهل التصميم وجودة المواد المستخدمة كانت هي الأسوأ بسبب قصر العمر الافتراضي لها؟ أم السبب العمالة غير المحترفة في بعض المشاريع؟! ولماذا لا تتم الاستعانة بشركات تصنيف معتمدة قبل استلام مشاريع الإنشاء من قبل شركات المقاولات؟!
كل ما سبق ذكره من مشكلات كان له أثر ونجم عنه العديد من الخسائر في الأرواح والممتلكات، المنطقة الشرقية منطقة حدودية مع دول الخليج، وكذلك طرق إمدادات البضائع دوليا، ومنطقة صناعية حية وسياحية كذلك، نأمل أن نرى التطوير فيها ومن جميع النواحي وبفكر الاستدامة.
HindAlahmed@