إن النص المسرحي هو التفصيل، الذي يقع عليه العمل، خاصة أنه يتماهى مع المهارة والرؤية، التي ترتكز عليها المسرحية، فيشمل الأحداث والشخصيات والحوار بينها.
فهو القصة والأحداث والشخصيات والحوار لذلك يرتبط بتصوّر أساسي مع كل العناصر، التي تقوم عليها البنية الدرامية للمسرحية وتحدّد من خلالها الأطر في الأزمنة والأمكنة والأبعاد، فالبناء الدرامي يحدّد سير العرض المسرحي وطرق الإخراج وتوجهه، وبالتالي يمنح النص الفرصة للجمهور لفهم محتوى ورسالة المسرحية، وكذلك تحدّد الكتابة مدى نجاح أو ضعف العمل المسرحي ومدى وصوله أو انقطاعه عن كسر حواجز الاتصال مع الجمهور، خاصة أن اقتناع الممثل بالعمل من خلال النص والحوار والرؤية هي التي تقنع الجمهور وتخلق همزة الوصل معه.
فالحركة التي يشهدها المسرح السعودي يجب أن تقترن أيضا وتتوافق مع قيمة النص والكتابة وعمقها المتجدّد، خاصة بكل ما تقدّمه لجان المسرح والمؤسسات القائمة على تطوير حركة المسرح السعودي، التي تُركّز في برامجها وأنشطتها على الاهتمام بالنص وتنويع منافذ ورؤى الكتابة المسرحية وإثراء الأفكار واحتواء التصورات، خاصة أن الكتابة هي التي تُقرّر عمق المعرفة وتحتوي اهتمامات المتلقي وأحاسيسه ورغباته من العمل المسرحي والاستشراف والثقافة والهوية.
فبين الكتابة بالعامية والكتابة بالفصحى هناك عدّة تناغمات معرفية وحسيّة وبحثية لها عمقها المرتكز على التراث الشعبي والتراث الأدبي، وكذلك بين الاقتباس العالمي، حيث من الضروري أن يكون هناك انتقاء مبني على ذكاء فني وإبداعي قادر على إسقاط النص المقتبس على البيئة السعودية وتوفير أرضية جمالية فنية وتراثية له بحيث يتوافق معها ومع ضروراتها التعبيرية، التي تكوّن جمالياته وتعطي عناصر المسرحية روحا متجدّدة لها قدرات تعبيرية متناغمة مع كل خصوصيات الثقافة السعودية.
@yousifalharbi