وجاء ذلك بحسب ما صرح به الرئيس الروسي خلال اجتماع حكومي عقد حول مشكلات صناعة الطيران، حيث أعلن أنه وقع مرسوما حول تجارة الغاز الطبيعي مع الدول غير الصديقة بالروبل.
وقال الرئيس الروسي: «نقدم للعملاء من هذه الدول (غير الصديقة لروسيا) آلية واضحة وشفافة من أجل شراء الغاز الطبيعي الروسي، يجب عليهم فتح حسابات بالروبل في البنوك الروسية، من هذه الحسابات سيتم سداد مدفوعات الغاز (الروسي)».
وأضاف بوتين: «إن روسيا ستعتبر أن مشتري الغاز الطبيعي في الدول غير الصديقة قد خرقوا العقود المبرمة إذا رفضوا شراء الغاز الروسي بالروبل، وفي هذه الحالة سيتم إيقاف العقود الحالية».
إيقاف العقود
وشدد الرئيس الروسي على أن بلاده لن تقوم بأعمال خيرية فيما يتعلق بإمدادات الغاز الطبيعي، وقال: «لا أحد يبيع لنا أي شيء مجانا، ولن نقوم بأعمال خيرية أيضا، أي سيتم إيقاف العقود الحالية (في حالة عدم دفع ثمن الغاز بالروبل)».
وبناء على المرسوم الذي نشر على الموقع الرسمي للكرملين، يعتبر «غازبروم بنك» مصرفا مرخصا لتنفيذ التعاملات المالية المرتبطة ببيع الغاز الطبيعي للدول غير الصديقة.
ويجب على العملاء من الدول المذكورة فتح حسابين في مصرف «غازبروم بنك» الأول بالروبل الروسي والثاني بعملات أجنبية، وذلك لسداد مدفوعات الغاز الطبيعي المورد.
واستأنفت شركة الغاز الطبيعي الروسية العملاقة «غازبروم» ضخ الغاز إلى ألمانيا عبر خط «يامال - أوروبا» الأربعاء بحسب بيانات شركة «جازكيد» مشغلة شبكة خطوط أنابيب نقل الغاز الطبيعي.
وكانت ألمانيا وإيطاليا قد ذكرتا في وقت سابق أمس، أن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين قال لهما: إنه يمكن للمشترين الأوروبيين مواصلة سداد مدفوعات الغاز باليورو، بحسب وكالة «بلومبرغ» للأنباء.
وصرح رئيس الوزراء الإيطالي ماريو دراجي في مؤتمر صحفي الخميس «قال بوتين: إن تلك المدفوعات إلى الروبل سوف يتم داخل في روسيا».
وقال مسؤولون ألمان: إن بوتين وجه رسالة مماثلة للمستشار أولاف شولتس في اتصال هاتفي الأربعاء.
ولكن الكرملين قال إنه لا يزال يتحتم على المشترين الحصول على الروبل مقابل الدولارات أو اليورو المذكورة في العقود، وقال: إن السعر والحجم لن يتأثرا.
سحب احتياطي
وفي الوقت الذي عرضت فيه روسيا بيع إمدادات الطاقة إلى الهند بأسعار رخيصة، نقلت شبكة «سي إن إن» الإخبارية الأمريكية عن مصدر، وصفته بالمطلع، أن الرئيس الأمريكي جو بايدن يدرس سحب كمية قياسية من الاحتياطي الإستراتيجي النفطي للولايات المتحدة، في ظل استمرار ارتفاع أسعار الوقود.
وأوضح المصدر المطلع على المداولات أن الخطة المطروحة للدراسة تتضمن سحب نحو مليون برميل نفط يوميا من الاحتياطي الإستراتيجي الأشهر المقبلة.
وتسبب الغزو الروسي لأوكرانيا في اضطرابات في أسواق الطاقة العالمية، وقفزت أسعار النفط لمستويات لم تشهدها منذ سنوات.
وأعلن تجمع أوبك بلس للدول المصدرة للنفط عقب اجتماع لوزراء الطاقة في الدول الأعضاء عبر الإنترنت، الخميس، عن فتح صنبور النفط بشكل معتدل فقط، حيث تتم زيادة الإنتاج 432 ألف برميل إضافي يوميا بداية من مايو.
وبناء على ذلك، فإن تجمع أوبك بلس الذي تقوده المملكة وروسيا متمسك بزيادة الإنتاج في الأشهر الماضية على الرغم من الحرب في أوكرانيا.
وتراجعت أسعار النفط بشكل كبير من مستوى مرتفع في التعاملات المبكرة، الخميس. وتمت الإشارة في السوق إلى تكهنات بأن الولايات المتحدة والدول الصناعية الأخرى يمكن أن تطلق النفط مرة أخرى من احتياطياتها الإستراتيجية.
عمليات دونيتسك
وميدانيا، صرح المتحدث باسم وزارة الدفاع الروسية إيجور كوناشينكوف، أمس الخميس، بأن القوات الروسية تواصل عملياتها في شرق أوكرانيا، وأنها سيطرت على منطقة زولوتا نيفا جنوب غرب دونيتسك.
وأعلن كوناشينكوف أن القوات الروسية تقدمت يوم أمس الأول لمسافة ستة كيلومترات، وتمكنت من قتل 60 من قوات العدو.
ولا يمكن، نظرا إلى طبيعة الأوضاع، التحقق من هذه البيانات بشكل مستقل.
وأضاف المتحدث أن وحدات من منطقة لوهانسك الأوكرانية الانفصالية تقدمت لمسافة خمسة كيلومترات، وتشتبك حاليا مع «القوميين» الأوكرانيين في مدينة كريمينا شمال غرب لوهانسك.
وأعلنت وزارة الدفاع الروسية أن مقاتلاتها دمرت خلال اليوم السابق 52 منشأة عسكرية أوكرانية ومستودعين للوقود.
وجاء في بيان للوزارة، نقله موقع قناة «آر تي عربية»: «دمرت مقاتلاتنا الحربية 52 منشأة عسكرية أوكرانية، بما في ذلك نظام دفاع جوي من طراز إس 300-، ومستودعين للوقود، و38 معقلا ومنطقة تمركز للمعدات العسكرية الأوكرانية».
وكانت وزارة الدفاع الروسية أعلنت، أمس الأول، سحب قواتها من كييف ومدينة تشيرنيهيف المجاورة، من أجل «استكمال التحرير الكامل لدونباس».
من ناحيته، قال حاكم منطقة دنيبرو بشرق أوكرانيا: إن الصواريخ الروسية أصابت وحدة عسكرية ومستودعا للوقود في المنطقة الخميس، مما أسفر عن مقتل شخصين.
وقال الحاكم فالنتين ريزنيتشينكو: إن خمسة أشخاص أصيبوا أيضا جراء الضربة.
قافلة حافلات
وأرسلت الحكومة الأوكرانية قافلة من الحافلات إلى مدينة ماريوبول الساحلية المحاصرة جنوب شرقي البلاد، على أمل إجلاء المواطنين الذين ما زالوا عالقين بها.
وأعلنت إرينا فيرشوك، نائبة رئيس الوزراء الأوكراني أنه تم إرسال 45 حافلة إلى ماريوبول، أمس الخميس، بعد إعلان روسيا الوقف المؤقت لإطلاق النار في المدينة.
وقالت فيرشوك في رسالة فيديو: «نبذل قصارى جهدنا لضمان وصول الحافلات إلى ماريوبول ونقل الأشخاص الذين لم يخرجوا بعد من المدينة».
وأضافت: «قواتنا العسكرية تضمن وقفا كاملا لإطلاق النار».
ومن المقرر أن تنقل قافلة الحافلات الأشخاص الذين يتم إجلاؤهم من ماريوبول إلى زابوريجيا، وهي مسافة تبلغ نحو 200 كيلومتر، عبر مدينة بيرديانسك التي تسيطر عليها روسيا.
وأخفقت عدة جهود سابقة لإجلاء المدنيين بسبب عدم القدرة على إيجاد طرق خروج آمنة وسط القتال.
يشار إلى أن ماريوبول، المطلة على بحر أزوف، محاصرة من القوات الروسية منذ بداية مارس.
ويقول المسؤولون الأوكرانيون: إن أكثر من 100 ألف شخص ما زالوا داخل المدينة المدمرة بشدة، وسط نقص حاد في الغذاء والأدوية والتدفئة والكهرباء، وقبل الحرب، كان ما يقرب من 440 ألف شخص يعيشون في المدينة.
من جانبها، قالت اللجنة الدولية للصليب الأحمر أمس: إن الفرق التابعة لها في طريقها إلى مدينة ماريوبول الأوكرانية المحاصرة لتقديم إمدادات إغاثة وعلى استعداد لإجلاء المدنيين.