وبما أن الحديث عن السلامة المرورية، فلسنا بعيدين عن الإيطاليين والبرازيليين، ومَن يشكّك في كلامي يشاهد كيف يكون سلوك السائقين من حوله، للأسف انضم لركب المتهورين بعض السائقات اللاتي فرحنَ بقيادتهن الوقائية مع بداية السماح، وسرعان ما تبدلت القيادة الوقائية لدى البعض منهن، وبدأنا نشاهد عددًا لا بأس به ممن اشتغلن بجوالاتهن و(الميكب)، فنشاهد يدًا ممسكة بالدريكسيون، وأخرى مشغولة بالجوال أو الهندام، وأكرر هنا مَن يشكك في هذه الجزئية حول قيادة بعض السيدات، شاهدوهن على الطريق، وابحثوا في خرائط السناب، وسوف يصدمكم المشهد!!
ولكن يبقى الجانب الإيجابي أكبر وأشمل من الجنسين، وما ذكرتُ آنفًا ناتج عن تصرفّات فردية، لكنها في ازدياد للأسف، وتعكر صفو مَن يعمل جاهدًا للوصول إلى إيجابية الأرقام التي توضح انخفاضًا على مستوى الوطن في عدد الحوادث والوفيات والإصابات البالغة، وهذه مؤشرات إيجابية، ودليل على المجهودات التي تقوم بها إدارات المرور ولجنة السلامة المرورية، وجمعية سلامة، واللجنة الوزارية للسلامة المرورية، بما في ذلك الاهتمام الرسمي من قِبَل أصحاب السمو أمراء المناطق، حيث أصبح للمرور ولجانه شأن عند كل منطقة، ولن تكفي مساحة المقال لذِكر منجزات أغلب المناطق، ولكن أُحيلكم إلى محرك البحث عندما تكتبون السلامة المرورية متبوعة بالمنطقة التي ترغبون البحث عنها، وسوف يجيبكم (جوجل) بما يسرُّكم..
نعود للزمة السيد حسني، ونُسقطها على السلامة المرورية في بلدنا، ونقول إذا أردنا أن نعرف أننا في المسار الصحيح في السلامة المرورية، فعلينا أن نشاهد سلوكيات السائقين عند الإشارات المرورية التي لا توجد بها كاميرات (تحكم)، وكيف تكون قيادتهم على طرق بلا ساهر، إذا وجدناها لا تختلف، فقد تحققت الأهداف!
في الواقع شتان بينهما، وأنصح كل سائق وسائقة عند كل إشارة مرورية بلا تحكم ألا يكتفي بالإشارة الخضراء لينطلق بل ينظر حوله في جميع الاتجاهات قبل الانطلاق، ترى الأمر مسألة حياة وموت "حفظكم الله"!
وبما أن أجهزة الضبط المروري أتت اُكُلها، فهل نسمع عن فتح باب القبول للمتطوعين تحت مسمى أصدقاء المرور؛ ليشعر كل متهور بأنه مراقب بكاميرات تحكّم عند الإشارات والرادارات على جانب الطرق خارج الخطوط الصفراء، وهو محاطٌ بأصدقاء المرور داخلها!
Saleh_hunaitem@