يشار إلى أن بولندا لها حدود طويلة مع أوكرانيا في الشرق. وفر نحو 2.24 مليون شخص إلى الدولة العضو بالاتحاد الأوروبي منذ بدء العملية الروسية التي انطلقت قبل شهر.
والتقى بايدن بالجنود الأمريكيين المتمركزين في بولندا، وتوجه بعد ذلك إلى وارسو لإجراء محادثات مع المسؤولين في بولندا، وبينهم الرئيس أندريه دودا.
من ناحيته، قال لافروف في لقاء بالرئيس الأبخازي، أصلان بزانيا: «إن رغبة الغرب في الحفاظ على هيمنته في الشؤون الدولية وإخضاع كل شيء وكل دولة وعودة العالم أحادي القطب ليست سوى وهم، وهي تطلعات تسبب توترا خطيرا في العلاقات الدولية»، وأضاف: «إننا نقاوم تلك الرغبة مع شركائنا وحلفائنا».
وأعلنت وزارة الدفاع الروسية، أمس، استكمال الأهداف الرئيسية للمرحلة الأولى من العملية العسكرية في أوكرانيا، وأن قواتها شنت ضربات بصواريخ مجنحة من طراز «كاليبر» على قاعدة وقود كبيرة تابعة للجيش الأوكراني قرب كييف.
وصرح المتحدث باسم الوزارة، إيغور كوناشينكوف: «نُفّذت مساء يوم 24 مارس ضربات بعدد من صواريخ «كاليبر» المجنحة عالية الدقة المطلقة من البحر إلى قاعدة وقود في بلدة كالينوفكا قرب كييف، وتم تدمير أكبر قاعدة وقود متبقية لدى القوات المسلحة الأوكرانية استخدمت لإمداد الوحدات العسكرية وسط البلاد بالوقود».
وقال كوناشينكوف: إن مجموعة القوات الروسية أحرزت خلال الليل الماضي تقدما لمسافة أربعة كيلومترات وأحكمت سيطرتها على قرى باتمانكا وميخايلوفكا وكراسني بارتيزان وستافكي وترويتسكوييه، وتواصل تقدمها على مواقع وحدات اللواء الـ25 للإنزال التابع للجيش الأوكراني.
وذكر المتحدث أن سلاح الجو الروسي استهدف خلال الليلة الأخيرة 51 موقعا عسكريا في أراضي أوكرانيا، منها مقرا قيادة ومستودعان للأسلحة والذخائر الصاروخية والمدفعية، و26 تحشدا لآليات حربية، وثلاث راجمات صواريخ ومنظومتان للدفاع الجوي من طراز «بوك إم-1»، وثلاثة مدافع من طراز «دي 30»، بالإضافة إلى رادار إضاءة وتوجيه خاص بمنظومة «إس 300» الصاروخية.
ووفقا للمتحدث، أسقطت الدفاعات الجوية للجيش الروسي أربع طائرات مسيرة أوكرانية، لافتا إلى أن خسائر كييف منذ بدء العملية العسكرية الروسية بلغت 261 طائرة مسيرة و204 منظومات صاروخية مضادة للجو و1587 دبابة و163 راجمة صواريخ و636 مدفعا ومدفع هاون، بالإضافة إلى 1397 مركبة عسكرية.
كذلك أعلنت الوزارة أن 1351 عسكريا روسيا لقوا مصرعهم، وأصيب 3825.
في المقابل، أعلنت أوكرانيا أن خسائر القوات الروسية في الأفراد منذ اندلاع الحرب قبل شهر بلغت ما يقرب من 16 ألفا و100 جندي.
جاء ذلك في بيان نشرته هيئة الأركان العامة للقوات المسلحة الأوكرانية في صفحتها على «فيسبوك»، بحسب ما أوردته وكالة الأنباء الأوكرانية (يوكرينفورم).
ويتعذر التحقق من مصادر مستقلة بشأن البيانات التي تصدرها روسيا أو أوكرانيا.
وكان مكتب المدعي العام الأوكراني أصدر في وقت سابق، الجمعة، بيانا عبر تطبيق «تيليجرام» جاء فيها «حتى صباح اليوم الخامس والعشرين من الشهر الجاري، قتل 135 طفلا في أوكرانيا بسبب حرب روسيا في أوكرانيا».
وفي سياق ثانٍ، قالت وزارة الدفاع الأوكرانية، أمس الجمعة: إن القوات الروسية تمكنت جزئيا من إنشاء ممر بري إلى شبه جزيرة القرم من منطقة دونيتسك الأوكرانية.
وقالت الوزارة في منشور على الإنترنت: «روسيا نجحت جزئيا في إنشاء ممر بري» بين القرم وجزء من منطقة دونيتسك.
وضمت شبه جزيرة القرم من أوكرانيا في عام 2014.
من ناحية أخرى، قال حاكم إقليمي الجمعة: إن القوات الروسية عزلت فعليا مدينة تشيرنيهيف بشمال أوكرانيا.
وقال الحاكم فياتشيسلاف تشاوس للتلفزيون الوطني «العدو يطوق المدينة عمليا»، مضيفا إن المدينة تعرضت لقصف بالمدفعية والطائرات الحربية.
من جهته، أعرب السفير الأوكراني في ألمانيا، أندريه ميلنيك، عن عدم رضاه عن نتائج قمة الاتحاد الأوروبي الطارئة.
وقال ميلينك صباح أمس في تصريحات للقناة الثانية في التلفزيون الألماني (زد دي إف): «نحن ممتنون بأن هناك تفكيرا في فرض المزيد من العقوبات»، مضيفا إن «الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي وحكومته يشعران بخيبة أمل من عدم إحراز أي تقدم فيما يتعلق بحظر محتمل لواردات الطاقة من روسيا».
وقال ميلينك: «هذا هو السلاح الأكثر حدة ونعلم أن ألمانيا قد عرقلت الأمر»، مضيفا إن «الكثيرين اعتبروا هذه الخطوة خيانة للشعب الأوكراني»، مشيرا إلى أنه من الممكن تطبيق الحظر لمدة شهر أو شهرين على الأقل، وناشد الحكومة الألمانية باتخاذ مثل هذا القرار.
وأعرب السفير عن امتنانه لقرار توريد أسلحة لأوكرانيا، ضرورة توفير أسلحة على نطاق أكبر لضمان البقاء على قيد الحياة.
في غضون هذا، قال الكرملين، أمس الجمعة: إنه لن يحدث شيء مروع إذا نجحت الولايات المتحدة وحلفاؤها في طرد روسيا من مجموعة العشرين للاقتصادات الكبرى، لأن العديد من أعضاء المجموعة يخوضون حربا اقتصادية مع موسكو على أي حال.
وفي تعليق على تصريحات للرئيس الأمريكي قال فيها: إنه يؤيد طرد روسيا من مجموعة العشرين بعد أن أرسلت عشرات الآلاف من القوات إلى أوكرانيا، قال المتحدث باسم الكرملين دميتري بيسكوف للصحفيين: «صيغة مجموعة العشرين مهمة لكن في الظروف الحالية عندما يكون معظم المشاركين في حالة حرب اقتصادية معنا فلن يحدث شيء مروع».
وأضاف بيسكوف أن العالم متنوع ولا يتشكل فقط من الولايات المتحدة وأوروبا وتوقع أن تفشل الجهود الأمريكية لعزل موسكو، التي قال: إنها لم تنجح إلا جزئيا حتى الآن.
وأوضح أن بعض الدول تتخذ نهجا أكثر اعتدالا مع روسيا ولا تقطع جسور التواصل معها، مضيفا أن موسكو ستبني توجهات سياسية جديدة في جميع المجالات.
كما قال الكرملين: إن الرئيس فلاديمير بوتين أمر شركة «جازبروم»، عملاق الطاقة الروسي، بقبول مدفوعات صادراتها من الغاز الطبيعي بالروبل، وإنه يجب عليها تحديد كيفية القيام بذلك في غضون الأيام الأربعة المقبلة.
وذكر بوتين يوم الأربعاء أن روسيا ستبدأ بيع الغاز إلى «بلدان غير صديقة» بالروبل، بعد أن تعاونت الولايات المتحدة وحلفاؤها الأوروبيون لفرض عقوبات على روسيا بهدف إجبارها على الانسحاب من أوكرانيا.
وقوبلت هذه الخطوة بالانزعاج في أوروبا، وقالت كثير من الشركات: إن العقود مع «جازبروم» تنص على أن يتم الدفع باليورو أو بالدولار الأمريكي وليس بالروبل الروسي.
من جانبها، تعتزم الولايات المتحدة مع شركاء دوليين توريد 15 مليار متر مكعب إضافي من الغاز المسال إلى الاتحاد الأوروبي هذا العام لتحل محل واردات الغاز الروسية.
وعلى المدى الطويل من المنتظر أن ترتفع الواردات إلى 50 مليار متر مكعب سنويا، حسبما أعلن الرئيس الأمريكي ورئيسة المفوضية الأوروبية أورزولا فون دير لاين أمس الجمعة في بروكسل.
وبحسب المفوضية، يمكن أن تحل هذه الواردات محل نحو ثلث واردات الغاز الحالية من روسيا.
وبحسب بيانات المفوضية الأوروبية، سيغطي هذا نحو عُشر شحنات الغاز الروسي إلى الاتحاد الأوروبي هذا العام، ووفقا لذلك، يستورد الاتحاد الأوروبي نحو 155 مليار متر مكعب من الغاز من روسيا سنويا - أي نحو 40 % من الغاز المستهلك هناك.
وذكرت فون دير لاين أنه بحلول عام 2030، ستضمن أوروبا أيضا طلبا مستقرا على غاز مسال إضافي بما لا يقل عن 50 مليار متر مكعب سنويا من الولايات المتحدة، مشيرة إلى أن هذه الكمية ستحل محل ثلث الغاز الروسي الذي يتدفق حاليا إلى الاتحاد الأوروبي.
وفي ضوء الحرب في أوكرانيا، يحاول الاتحاد الأوروبي أن يصبح مستقلا عن إمدادات الغاز الروسية - غاز خطوط الأنابيب والغاز الطبيعي المسال - في أسرع وقت ممكن. واقترحت المفوضية الأوروبية خططا لخفض واردات الغاز الروسي بمقدار الثلثين بحلول نهاية العام. ومن أجل تنويع الإمدادات، فإن المفوضية على تواصل أيضا مع دول مثل قطر وأذربيجان واليابان وكوريا الجنوبية.