أرجع المحلل الاقتصادي عبدالله الجبلي، صعود المؤشر العام بحوالي 16.5 %، لنشاط قطاعي الطاقة والمواد الأساسية، بشكل رئيسي، ومن بعدهما قطاع المصارف، موضحا أن التحركات القوية لأسعار النفط وتجاوز سعر البرميل حاجز الـ100 دولار للمرة الثانية في تاريخه بعد العام 2008، أثرا إيجابا على أسهم الشركات القيادية في القطاع، خاصة أرامكو وسابك.
واستطرد: ولكن لا ننسى أن المؤشر يواجه هذا العام الكثير من الضغوط، من بينها التضخم العالمي، وتحركات الكثير من الدول لخفض التضخم ورفع أسعار الفائدة على الدولار الأمريكي، والمتوقع ألا يكون هذا الارتفاع هو الأول، إذ تشير تكهنات لارتفاعها بشكل متتال 6 مرات، وهو الأمر الذي يؤثر سلبا على أسواق السلع في العالم.
وقال الجبلي إن الحرب الروسية الأوكرانية قد تلقي بظلال سلبية على الأسواق العالمية، ومنها السوق السعودية، مضيفا: ومن الناحية الفنية، فإن البقاء فوق مستوى 13 ألف نقطة يؤهل السوق للوصول إلى 13600 نقطة، ومنها أتوقع أن يبدأ السوق مسارا تصحيحيا، مشيرا إلى أن كل هذه التحديات تجعل المستثمر في حالة ترقب، وهو ما يفسر ضعف التذبذبات خلال الأيام القليلة الماضية.
تهيئة جديدةورأى المحلل الاقتصادي حمد العليان، أن سوق المال خلال الربع الأول من العام الجاري، لم يشهد أحداثا كبيرة، باستثناء ارتفاع أسعار النفط فوق حاجز الـ100 دولار، وعودة المؤشر العام إلى مستويات عام 2006، مشيرا إلى ارتفاع أسعار منتجات البتروكيماويات، وتفاوت نتائج الشركات، التي جاء بعضها فوق مستوى التوقعات.
وتابع أنه في المقابل حقق بعض القطاعات أرباحا أقل من مستوى التوقعات، ومن ضمنها قطاع السياحة والسفر، وهو أمر طبيعي للغاية، متوقعا أن يكون هناك تعاف لقطاعي السياحة والتأمين في الفترة المقبلة، مع تهيئة منتجات جديدة واستثمارات جديدة مختلفة عن تلك التقليدية.
تقلص الركود كما توقع العليان استمرار قطاع البتروكيماويات في تحقيق الأداء الإيجابي خلال الفترة المقبلة، وأيضا المصارف، أحد أهم القطاعات بالمملكة، بعد إعلان الفيدرالي الأمريكي رفع أسعار الفائدة، مشيرا إلى أن قطاع الاتصالات من القطاعات المتوقع تحقيقها أداء إيجابيا خلال الفترة المقبلة أيضا.
وقال إن الركود الذي كان يغلب على أداء السوق في شهر رمضان، قد يتقلص هذا العام؛ إذ يصادف فترة أعمال ودراسة، مضيفا: السوق ما زال يستهدف مستويات 13 ألف نقطة، وأتوقع الوصول لمستوى الـ14 ألفا بنهاية هذا العام.
توقعات ونتائجمن جانبه، أشار المحلل المالي سعد آل ثقفان، إلى أن الربع الأول من العام الجاري، شهد إعلان العديد من الشركات عن أرباحه السنوية، التي جاءت في المجمل متسقة مع التوقعات، موضحا أن نتائج قطاعات الطاقة والبتروكيماويات والمصارف كان لها التأثير الإيجابي الأكبر على حركة تاسي.
وأضاف: شهد هذا الربع أيضا قفزات كبيرة في أسعار النفط على خلفية الأوضاع الجيوسياسية، ما أدى لصعود المؤشر العام سوق الأسهم فوق 13 ألف نقطة.
وأكد آل ثقفان أن اكتتاب وإدراج عدة شركات كان له أثر في تعميق وتوسيع قاعدة المستثمرين من داخل السعودية وخارجها، خلال الربع الأول، مؤكدا أن مواصلة تدفق استثمارات خارجية بنسبة أعلى مقارنة بالفترة نفسها من العام الماضي، يؤكد جاذبية السوق السعودي وثقة المستثمرين الأجانب بالاقتصاد الوطني.