غير أن أبرز ما يمكن ملاحظة «غلائه» هي أسعار الخضراوات التي ترتفع بصورة غير مبررة على الإطلاق وعجزت أفسر سببا لغلائها بهذه الصورة، مع توسع أسواق الاستيراد من البلاد المجاورة كمصر وسوريا، ورخص نسبي لهذه المنتجات، بيد أن المنتجات الأساسية من الخضراوات ترتفع في المواسم ولا تعاود لسعرها القديم بلا أي مبرر، وإن كان الارتفاع يبدو بسيطا للغاية. ويبدو أن الهايبرماركت التي توفر العديد من الخدمات لزبائنها هي أحد المتسببين في مثل هذا الارتفاع لتسعيرها لوحدها المنتجات الغذائية مختلفة عن السوق المركزية.
تؤدي الهايبرماركت إلى تغيير نمطية الشراء ونوعيته وتتسبب في كسب الأفراد لعادات شرائية سيئة مقابل الخدمات التي توفرها، كتسببها في الشره الاستهلاكي من خلال برامج العروض المخفضة التي تقدمها وتنوع المعروضات والأسواق المستوردة، ولكنها تقود بالمقابل إلى تسعير بعض المنتجات بطريقتها لكسب التباين الفارق بين الأسعار وضمان الربحية، لذا لن تخرج من هذا التسوق إلا وأنت تدفع مبلغا ليس بقليل، لن تستطيع أن تتقيد بما جئت لشرائه فقط، بيد أن أكثر المنتجات التي تتحكم بأسعارها هي الخضراوات والفواكه التي تبدو مرتفعة بفارق كبير بينها وبين السوق المركزية المحلية وأسواق الخضراوات والبقالات الصغيرة، ولأنها تصنع سلوكيات شرائية سيئة في المجتمع سنرى هناك من يخفض «ويساوم» على سعر كيلو الخيار أو الخس مع عامل آسيوي متجول في الشارع وأسعاره مخفضة للغاية، ولكنه لا يجد مشكلة أن يشتريها بأسعار مضاعفة من الهايبرماركت.
الموسم الرمضاني، الذي يعد أكبر مواسم التجارة في أسواقنا بات اليوم موسما تنافسيا للغاية بين «الهايبرماركتات» التي تسحب بساطها من الأسواق المركزية، لذا هذه التنافسية تجعل من التجار في الأسواق المركزية يحمون أنفسهم بتسعير المنتجات التي يبيعونها، بالذات وأن منتجات الفواكه والخضراوات تفسد بسرعة وتقدر خسائرها بأكثر من ربحها.
لذا ومن بين الاستثمارات التي نتوق إليها لم لا نستثمر في الزراعة؟ ونزرع بساتين بل غابات في مساحات كبيرة لتورد إلى أسواقنا المحلية ونتحكم في سعرها!.
وعلى مستوى الأفراد، لم لا تصنع حديقتك في بيتك؟، لم لا تكون هذه عادة صحية أن يكون في كل بيت حديقة يتم فيها زراعة بعض الخضراوات والفواكه التي لا غنى عنها.
@hana_maki00