والتميز الناجح نحو حياة أفضل وبيئة عمل أنجح لن يحدث إلا إذا كان بناء على تخطيط منظم واختيار مسبق ففي هذه الحالة فقط نستطيع أن نغير ما حولنا ونتغير معه نحو الأجود سواء في الحياة أو في العمل وذلك لأن هذا يساعد على إيجاد أوضاع تنظيمية أكثر كفاءة ومعالجة كثير من السلوكيات الخاطئة.
أما التغيير العشوائي الذي لا يقوم على تخطيطات مدروسة ومنظمة فدوره يكون أقل أثرا في حدوث التميز من غيره وأقل شأنا لإحداث الأثر المطلوب، وكلما كانت لدى الشخص عزيمة صادقة ويدرك مدى الحاجة إلى التغيير الفعلي كان التميز سريعا، أما الراحة والكسل فتقعد الإنسان عن تحصيل أعلى المراتب واكتشاف أفضل المهارات، وعملية التغيير الصحيحة نحو التميز تبدأ من العقل فالعقل هو المسوؤل عن كافة التغييرات سواء التغييرات الإيجابية أو التغييرات السلبية فهو المايسترو والمهيمن على العملية من بدايتها حتى نهايتها فإما أن يكتب لها النجاح أو يصنع منها الفشل.
وفي هذا يقول العالم وليام جيمس أحد الفلاسفة وواحد من رواد الفكر في القرن التاسع عشر: (إن أعظم اكتشاف لجيلي، هو أن الإنسان يمكن أن يغير حياته إذا ما استطاع أن يغير اتجاهاته العقلية).
وإذا قمنا باستعراض أهم المهارات الواجب توافرها لمن يريد أن يقوم بإحداث التميز المطلوب الذي يحقق الهدف المنشود والغاية المقصودة نجد أنها تبدأ بالدراسة التي تقوم بمراجعة العناصر الأساسية الواجب تغييرها لاكتشاف فرص التطوير والتحديث من جديد ثم القيام بوضع خطة التغيير والتطوير والتي يتم وضعها في ضوء الإمكانيات والمهارات المتاحة لدى كل فرد ثم تبدأ عملية التميز بعد تهيئة البيئة والمناخ لإحداث الأثر المطلوب ثم تنتهي بالمتابعة التصحيحية ومتابعة عملية التغيير للتأكد أنها تسير في الاتجاة الصحيح للتعرف على مستوى التقدم وضبط الانحرافات والأخطاء قبل انتشارها وصعوبة السيطرة عليها واتخاذ الإجراءات التصحيحية لعلاجها.
وخلاصة القول نستطيع أن نقول بأن عملية التميز نحو الأفضل هي طريق الوصول إلى النجاح والتفوق وإذا أخذت مسارها الصحيح فإنها سوف تقوم بفتح المجال نحو تعلم مهارات جديدة وإعادة اكتشاف الذات من جديد والسماح بإشراك الآخرين في كافة مراحل التميز من الفكرة إلى التطبيق.
@Ahmedkuwaiti