وهل ثمة ما يقال بحقها أشمل وأعم من وصية خير البشر وصية سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم وأي وصية ليس على المرأة بكيانها ونوعها البشري وبغض النظر عما يخصها أو يميزها من صفات إنسانية ومحاسن.. شمل بوصيته الأم والأخت والابنة.. شمل القريبة والغريبة استوصى الرجال بالنساء خيرا وكفى..
مضى ٨ مارس على نساء البشرية جمعاء احتفى بالمرأة من احتفى ونسيها من نسيها كما كانت منسية دائما وخارج نطاق تفكيره ليست على البال وليست على الخاطر ترى على ماذا هي !؟ على قارعة الألم أم في مهب النزوات أم تفترسها النظرات !؟
المرأة بنظر منكر النعم لا تساوي أكثر من صفر على الشمال في حساباته ولا قيمة لها تعادله كما يرى، جهل أطبق على لب العقل والمفاهيم.. أمامه تشكلت المعادلة فهمها كما أراد أن يفهم بها الواحد كرجل لم يزدد قيمة عندما أصبح يساوي اثنتين من النساء، ناقصات عقل ودين ليست صفة مطلقة وليس نقصا بكيان النساء بل لخلقة تأصلت بهن وجبلن عليها، فقد خلق بها النسيان أكثر لتنسى المواجع والخيانة والألم فتحمل وتلد وتصون العشرة مرارا وتكرارا ونقصت دينا لتكوين خصها كأنثى دون أن تؤثم أو تطالب بقضاء الفروض.
المرأة من لم يقدرها لن يمتلكها يوما أضاعها وكيف له أن يجدها وقد ضاعت حتى أوشكت أن تكون تلاشت حتى من ذاكرة الفقدان وإن وجدت فأين هي؟! مرفوعة المقام أم هانت وتحت وطأة ماذا؟! الفقر أم القهر أم الظلم مسلوبة الإرادة تؤججها العاطفة وتوهنها الحاجة تحت جبروت شمشون ولا تقوى أن تتفوه بحرف أم تثرثر حتى يغفى شهريار، تخوض غمار الحياة تأبى أن تموت يأسا صابرة مجاهدة للبقاء لينها قوة تصان حسا وكيانا وإن لم تكن قارورة هشة لما لمعت، فرفقا بها جمالها يستميل عوجا إن عدل استحال قبحا وانكسر.
أي منا كبشر، ذكرا كان أو أنثى سر عظمتنا إن وجدت هو امرأة.. أمك ثم أمك ثم أمك كل يوم من عمرها كفل وجودك بحفظ الله، سورة باسم امرأة «مريم» حين ولدت قالت أمها: «وضعتها أنثى».. «وليس الذكر كالأنثى» رد إلهي ليست كالذكر بل أعظم سيتجلى شأنها حين تكبر تلك الأنثى وتضع ذكرا، امرأة تحمل دون رجل وتضعه ذكرا وتلقي به في اليم مستجيبة لأمر الله وكلها يقين بأنه راد لها برعايته، سورة النساء ميثاق يضاهي كل حقوق دونت وقوانين ووضعت لكي لا تجهل المرأة أو يجهل عليها.
وماذا عنهن النسوة المنتشيات فرحا بيوم من أيام السنة لمجرد أنه خصص للمرأة منهن من تبادلن عبارات وتهادين الورود والبعض اجتمعن بهذه المناسبة وحلمن معا وتفاءلن بقادم أجمل نباركهن «أمهات وبنات وأخوات وصديقات ربات أعمال أو ربات بيوت»، ازهرن بكل مواسم العمر وانشرن عبقا واينعن ثماركن وانشرن رحمة.
نباركهن ليس بأيامهن العالمية التي مضت وبلغت عدد مائة وأربعة عشر يوما في الثامن من شهر مارس ٢٠٢٢ فحسب، إنما نباركهن بكل أيام العمر ليزددن جمالا وأملا وسعادة وحضورا ونجاحا.
وكل يوم وكل امرأة منكن وبكن أجمل وأجمل،،،
[email protected]