وأفاد رئيس البلدية فيتالي كليتشكو في تحذير أصدره للسكان، الذين فروا من العاصمة، «خطر الموت (في كييف) مرتفع جدا، ولهذا السبب نصيحتي لأي شخص يريد العودة هي، من فضلك، انتظر وقتا أطول قليلا».
وقال حاكم منطقة كييف في وقت سابق أمس: إن القوات الروسية تنسحب من بعض المناطق حول العاصمة لكنها تعزز مواقعها في مناطق أخرى.
كييف وتشرنيهيف
ومن العاصمة الأوكرانية، قال حاكما كييف وتشرنيهيف الجمعة: إن روسيا تواصل سحب بعض قواتها من المنطقتين الواقعتين في شمال أوكرانيا.
وقالت روسيا خلال المفاوضات يوم الثلاثاء: إنها ستقلص العمليات في منطقتي كييف وتشرنيهيف، واستمر القتال في المنطقتين، وقال أمين عام حلف شمال الأطلسي ينس ستولتنبرج: إن القوات الروسية لا تنسحب وإنما تعيد تنظيم صفوفها.
وقبل الإجلاء المخطط للمدنيين من مدينة ماريوبول المحاصرة، أشار الصليب الأحمر إلى أنه لا يزال هناك بعض الأمور غير المحسومة.
وقال المتحدث باسم اللجنة الدولية للصليب الأحمر إيوان واتسون الجمعة في جنيف: إن طرفي النزاع، أوكرانيا وروسيا، وافقا بالفعل على ممر إنساني، لكن لا يزال يتعين تأكيد إبلاغ الجنود بذلك، مضيفا «إن الجانبين لم يتفقا بعد على الوجهة التي سيقصدها آلاف الأفراد المتوقع إجلاؤهم».
اتهام روسي
واتهمت روسيا أوكرانيا أمس الجمعة، بتنفيذ ضربة جوية على مستودع وقود في مدينة بيلجورود الروسية، وهي واقعة قال الكرملين: إنها تعكر أجواء محادثات السلام مع كييف.
وقال وزير الخارجية الأوكراني دميترو كوليبا: إنه لا يمكنه تأكيد أو نفي تورط أوكرانيا في الضربة لأنه ليس مطلعا على جميع المعلومات العسكرية.
وأظهرت لقطات فيديو للهجوم ما بدا أنه عدة صواريخ تُطلق من ارتفاع منخفض وأعقبها انفجار، وهذا أول اتهام بضربة جوية أوكرانية على الأراضي الروسية منذ بدء موسكو الحرب على أوكرانيا نهاية فبراير.
لكن شركة «روسنفت» الروسية المالكة لمستودع الوقود قالت في بيان منفصل: إن الحريق لم يسفر عن إصابات، دون ذكر أي معلومات عن سببه.
مفاوضات السلام
وقال ديمتري بيسكوف المتحدث باسم الكرملين للصحفيين في مؤتمر عبر الهاتف: إن الرئيس فلاديمير بوتين أحيط علما بالواقعة، وقال بيسكوف: إن الضربة قد تعرض مفاوضات السلام بين موسكو وكييف للخطر.
وصرح مسؤول أوكراني رفيع المستوى، أمس الجمعة، بأن جولة جديدة من المفاوضات بين بلاده وروسيا تجرى الآن عبر الفيديو كونفرانس.
وكان الوفدان الروسي والأوكراني قد أجريا سلسلة من المحادثات في بيلاروس، وفي مدينة إسطنبول التركية، بهدف وضع نهاية للحرب، غير أن المحادثات لم تحرز تقدما ملموسا.
وقال حاكم منطقة كورسك المجاورة لبيلجورود، رومان ستاروفويت: إن إمدادات الوقود بمنطقته تكفي لعدة أسابيع، ودعا السكان إلى عدم تخزين الوقود.
وكان مستودع ذخيرة بالقرب من بيلجورود اندلعت فيه النيران ليل الأربعاء مما تسبب في سلسلة من الانفجارات.
حياد الهند
وأشاد وزير الخارجية الروسي سيرجي لافروف بموقف الهند «المحايد»، فيما يتعلق بالحرب الروسية على أوكرانيا، وذلك خلال زيارته للعاصمة الهندية نيودلهي أمس الجمعة.
وقال لافروف: يريد زملاؤنا في الغرب تقليص أي قضية دولية مهمة أمام أزمة أوكرانيا.
ونقلت وكالة أنباء «تاس» الروسية عن لافروف القول: «تعلمون موقفنا، لا نخفي شيئا، ونقدر أن الهند تنظر في هذا الوضع بمجمله من الحقائق وليس بطريقة أحادية الجانب».
وأكد لافروف استعداد بلاده لتزويد الهند بجميع المنتجات، التي تريدها.
وتريد الهند زيادة وارداتها من النفط الروسي، ضمن منتجات أخرى، وقد اشترت بالفعل عدة ملايين من البراميل منذ بدء حرب أوكرانيا.
ولم تعرب الهند حتى الآن عن أي انتقاد لروسيا، رغم الضغوط الأمريكية والأوروبية على نيودلهي.
وتقيم الهند علاقات وثيقة منذ فترة طويلة مع روسيا، حيث تستورد نيودلهي الكثير من معداتها العسكرية من موسكو، وتسلح الهند نفسها ضد خصميها الصين وباكستان وتعتمد على موسكو في استيراد قطع الغيار.
الموقف الصيني
إلى ذلك، أعربت بكين مجددا عن رفضها لاستبعاد روسيا من مجموعة العشرين لكبرى الاقتصادات العالمية، المتقدمة والناشئة، ردا على دعوات أطلقتها دول غربية عقب غزو موسكو لأوكرانيا.
وقال وزير الخارجية الصيني وانغ يي خلال محادثات مع نظيره الإندونيسي ريتنو مارسودي، إنه لا ينبغي «تسييس» اجتماع المجموعة الذي تستضيفه جزيرة بالي الإندونيسية في شهر نوفمبر.
من جانبه، قال رئيس الوزراء الصيني لي كه تشيانغ لمسؤولي الاتحاد الأوروبي: إن بكين تعارض الانحياز لجانب بعينه فيما يتعلق بالغزو الروسي لأوكرانيا.
وذكر دبلوماسي صيني أن تشيانغ قال لرئيس المجلس الأوروبي شارل ميشيل ورئيسة المفوضية الأوروبية أورزولا فون دير لاين، الجمعة، عبر رابط فيديو: إن الصين تعارض انقسام التكتلات والانحياز لجانب.
وجاء ذلك في رد من رئيس الوزراء الصيني على طلب من بروكسل خلال قمة الاتحاد الأوروبي والصين، أن تستغل بكين نفوذها وتساعد على إنهاء العنف في أوكرانيا.
وتصف موسكو تدخلها في أوكرانيا بأنه «عملية عسكرية خاصة»، بينما تقول أوكرانيا والغرب: إنها اعتداء وحشي دون مبرر.
وقف الغاز
من ناحيتها، أعلنت شركة الغاز الطبيعي الروسية العملاقة «جازبروم»، أمس الجمعة، وقف توريد شحنات الغاز إلى ألمانيا عبر خط أنابيب «يامال/يوروب»، مشيرة إلى بدء التوريد بالاتجاه المعاكس، حسبما أفادت شركة «جازكاد» المشغلة للخط. وأضافت جازكاد «إنه تم بدء إعادة ضخ الغاز الروسي عبر خط أنابيب مالنو الأربعاء، بعد توقف الإمداد لمدة أسبوعين».
وذكرت «جازكاد» أن حجم التدفق العكسي للغاز من ألمانيا إلى بولندا وصل إلى 2.7 جيجاوات/ساعة بحلول الساعة 9 صباحا الجمعة.
ورغم المخاوف من أنه سوف يتم قطع شحنات الغاز الروسي إلى أوروبا في خضم مواجهة بشأن العقوبات الأوروبية والمطالب بسداد المدفوعات بالروبل، قالت شركة الغاز الروسي «جازبروم»: إن خطوط الأنابيب ما زالت ترسل الغاز باتجاه الغرب.
وهذا يعني أيضا استمرار الشحنات، رغم تهديدات الكرملين بوقف التدفق في حال لم يتم بدء سداد مدفوعات الغاز بالروبل.
ولكن الغرب عارض المطلب، ودخل مقترح جديد يسمح بالسداد بالدولار أو الروبل لمصرف روسيا حيز التنفيذ الجمعة، ولكنه من غير الواضح ما إذا كان المشترون الغربيون هم الذين فتحوا مثل هذه الحسابات.