فالتخريب الممنهج، الذي بدأت ممارسته هذه العصابة منذ سنواتٍ في أراضيها اليمنية والتنكيل الذي قامت وتقوم به على بني جنسها تنفيذاً لما تمّ إعدادها من أجله لتقاوم الحكومة الشرعية، فلم يعد يقتصر ذلك التخريب على النيل من أمن واستقرار اليمن واليمنيين فحسب، بل بات تخريباً مرتَّباً واعتداءً صارخاً ومتكرراً على المملكة ودولة الإمارات، اللتين يوجد بهما أهم مصادر الطاقة التي تعني كل دول العالم وعلى رأسها القوى المتآمرة نفسها مع إيران وأذنابها.
وهذا التخريب الذي تقوم به عصابة الحوثي لا تنحصر تبعاته على المملكة إذا ما وضع الجميع في الحسبان أن وتيرة هذه الاعتداءات جاءت متزامنةً مع تداعيات الحرب الدائرة في أوكرانيا وما ينتج عن ذلك من نقصٍ حادٍ في مصادر الطاقة، لذلك أرادت حكومة المملكة أن تقول للعالم بصريح العبارة إنها ليست معنيَّةً بتغطية العجز الناتج عن توقف إمدادات الطاقة من روسيا في الوقت، الذي يستمر الخداع والكذب ليس بالصمت على ما تمارسه إيران وأذرعها أو بالتصريحات الباهتة والكلام المستهلك وآخر ذلك ما صدر من وزير الدبلوماسية الأمريكية من انتقاده للدور الإيراني بينما رئيسه بايدن هو مَن رفع اسم عصابة الحوثي من قوائم الإرهاب، بل ها هي الأقنعة سقطت عن التواطؤ المكشوف من أمريكا ومَن يسير في ركابها ومن منظمة الأمم المتحدة نفسها، التي دأبت من خلال طواقمها العاملة في اليمن بزعم إيصال شحنات المواد الغذائية والطبية للشعب اليمني عبر ميناء الحديدة بينما الحقيقة التي لم تعد تنطلي على أحدٍ أن تلك الشحنات ليست سوى أسلحة وذخائر تسلم لدعم جماعة الحوثي المارقة لتواصل التدمير والتخريب، ومن خلال ما تم رصده بأن المركبات التي تحمل شعار الأمم المتحدة هي التي توفر الغطاء الأمني لتحركات زعماء الحوثيين وتنقلاتهم كي لا يتعرضوا لمكروهٍ من طيران التحالف أو من قوات الجيش اليمني وقت احتدام المعارك.
لذا فقد بات من العدل ومن المنطق أن تميط المملكة اللثام عن حقيقة هذه الأدوار المشبوهة وعمّا لا يعلمه العالم وأن تضع النقاط على الحروف أكثر من أي وقتٍ مضى لتقول للعالم إنه حان الوقت أن تدفع أمريكا ومَن يوافقها من الدول تبعات الخداع والسياسة المزدوجة، التي تلعبها في الشرق الأوسط وأن تدفع كذلك ثمن الهرولة الأمريكية لتوقيع الاتفاق النووي مع دولةٍ تمارس التخريب والعبث وحتى الآن ليس في حسبان أمريكا أن تفرض على إيران الضوابط المطلوبة لحفظ أمن المنطقة ورفع يدها عن التدخل في شؤون البلدان العربية، وأن الاسطوانات المشروخة التي يرددها خونة العرب وأذناب إيران كالحوثيين عبر شعاراتهم الزائفة مثل «الموت لأمريكا والموت لإسرائيل» قد انفضح أمرها، ولا بد أن يعي العالم بأن المملكة في عهدها الجديد وبخطواتها الوثَّابة ورؤيتها الطموحة ليست كما كانت في السابق عندما كان الاحترام سائداً وكانت السياسة قائمةً على الاحترام المتبادل والمصالح البينية بين كل الأطراف وليس بأساليب الخداع والتضليل القائمة حالياً.
[email protected]