فالمعرض، الذي يقام في مركز الملك عبدالعزيز الثقافي العالمي «إثراء» يحرص على استقطاب المشاريع العمرانية ذات القيم والتفاصيل الوطنية، التي ترسّخ الحضور الوطني بأشكاله المنهجية، التي تُظهر عمارة ذات هويات محلية، وبالتالي فإن المعرض له مكانة خصوصية من حيث رؤية العمل الداخلي والتعاون المحلي الحريص على التنقل بين مناطق السعودية لإتاحة الفرصة لتعميم الفكرة واحتواء لكل المهتمين والمختصين.
وهو ما يُعزّز الدقة والإيمان الراسخ بقيمة العمل الجماعي ودور المختص السعودي وأثره الحريص على تقديم مشاريع لها قيمتها الإستراتيجية وخصوصيتها الجمالية وجودتها العالية ومواكبتها الدقيقة لكل تفاصيل العصر واستشراف المستقبل البصري والعمراني.
فهذا المعرض يعتبر فرصة وفضاء فتح منافذه أمام المهتمين والمختصين في العمارة والهندسة والتصميم في فنون التراث والمواكبين لها بصريا، وكذلك الفنانون لتقديم نماذج معمارية ومخططات عمرانية ومشاريع قادرة على إحياء الجوانب العمرانية الملتزمة بكل تلك الخصوصيات الجمالية التراثية المرتبطة بالمكان والزمان، وأثره التراثي والبيئي والمناخي، التي قدّمها الميثاق ونصّ عليها، وحرص على أن تكون مطروحة على أرض الواقع بكل جمالياته وقيمها الثقافية السعودية الأصيلة.
وهذا المجهود، الذي قدّمته هيئة فنون العمارة والتصميم سعى بشكل حثيث على تركيز العمارة احتفاء بميثاق الملك سلمان -حفظه الله- بكل تفاصيله الدقيقة والمستشرفة لصورة المملكة في العالم، تلك التي تبدأ أولا من الداخل الحريص على تقديم رؤى عمارية مثيرة ومؤثّرة تعزّز الذاكرة والهوية، وتطبع الخصوصية وتستقطب الشراكة التعاونية في العمل الرؤيوي بصيغه الفنية بين المختصين والفنانين والمُصممين ما يُعلي من دور الثقافة وقيمة المثقّف وأهميته في وطنه وفاعلية دوره الأساسي في نشر الوعي الجمالي العام المبني على الذات المتمسّكة بقواعدها الجمالية الوطنية، التي سيكون العمل عليها مبنيا على تعاون حكومي وثقافي بين مختلف الطاقات الرسمية الفردية والجماعية.
@yousifalharbi