عندما نتعمق بالرؤية في الحرب من الناحية الإنسانية فسنجد أنها مقبرة للحياة والإنسان والشجر وحتى الحجر وعندما ننظر لها من وجهة نظر الإنسان المادي فهي نعمة ومنفعة لمن يكون منتصرا في الغالب فسيقوم بنهب خيرات تلك الأرض ومنافعها والإنسان المادي النفعي بطبيعته سيغزو كل أرض بها خيرات ومنافع فسيستفيد من الناحية المادية ومن الناحية الجغرافية سيفرض هيمنته على تلك الأرض ويقتات على مواردها كما حدث في العراق عندما أسقط النظام الأمريكي صدام حسين وبسط نفوذه عليها واستولى على ما في باطنها من البترول وغيره من المنافع ثم خرج مخربا تلك الدولة العظيمة التي تعاني من وطأته حتى هذه الأيام، والذي نشاهده الآن من الاجتياح الروسي لأوكرانيا بترسانتها النووية ليس إلا دفاعا عن نفسها وذلك من وجهة نظرها فهي ترى تهديدات الغرب بضم أوكرانيا للاتحاد الأوروبي بمثابة فتح ثغرة نار تهدد أمنها وورقة ضغط بيد دول الغرب وأمريكا على روسيا، لكن الدب الروسي لم يدع لتلك الإستراتيجيات الغربية سبيلا لدك قواها النووية فقد هاجم دولة أوكرانيا مدافعا عن نفسه ومحتاطا لكل ما قد سيقع من عقوبات، فبوتين لم يقدم على هذه الخطوة إلا ويعلم ما سوف يحدث من عواقب ومن الجانب الأوكراني كان يعتقد زيلنسكي أن الانضمام للاتحاد الأوروبي سيحميه من بوتين ولم يتوقع كل هذا التراجع الكبير من قبل الغرب وأمريكا حتى استجداهم وقلل من أمريكا عندما تخلت عنه في أحلك الظروف وفي بداية الهجوم الروسي حيث قال «البيت الأبيض لا ينفع في اليوم الأسود».
وبوتين لن يتراجع بعد هذا الهجوم عن أي شبر من أوكرانيا حتى لو اضطر لاستخدام الأسلحة النووية وقد جمع الكثير من التحالفات مع الصين وباكستان وغيرها من الدول التي تمتلك قوى نووية وحيث إن هذا التحالف بين الدول النووية ليس إلا دفاعا عن أنفسهم لأن ما وقع لروسيا من عقوبات سوف يضع تلك الدول على القائمة بعد أن يتم القضاء اقتصاديا على روسيا..
ومن هذا المقال البسيط يجب أن نعلم جميعا أن الدول النفعية والإنسان المادي لا يهمه سوى المصلحة حتى ولو كانت على جماجم البسطاء، تلك هي الحياة من وجهة نظر العالم المادي، استحواذ على المنافع وسيطرة جغرافية وإنقاص سكان الكوكب.. وفي الختام أهلا بكم في الحرب العالمية الثالثة بشكلها الجديد..
@1_saad