DAMMAM
الخميس
34°C
weather-icon
الجمعة
icon-weather
34°C
السبت
icon-weather
37°C
الأحد
icon-weather
33°C
الاثنين
icon-weather
34°C
الثلاثاء
icon-weather
36°C
national day
national day
national day

مجزرة «بوتشا».. اتهامات متبادلة ونفي روسي

موسكو تحذر الغرب مع استهدافها دونيتسك وتدمير مصفاة نفط «أوديسا»

مجزرة «بوتشا».. اتهامات متبادلة ونفي روسي
مجزرة «بوتشا».. اتهامات متبادلة ونفي روسي
جنديان أوكرانيان يوثقان لدبابة وعربات روسية مدمرة في بوتشا بمنطقة كييف (رويترز)
مجزرة «بوتشا».. اتهامات متبادلة ونفي روسي
جنديان أوكرانيان يوثقان لدبابة وعربات روسية مدمرة في بوتشا بمنطقة كييف (رويترز)
نفت موسكو الاتهامات الموجهة لقواتها بقتل مدنيين في مدينة بوتشا في مقاطعة كييف، خلال العملية العسكرية التي تجريها موسكو في أوكرانيا، في وقت أقرت فيه باستهداف مصفاة نفط يستخدمها الجيش الأوكراني قرب مدينة أوديسا الساحلية بجنوب البلاد.
وذكرت وزارة الدفاع الروسية في بيان صدر عنها أمس الأحد: كل الصور والفيديوهات المنشورة من قبل نظام كييف والتي يزعم أنها تدل على «جرائم» من قبل العسكريين الروس في مدينة بوتشا في مقاطعة كييف ليست سوى استفزاز جديد.
وكان قد تم العثور على العديد من القتلى في ضاحية بوتشا بعد انسحاب الجيش الروسي منها، وأفادت البيانات الصادرة عن موسكو بالعثور على 280 شخصا مدفونين في مقابر جماعية.
وشددت الوزارة على أنه «لم يتأذ أحد من السكان المحليين من أي أعمال عنف خلال فترة سيطرة القوات المسلحة الروسية على هذه المدينة».
وأشارت إلى أن سكان بوتشا خلال فترة سيطرة الجيش الروسي على مدينتهم كانوا يتمتعون بالحرية التامة للتنقل واستخدام الهواتف الخلوية، لافتة إلى أن القوات الروسية لم تغلق مداخل المدينة وكان بإمكان سكانها مغادرتها إلى الشمال، خصوصا إلى بيلاروس المجاورة.
ولفتت موسكو إلى أن القوات الروسية أكملت انسحابها من بوتشا في 30 مارس، بعد يوم من اجتماع إسطنبول، وفي 31 مارس أكد عمدة بوتشا، أناتولي فيدوروك، في تصريح مسجل غياب أي عسكريين روس في المدينة، وذلك دون ذكر أي حالات لقتل سكان مكبلي الأيدي بالرصاص في الشوارع.
وأشارت الوزارة إلى أن كل «الأدلة» ظهرت بعد أربعة أيام فقط، عندما وصل إلى المدينة موظفو جهاز أمن أوكرانيا والتليفزيون الأوكراني.
جثث بوتشا
وقالت المدعية العامة الأوكرانية إيرينا فينديكتوفا عبر شاشات التلفزيون أمس الأحد: إن ممثلي الادعاء الذين يحققون في جرائم حرب يحتمل أن تكون القوات الروسية ارتكبتها عثروا على 410 جثث في بلدات قرب كييف وتم فحص 140 منها.
وعبر مسؤولون أوكرانيون وغربيون عن غضبهم أمس مما قالوا: إنها أعمال وحشية ارتكبتها القوات الروسية بالقرب من كييف قبل انسحابها من المنطقة لتركيز هجماتها على مواقع أخرى.
وأعرب وزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكن عن شعوره بالفزع من رؤية آثار «الاحتلال الروسي» لمدينة بوتشا الأوكرانية بالقرب من كييف.
وقال بلينكن لشبكة «سي إن إن» الأمريكية: «هذا هو الواقع الذي يحدث كل يوم طالما استمرت وحشية روسيا ضد أوكرانيا، لهذا السبب يجب أن ينتهي الأمر».
كما أعلن الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون أنه يعتزم العمل على محاسبة روسيا بعد اكتشاف العديد من المدنيين القتلى في محيط العاصمة الأوكرانية كييف.
وقال رئيس بلدية مدينة بوتشا الواقعة على بعد 37 كيلومترا شمال غربي العاصمة السبت: إن 300 من السكان قتلوا خلال احتلال الجيش الروسي الذي دام شهرا، ورأى صحفيون من «رويترز» ضحايا في مقبرة جماعية وجثثا ما زالت ملقاة في الشوارع.
وسبق أن أثارت الصور من بوتشا صدى واسعا في الغرب، حيث اتهمت عدة دول أوروبية الجيش الروسي بارتكاب جرائم حرب ودعت إلى إجراء تحقيق مستقل فيما حصل، بينما أكد الاتحاد الأوروبي أنه يعتزم تشديد عقوباته ضد موسكو.
وكان بوتين قد قال: إن «العملية العسكرية الخاصة» في أوكرانيا ضرورية لأن الولايات المتحدة تستخدمها لتهديد روسيا، وكان على موسكو الدفاع عن المواطنين الناطقين بالروسية المضطهدين من كييف، ورفضت أوكرانيا والغرب وصف بوتين وتقول: إنه يخوض حربا عدوانية غير مبررة.
وقالت أوكرانيا السبت: إن قواتها استعادت السيطرة على جميع المناطق المحيطة بالعاصمة، لتسيطر بالكامل على المنطقة للمرة الأولى منذ بدأت روسيا غزوها في 24 فبراير.
انسحاب روسي
وسحبت روسيا قواتها التي كانت تهدد كييف من الشمال حتى تحشد صفوفها من أجل خوض معارك في شرق أوكرانيا.
وقال مستشار الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي، أوليكسي أريستوفيتش الأحد: إن قوات بلاده عثرت على جثث نساء تعرضن للاغتصاب وأُضرمت فيها النيران، فضلا عن جثث لمسؤولين محليين وأطفال.
وأضاف أريستوفيتش للتلفزيون الأوكراني «يوجد قتلى من الرجال وقد بدت على أجسادهم آثار تعذيب، كانت أياديهم مقيدة بينما قتلوا بطلقات نارية في مؤخرة الرأس».
وقال سيرجي نيكيفوروف المتحدث باسم زيلينسكي لهيئة الإذاعة البريطانية (بي.بي.سي) «يجب أن أكون حذرا جدا في صياغتي للكلمات، لكن الأمر يبدو تماما مثل جرائم الحرب».
وقال مسؤول السياسة الخارجية بالاتحاد الأوروبي جوزيب بوريل على «تويتر»: صُدمت بأنباء الأعمال الوحشية التي ارتكبتها القوات الروسية، الاتحاد الأوروبي يساعد أوكرانيا في توثيق جرائم الحرب، مضيفا «إن جميع القضايا يجب أن تتابعها محكمة العدل الدولية».
وقالت ليز تراس وزيرة الخارجية البريطانية: إن هناك «أدلة متزايدة» على أعمال مروعة ارتكبتها القوات الغازية في بلدات مثل إربين وبوتشا.
وعلى صعيد آخر، أصابت صواريخ منطقة قرب مدينة أوديسا الساحلية بجنوب أوكرانيا أمس الأحد، وقالت روسيا: إنها دمرت مصفاة نفط يستخدمها الجيش الأوكراني.
وقالت الدفاع الروسية «إن ضربات صاروخية بواسطة جيشها دمرت مصفاة نفط وثلاثة مستودعات وقود بالقرب من أوديسا الأحد»، مضيفة «إن أوكرانيا كانت تستخدم هذه المنشآت لتزويد قواتها بالإمدادات بالقرب من مدينة ميكولايف».
وتعد أوديسا ميناء رئيسيا على البحر الأسود وهي القاعدة الرئيسية للبحرية الأوكرانية، وكانت محور تركيز القوات الروسية لأن الاستيلاء عليها سيسمح لموسكو بإقامة ممر بري إلى ترانسدنيستريا، وهي مقاطعة تتحدث الروسية منفصلة عن مولدوفا وتستضيف قوات روسية.
إلى ذلك، قال حاكم منطقة دونيتسك بشرق أوكرانيا الأحد: إن القصف استمر طوال الليل والنهار واصفا الوضع في المنطقة بأنه «عصيب».
وقال الجيش الأوكراني: إنه يعتقد أن روسيا سحبت قواتها من منطقتي كييف وتشرنيهيف لنقلها إلى منطقة دونباس بشرق أوكرانيا لشن هجوم جديد بهدف احتلال كل من منطقتي دونيتسك ولوجانسك.
لاجئون أوكرانيون وصلوا إلى مطار فرنكفورت في ألمانيا من مولدوفا (رويترز)

موقف موسكو
وفي سياق المفاوضات، قالت روسيا أمس الأحد «إن محادثات السلام لم تحرز تقدما كافيا لعقد اجتماع على مستوى القادة، وإن موقف موسكو بشأن وضع القرم ودونباس لم يتغير».
وذكر كبير المفاوضين الروس فلاديمير ميدينسكي عبر تطبيق «تليجرام»: مسودة الاتفاق ليست جاهزة لتُقدم إلى اجتماع على المستويات العليا، أكرر مرارا وتكرارا، موقف روسيا بشأن القرم ودونباس لم يتغير.
وأجرى الجانبان محادثات دورية منذ بدأت روسيا حربها في 24 فبراير، لكن لم تحدث أي انفراجة وما زالت هناك خلافات كبيرة بين الجانبين بشأن مسألة الأراضي.
وقال ميدينسكي: إن أوكرانيا بدأت في إظهار نهج أكثر واقعية في محادثات السلام.
وأضاف «إن أوكرانيا وافقت على أن تكون محايدة ولا تمتلك أسلحة نووية وألا تنضم إلى تكتل عسكري وأن ترفض استضافة قواعد عسكرية».
لكن فيما يتعلق بقضية شبه جزيرة القرم، التي ضمتها روسيا من أوكرانيا في 2014، ومنطقتين للانفصاليين المتحالفين مع روسيا في دونباس بشرق البلاد اعترف الرئيس فلاديمير بوتين باستقلالهما في فبراير، أشار ميدينسكي إلى عدم إحراز تقدم.
وقال: إنه لا يشارك المفاوض الأوكراني ديفيد أراخاميا تفاؤله، وقال الأخير للتلفزيون الأوكراني السبت: إن مسودة الاتفاق في وضع متقدم بما يكفي للسماح بإجراء مشاورات بين بوتين والرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي.
وتابع ميدينسكي «لسوء الحظ، أنا لا أشارك أراخاميا تفاؤله، فضلا عن ذلك، فإن الخبراء الدبلوماسيين والعسكريين الأوكرانيين متأخرون كثيرا حتى في تأكيد تلك الاتفاقيات التي تم التوصل إليها بالفعل على المستوى السياسي بشأن مسودة النص».
وقال: إن المحادثات عبر الفيديو ستستمر اليوم الاثنين.
الثمن بالروبل
من ناحية أخرى، قال الكرملين الأحد: إن خطة الرئيس بوتين المتمثلة في تحصيل ثمن الغاز الطبيعي الروسي بالروبل تعد النموذج الأولي الذي ستمدده أكبر دولة في العالم من حيث المساحة ليشمل صادرات رئيسية أخرى لأن الغرب حال دون انخفاض الدولار الأمريكي من خلال تجميد الأصول الروسية.
وتمثل رد فعل بوتين الاقتصادي حتى الآن في إصدار أمر في 23 مارس بأن يتم دفع قيمة صادرات الغاز الروسي بالروبل، لكن الإجراء يتيح للمشترين الدفع بالعملة المتعاقد عليها والتي سيحل الروبل محلها بعد ذلك بواسطة بنك جازبروم.
وقال المتحدث باسم الكرملين دميتري بيسكوف للقناة الأولى في التلفزيون الروسي الرسمي عن نظام الدفع بالروبل مقابل الغاز «إنه النموذج الأولي للخطة».
وقال: إن الكرملين يريد نظاما جديدا ليحل محل اتفاقية «بريتون وودز» المالية التي وضعتها القوى الغربية في عام 1944.
وأوضح أن عقوبات الغرب على روسيا «سرعت من فقدان الثقة في الدولار واليورو».
في المقابل، أعلن وزير الطاقة البلغاري، ألكسندر نيكولوف، أن بلاده تلقت إخطارا من شركة «غازبروم إكسبورت» الروسية بشأن سداد قيمة إمدادات الغاز بالروبل الروسي.
وقال نيكولوف في مقابلة مع التلفزيون الوطني البلغاري، الأحد «لقد تلقينا طلبا رسميا لدفع ثمن الغاز بالروبل، ومع ذلك، فإن بلدنا ينوي التمسك بموقف عموم أوروبا عند دفع ثمن الغاز وعدم الخضوع للضغوط، لا يوجد في الاتفاقات الحالية ما ينص على أن دفع ثمن الغاز يمكن أن يكون بالروبل».
وأقر الوزير أنه في ظل ظروف الأزمة الحالية، قد يكون تنفيذ اتفاقية إمدادات الغاز موضع تساؤل، قائلا: «بالطبع، في نزاع عسكري، قد يتم التشكيك في الامتثال للعلاقات التعاقدية، لذلك لا يمكنني توقع ما سيحدث بالضبط في منتصف أبريل، سيتعين علينا أن نرى كيف ستعمل آليات الدفع التي اقترحتها (غازبروم)»، مضيفا «إن عملية تحويل اليورو والدولار إلى روبل ستغير سعر الغاز».
وقال الوزير: إنه بحلول الأول من يوليو، سيتم الانتهاء من بناء خط ربط للغاز مع اليونان، وبعد ذلك ستكون البلاد قادرة على الاعتماد على إمدادات الغاز من أذربيجان.