بر وإحسانوبين أن العبادة تعظم، بحسب زمانها ومكانها، وها نحن مقبلون على شهر كريم، وموسم للعبادات عظيم، إنه شهر الصلاة والصيام والقرآن، شهر الجود والبر والإحسان، وهو نفحة من نفحات الرب على عباده، يفيض فيه من رحمته وعفوه، وجوده وكرمه، وفيه تفتح أبواب الجنان، وتغلق أبواب النيران، وتصفد مردة الجان، وينادي منادي الله، يا باغي الخير أقبل، ويا باغي الشر أقصر، فمن صام رمضان إيمانا واحتسابا، غفر له ما تقدم من ذنبه، ومن قام رمضان إيمانا واحتسابا، غفر له ما تقدم من ذنبه، ومن قام ليلة القدر إيمانا واحتسابا، غفر له ما تقدم من ذنبه.
شرف الزمانوأشار إلى أن السلف الكرام، كانوا يكثرون من ختم القرآن، فإذا جاء رمضان، زادوا في الختمات لشرف الزمان، فشهر رمضان، شهر التلاوة والتدبر، والقراءة والتفكر، بمدارسة آي الفرقان، وفهم كلام الرحمن، آناء الليل وأطراف النهار، فالسعادة والطمأنينة، في تعظيم كتاب الله وتلاوته، والرجوع إليه واتباع هديه، والشقاء في الإعراض عنه وهجره. وأكد إمام وخطيب المسجد الحرام في خطبته أن من خير ما نستقبل به رمضان، تنقية النفوس من الشحناء، والكراهية والبغضاء، فرمضان، موسم للصفح والعفو، وربنا تبارك وتعالى عفو يحب العفو، ويحب أهل العفو.
صفات الجلالوفي المدينة المنورة، قال إمام وخطيب المسجد النبوي الشيخ د. علي الحذيفي في خطبة الجمعة أمس، إن ما فرض الله علينا من العبادات وما نهانا عنه من المحرمات هو بعض حقوق الله علينا لأن حق الله على العباد أن يذكر فلا ينسى، وأن يطاع فلا يعصى، وأن يشكر فلا يكفر، وأن يحب أعظم من حب النفس والمال والأهل والولد، وأن يقدم حبه على حب كل شيء وأن يتذلل له العبد ويخضع، فالرب هو المستحق للعبادات لذاته لما اتصف من صفات الجلال والكمال والعظمة والكبرياء والرحمة والقدرة على كل شيء.
أفضل الشهوروحث فضيلته على ضرورة تقوى الله بالإكثار من الحسنات والبعد عن السيئات في هذا الشهر الكريم، فقد نزل بكم شهر الخيرات يعظم الله فيه العمل الصالح ويضاعف فيه الحسنات ويتجاوز عن الكبائر والموبقات، كتب الله صيامه وسن رسول الله صلى الله عليه وسلم قيامه فهو أفضل الشهور.