وإن كان الزائر قد اطلع على جهود القطاعات الحكومية في موسم الحج، وشاهد عن قرب دور وزارة الحج والعمرة وقطاعاتها المختلفة، والجهات التي تشرف عليها، إلا أنه لم ير البدايات والصعوبات التي واجهت حجاج بيت الله الحرام أثناء أدائهم للفريضة خلال السنوات الماضية، يوم كان التنقل بين مدن الحج جدة ـ مكة المكرمة ـ المدينة المنورة مع تأسيس النقابة العامة للسيارات عام 1373هــ معتمدا على عدد ضئيل من الحافلات، تتبع خمس شركات، وأصبح اليوم تحت منظومة تضم نحو 56 شركة نقل حجاج، تمتلك أكثر من عشرين ألف حافلة لنقل الحجاج.
وكما تطورت وسائل النقل تطورت خدمات الاستقبال بمداخل مكة المكرمة، والإسكان بمكة المكرمة، وتحولت خيام عرفات القماشية إلى خيام مجهزة إلكترونيا تتوافر بها كل الخدمات، وأصبح النقل بين المشاعر المقدسة يعتمد على الرحلات الترددية، التي قصرت الوقت وقضت على الازدحام، وأصبحت وجبات الحجاج تقدم بأغلفة آمنة، وغابت الجوالين البلاستيكية لسقيا الحجاج بماء زمزم في مقار سكنهم، وحضرت العبوات الخاصة، وكل هذه الأعمال وغيرها وإن كانت قريبة من الحاج غير أن بداياتها وتطورها بعيدة عنه، كما أنها بعيدة عن مسؤولي خدمات الحجاج، والإعلاميين في العالم الاسلامي.
وأمام ما حققه مؤتمر ومعرض خدمات الحج والعمرة من نجاحات، واستعراضه لأهمّ وأحدث المواضيع المتعلقة بالتحوّل نحو الابتكار لتحقيق استدامة هذا القطاع الحيوي وفق رؤية 2030، فإن الحاجة تستدعي العمل على إقامة معرض خاص بخدمات الحجاج بمكة المكرمة يكون خلال الفترة من أواخر شهر ذي القعدة ويستمر حتى الرابع من ذي الحجة، وهي فترة مناسبة وجيدة يتواجد فيها الوزراء القادمون من خارج المملكة، ومسؤولو خدمات الحجاج في الدول الإسلامية.
وإقامة مثل هذا المعرض وفي هذا التوقيت فرصة جيدة للاطلاع على الجهود المبذولة والخدمات المقدمة لراحة وطمأنينة ضيوف الرحمن.
@ashalabi1380