DAMMAM
الخميس
34°C
weather-icon
الجمعة
icon-weather
34°C
السبت
icon-weather
37°C
الأحد
icon-weather
33°C
الاثنين
icon-weather
34°C
الثلاثاء
icon-weather
36°C

«الانغلاق والتطرف» يقوضان التماسك المجتمعي

«الانغلاق والتطرف» يقوضان التماسك المجتمعي
كشف مدير فرع مركز الملك عبدالعزيز للحوار الوطني بالمنطقة الشرقية د. خالد البديوي، عن تنفيذ دراسة شملت عينة من فئات مجتمعية متعددة ممن شاركوا في برنامج «نسيج»، حول خطورة تفكك المجتمع، وأظهرت النتيجة قبل مشاركتهم بالبرنامج، أن 50% منهم يرون أن الانقسام يؤدي إلى أضرار أكبر بالمجتمع، وبعد البرنامج ارتفعت النسبة إلى 95%، ما يشير إلى نجاح البرنامج في بناء الوعي.
وأعرب في حوار لـ (اليوم) عن فخره بالمجتمع السعودي الذي يعالج نفسه بنفسه، ولديه قبول كبير للتعايش، والرغبة في أن ينظر للأمام دائما، ولا يلتفت للمغرضين بكل أطيافهم، وأضاف إن من أهم المهددات التي قد تؤثر على قوة تماسك المجتمع: قلة الوعي، والتطرف بأنواعه، والانغلاق، وإهمال القيم المشتركة، وأن برنامج «نسيج» لتعزيز التعايش المجتمعي جاء كمبادرة وطنية تسعى لتحقيق أكبر مدى من التعايش المجتمعي، وبناء قاعدة مجتمعية صلبة تكون طاردة لأنواع المهددات كافة، وفيما يلي نص الحوار..
ما أبرز إسهامات فرع مركز الحوار الوطني بالمنطقة الشرقية؟
** سعى مركز الملك عبدالعزيز للحوار الوطني في المنطقة الشرقية لتحويل كثير من المؤسسات الرسمية القائمة والقطاع الثالث غير الرسمي إلى شريك في تعزيز أهداف المركز، وهنا نتحدث عن مجموعة من الجامعات والكليات يصل عددها إلى 12 جهة بالمنطقة، فاعلة مع المركز سنويا في تعزيز الأهداف وتحقيق المخرجات، ومن أهم الإسهامات أيضًا دمج أهداف المركز ضمن المناهج والخطط التعليمية، بحيث تكتسب استدامة في التأثير على الأجيال، بجانب السعي لبناء برامج جديدة من شأنها تعزيز قوة نسيجنا الداخلي وجعله صلبًا أمام أي مهدد أو جهات مشبوهة تسعى لتفكيك مجتمعنا، ونجحنا إلى درجة كبيرة في ذلك.
توعية المشاركين
ما أبرز منجزات فرع المركز في الشرقية؟
** يُعد تعزيز التعايش والتلاحم الهدف الأول لفرع المركز بالشرقية منذ تأسيسه، من خلال برامج يتجاوز هدفها توعية المشاركين بتحويلهم إلى شركاء في نشر القيم الوطنية، كما نفذ المستفيدون من البرنامج في جامعة الإمام عبدالرحمن بن فيصل، أكثر من 1700 عمل تطوعي مشترك، تصب جميعها في تعزيز التعايش والتلاحم الوطني؛ ما يجعلنا فخورين بأن المنطقة الشرقية أصبحت نموذجًا لتفعيل البرامج التي تعزز التعايش المجتمعي.
تعايش وتلاحم
ما مدى تأثير أنشطة فرع المركز في نشر الاعتدال والتسامح؟
** نسبة التقبُّل كبيرة جدًا، ونسبة الأثر أيضًا جيدة، لدينا دراسة نفذت على أكثر من 970 من المستفيدين والمستفيدات من برامجنا في إطار تعزيز التعايش والتلاحم، وطُرح عليهم سؤال عن مدى خطورة الانقسام، وأن هذا ممكن أن يؤدي إلى ضعف المجتمع، وانقسام المجتمع داخليًا، وكانت نسبة الإجابة قبل تنفيذ البرنامج 50% بنعم، ما يعني أن 50% ينقصهم الوعي، وبعد تنفيذ البرنامج وصلت نسبة الوعي بخطورة الانقسام إلى 95%، بمعنى أن البرنامج أدى دورًا جيدًا في إثارة الوعي بأنه يجب أن نتماسك كمجتمع، وهذا أهم هدف نرغب في الوصول إليه من برامجنا؛ أن نجعل أفراد المجتمع واعين بخطورة الانقسام وضرورة بقائنا متماسكين.
قضايا وطنية
ما دور فرع المركز في مناقشة القضايا الوطنية المتعددة؟
** المركز حريص على إقامة الفعاليات والورش التي تناقش القضايا الوطنية العامة، ومن خلالها ترصد المهددات والاحتياجات، ومن خلالها كذلك ترصد أهم التطلعات وترفع إلى أصحاب القرار أو الجهات المعنية، وفي هذا الصدد يقيم المركز ورش عمل ولقاءات سواء على مستوى المنطقة الشرقية في فرع المركز، أو من خلال المشاركة في المنتديات القائمة التي يعبّر فيها الناس عن تطلعاتهم أو يناقشون القضايا الوطنية، وساهم فرع المركز خلال السنوات الماضية في إقامة الفعاليات والورش بشكل كبير، وتم رفع تطلعات أفراد المجتمع والمواطنين وقضاياهم وهمومهم إلى الجهات الرسمية وأصحاب القرار، وهذا جزء من دور المركز بجانب رصد القضايا التي تتعلق بأهداف المركز والمشكلات التي يعالجها، وكل ما يهدد نسيج المجتمع والتلاحم الوطني.
تفاعل إيجابي
ما دور فرع المركز في تفعيل التواصل بين أطياف المجتمع؟
** التواصل بين أطياف المجتمع السعودي في تاريخنا الوطني لم ينقطع، والتواصل باختصار هو التفاعل الإيجابي، وإذا نظرنا له من هذه الزاوية، فأفراد المجتمع على مدى تاريخنا الوطني يبيعون ويشترون مع بعضهم بعضًا، ويدرسون معًا، ويتعالجون في المستشفيات وغيرها من الأمور من غير تفريق، ولا يوجد لدينا هذا التمييز، التواصل الإيجابي موجود، لكن دور المركز الذي من أجله قامت بتأسيسه الدولة ودعمته ولا تزال تدعمه، هو تفعيل هذا التواصل وتعظيمه ونقله إلى مراحل أفضل، واليوم في تطلعات المملكة يجب أن نتقدم، وأن نكون مجتمعًا حيويًا، وهذا يتطلب أن تكون علاقات شرائح المجتمع أكثر إيجابية وأكثر تعاونًا في بناء أهدافنا المشتركة.
بناء الوعي
ما المهددات التي قد تؤثر على قوة تماسك أفراد المجتمع، وكيف يمكن مكافحة ذلك؟
** أهم المهددات التي قد تؤثر على قوة تماسك أفراد المجتمع هي قلة الوعي، وأقصد بها قلة الوعي المجتمعي وليس الفردي، لأن بعض الأفراد ممكن أن يكونوا واعين على الصعيد الفردي، بمعنى أنهم واعون على مصالحهم وتجارتهم، ولكن في الوقت نفسه قد يمارسون دور هدم داخلي لقلة الوعي بأهمية التماسك، وكذلك التطرف بأنواعه، سواء الديني، أو القبلي، أو الفئوي، أو المناطقي، فمن الطبيعي أن توجد فئات مختلفة في المجتمع؛ قبائل ومناطق وأديان ومذاهب مختلفة، هذا أمر طبيعي، لكن التطرف ضد الآخر والعنف ضده أو تأييد إذلاله وازدرائه هذا يكون تطرفا يؤدي إلى إضعاف تماسك المجتمع الداخلي، ومن المهددات كذلك الانغلاق، أي انغلاق إحدى الفئات عن الأخرى، والذي يؤدي إلى حالة من التعصب والرفض للآخرين وعدم التعاون معهم، وهذا خلاف التعايش الذي يدعو لأن نندمج مع بعضنا بعضًا، ونتعاون ونبني المستقبل، ومن المهددات أيضًا إهمال القيم المشتركة، ولمكافحة ذلك يجب بناء وعي وطني بأن لدينا مصيرًا مشتركًا وقيمًا مشتركة وتاريخًا مشتركًا ومكتسبات يجب أن نحافظ عليها.
مجتمع حيوي
ما الأهداف الإستراتيجية التي يعمل عليها فرع المركز لتحقيق مستهدفات رؤية 2030؟
** من ضمن المستهدفات الأساسية للرؤية أن نكون مجتمعا حيويا، وبناء مجتمع حيوي يعني بالضرورة تعزيز العلاقات الداخلية، وأنها تكون علاقات إيجابية تدعو هذه الفئات للتعاون، وغير ذلك لن يكون هناك مجتمع حيوي، المجتمع الحيوي هو المجتمع المتعاون والمتآلف، وهذا دور المركز الآن؛ أنه يبني هذه الثقافة أو يسهم بها على الأقل من خلال بناء هذه العقلية لدى الأجيال، بأننا نكون مجتمعا متعاونا مترابطا يحمي بعضه بعضًا، وغير ذلك لن يكون مجتمعا منتجا وإيجابيا، ودور المركز التركيز على تحويل العلاقات الموجودة إلى علاقات إيجابية وحيوية.
قاعدة صلبة
حدثنا عن برنامج نسيج لتعزيز التعايش المجتمعي.
** البرنامج عبارة عن مبادرة وطنية تسعى لتحقيق أكبر مدى من التعايش المجتمعي وبناء قاعدة مجتمعية صلبة تكون طاردة لأنواع المهددات كافة، كما يهدف إلى توعية الأفراد بأهمية التعايش، وأن نصل إلى مستوى قوي جدًا من التماسك الداخلي، بحيث نصل إلى مجتمع حيوي داخلي يقوم على التعاون وليس التفكك، وتم تنفيذ نسيج مع عدة شركاء بينهم جامعة الإمام عبدالرحمن بن فيصل، حيث تم إدراج حقيبة الحوار المجتمعي ضمن مادة دراسية، وكان نسيج مع الإدارة العامة للتدريب التقني والمهني بالمنطقة ضمن الأسابيع التمهيدية، وبلغ إجمالي مستفيدي برنامج الحوار المجتمعي لعام 1442، 11058 مستفيدا، بواقع 176 دورة، و115 مدربا، و374 ساعة تدريبية، و908 أعمال تطوعية، فيما بلغ إجمالي مستفيدي برنامج بناء السلام المجتمعي للعام نفسه 51 مستفيدا، بواقع دورتين و7 ساعات تدريبية، وبلغ إجمالي عدد مستفيدي برنامج الكوادر التربوية للعام نفسه 107 مستفيدين، بواقع دورتين و4 ساعات تدريبية، وجاءت مدينة الدمام الأكثر استفادة من البرامج لعام 1442 بواقع 6891 مستفيدا، تلتها محافظة الأحساء بواقع 3381 مستفيدا، ثم محافظة القطيف بواقع 559 مستفيدا، وتليها محافظة حفر الباطن بواقع 161 مستفيدا، ثم محافظة الخبر بواقع 62 مستفيدا، أما بقية مناطق المملكة فبلغ إجمالي عدد مستفيديها من البرامج 194 مستفيدا، وكان إجمالي عدد الذكور 5912، وإجمالي عدد النساء 5336، وبلغ إجمالي عدد المستفيدين من برامج نسيج لعام 1442، 11248 مستفيدًا، وبلغ إجمالي عدد الدورات المنفذة 182 دورة، وكان عدد المدربين 118 مدربًا، بواقع 400 ساعة تدريبية. وبالنسبة للأعمال التطوعية، فقد ساهم المتدربون في تقديم 908 أعمال تطوعية مشتركة خلال 1442، وبلغ عدد الأعمال التطوعية منذ انطلاق البرنامج في عام 1438هـ، حتى وقتنا الحالي 3456 عملا تطوعيًا، تنوّعت بين مشاريع ميدانية وإنسانية وفنية.
تعاون وازدهار
ما تطلعاتكم المستقبلية لفرع المركز؟
** المركز يعمل ضمن رؤية المملكة 2030 في بناء مجتمع حيوي، في هذا الإطار يسعى المركز لئلا يتوقف عن بناء الوعي؛ لأن الأجيال يومًا بعد يوم تتجدد، ونحن مجتمع شاب، حيث إن نسبة الفئات الشابة والفتيات فيه دون عمر الثلاثين تصل إلى 70%، ونسبة المواليد عالية جدًا، لذلك البرامج في بناء الوعي يجب ألا تتوقف، ومن التطلعات أن نكون فاعلين بتعزيز التعاون والتماسك الداخلي بين فئات المجتمع على صعيد الاختلافات الدينية القبلية المناطقية، وغيرها، كذلك نحن نطمح كفرع لأن تكون المنطقة الشرقية نموذجًا للمجتمع المتعايش المتعاون الذي يبني الازدهار المشترك، الذي يحقق في النهاية تطلعات رؤية المملكة 2030، وأن نكون نموذجًا إقليميًا وبشريًا، النموذج الذي توجد به جميع فئات المجتمع السعودي تعيش في سعادة.
دعم وتشجيع
*كلمة أخيرة توجهها للمجتمع.
** فخورون بمجتمعنا الذي يعالج نفسه بنفسه، ولديه قبول كبير للتعايش، ولديه الرغبة في أن ينظر للأمام دائمًا ولا يلتفت للمغرضين بكل أطيافهم، الجميع مستعد لأن يتماسك مهما وجدت من مصاعب، فخورون بهذا المجتمع الرائع، وفخورون بجميع شركائنا بالمنطقة الشرقية الذين يساهمون معنا في تعزيز هذه القيم، سواء على صعيد المؤسسات أو الأفراد والمثقفين، وفخورون أكثر برعاية صاحب السمو الملكي الأمير سعود بن نايف بن عبدالعزيز أمير المنطقة الشرقية، وصاحب السمو الملكي الأمير أحمد بن فهد بن سلمان نائب أمير المنطقة، ودعمهم وتشجيعهم الدائم، هذا ما نفخر ونعتز به.