وأشار المقال إلى أن سياسات الملالي الاقتصادية منذ التسعينيات أفقدته الجاذبية لدى قاعدة دعم واسعة وصلبة.
وتابع: النخب متشاحنة وتتآمر باستمرار ضد بعضها البعض، وتجد أرضية مشتركة بشأن عدد أقل من القضايا، نظرًا لالتزام الملالي المستمر بتخريب النظام الإقليمي، يظل النظام على خلاف دائم مع معظم جيرانه.
وأردف: بعبارة أخرى، يحتاج الملالي إلى اتفاق نووي لمنحهم الراحة من مأزق من صنعهم، وبقدر ما أدى الانفراج بالتأكيد إلى إطالة عمر الاتحاد السوفيتي، فإن النظام الديني في طهران استغل إدمان الغرب للحد من التسلح كوسيلة للخلاص.
ومضى يقول: على عكس ما اقترحه العديد من المراقبين، فإن الحرس الثوري، القوة التي تدعم النظام الديني، أيد اتفاق باراك أوباما النووي المعروف باسم خطة العمل الشاملة المشتركة، لأنه جلب الكثير من المال بالقليل من عمليات التفتيش غير المرهقة، وإلغاء القيود النووية، ودون قيود على مكائد الحرس الثوري الإيراني وفي الخارج، ودون قيود على برنامج الصواريخ الباليستية في البلاد، الذي يخضع لسيطرة الحرس الثوري الإيراني.
وأضاف: من خلال تقديم القليل والحصول على الكثير من إدارة بايدن والحصول على الكثير في المفاوضات الجارية في فيينا، يحاول النظام الديني مرة أخرى امتلاك الأسلحة والمال.
الممارسات الخاطئة
وأشار مقال الكاتبين جيريخت وتاكيه، إلى أن الممارسات الاقتصادية الخاطئة عرضت إيران للاضطرابات بشكل معتاد بشكل يفوق تأثير العقوبات، وأردف: لم يتمكن الملالي أبدًا من ترويض التضخم أو خلق وظائف كافية للشباب.
ونوه بجشع وفساد رجال النظام، مضيفا: عندما تكشف الصحافة الإيرانية بشكل دوري عن فضائح فساد واسعة النطاق، فإن هذا يعني أن إحدى المافيا داخل النظام لها مكانة عالية على أخرى، مما يسمح للمدعين العامين والقضاة، الذين يتماشون دائمًا مع المصالح الحالية للمرشد، بطعن الطرف المخالف.
وتابع: أدت العقوبات الأمريكية إلى تفاقم كل هذه القوى وعدم كفاءة النظام الأساسية، أساء الملالي إدارة كورونا بشكل فادح لدرجة أن مسؤولي الصحة الإيرانيين تحلوا بالشجاعة ليقولوا «إن العقوبات الأمريكية، التي كان بها دائمًا استثناءات للرعاية الصحية، لم تكن مسؤولة عن أعداد الوفيات المروعة»، وقال نائب وزير الصحة، يونس بناهي «إن البلاد تعرضت لأضرار من الجائحة تفوق 8 سنوات من الحرب مع العراق».
ومضى يقول: لكن عدم الكفاءة الاقتصادية نادرًا ما يؤدي إلى انهيار الدكتاتورية، تصبح الدول الاستبدادية متذبذبة عندما تفقد قدرتها على ترهيب رعاياها الضجرين، ولا توجد طبقة اجتماعية لم تسجل معارضتها لنظام الملالي من خلال النزول إلى الشوارع.
ونوه إلى أن الاستياء الطبقي الذي اعتمد عليه الملالي للحفاظ على النظام يتراجع تدريجياً.
ولفت إلى أن الرئيس السابق محمود أحمدي نجاد تحول من معجب مخلص للمرشد خامنئي إلى ناقد ساخر.
الهجمات اللاذعة
وأوضح المقال أن الطريقة التي يخالف بها المرشد مهذبة مقارنة بالهجمات اللاذعة التي شنها على الآخرين من رجال الدين، ويضيف: الأكثر إثارة للقلق هو الجرأة المتزايدة لدى الساخطين على تسمية مضطهديهم، كان هتاف «الموت لخامنئي» شائعًا في الاحتجاجات التي عمت البلاد في 2017 و2019.
وتابع: مع ذلك، فإن الاقتصاد لم يكن أبدًا هو المحور الذي يشغل اهتمام نظام الملالي.
وأضاف: قال خامنئي، الذي أشرف على السياسات التوسعية والأكثر عدوانية ذات مرة: إن القوة الإقليمية تمنح طهران عمقًا إستراتيجيًا ومزيدًا من القوة، متسائلا «لماذا يجب التوقف عن هذا النهج؟».
ومضى يقول: التمكين النووي هو بالمثل هدف معلن لخامنئي، الذي يرى أن التحول إلى دولة نووية يغيّر قواعد اللعبة، ولم يكن المرشد الأعلى خجولًا بشأن تطهير أولئك الذين ألقوا بعض الشكوك حول أهمية الطموحات النووية للنظام، وكان خامنئي، الذي جعله رفسنجاني المرشد، مترددًا في ممارسة سلطته وسط دوائر السلطة المتنافسة العديدة في البلاد، اليوم، يطلب الولاء أو الصمت من أولئك الذين يختلفون مع قراراته.
ولفت المقال إلى أن خامنئي وقوى المواجهة الكبيرة ضده انحسرت، وأن إدارة بايدن تسعى بشكل يائس إلى إحياء الاتفاق النووي الذي أوشكت قيوده على الانتهاء مع نظام لا يتظاهر المسؤولون الأمريكيون بأنه يتطور نحو الاعتدال.
وأوضح أن حديث البيت الأبيض عن عزمه جعل بنود الاتفاقية أقوى وتوسيع نطاقها لتشمل صواريخ النظام الديني والأنشطة الإقليمية الشائنة، بمجرد عودة أمريكا الاتفاقية، ذهب أدراج الرياح.
مليارات الإرهاب
واضاف مقال الكاتبين: من المقرر أن تتلقى طهران تخفيفا للعقوبات بمليارات الدولارات، بينما تمضي قدما في طموحاتها النووية، الإرهاب والإمبريالية والصواريخ الباليستية والقمع الداخلي خارج طاولة المفاوضات فعليًا، أصبح الرئيس بايدن الآن يبحث عن علاج نووي قصير المدى بتكلفة عالية جدًا.
ولفت إلى أن نظام الملالي يرى فرصة في غزو فلاديمير بوتين لأوكرانيا، حيث إن الحاجة إلى الطاقة الإيرانية لتهدئة الأسواق ستدفع الغرب إلى إنهاء المفاوضات في أقرب وقت ممكن.
وأردف: يمكن للتوصل لاتفاق المساعدة في تهدئة المشاكل الداخلية لنظام الملالي، وبامتلاء خزائنه، يمكن للنظام إعادة بناء شبكاته.
وأردف: لكن التخفيف من العقوبات هو فترة راحة مؤقتة لرجال الدين، فهم بالتأكيد سوف يستفيدون من جيل آخر من الأمريكيين الراغبين في التهدئة، ومع ذلك، فإن الروابط بين الدولة والمجتمع متضررة للغاية بحيث لا يمكن التئامها بسهولة، ولا يمكن للخير القادم من الغرب أن يصحح التناقضات الداخلية للبلاد.
واختتم بقوله: لكن النظام الثوري المضطرب بشدة الذي تتحسن ثرواته المالية لا يزال خصمًا خطيرًا، لقد قلبت الميليشيات التابعة للنظام السياسة في العراق ولبنان، ودعمت سلالة الأسد في سوريا، وقتلت العشرات من الأمريكيين، مع وجود المزيد من الأموال تحت تصرّفه، فإن الثيوقراطية ستقوم بتوسيع قواتها المساعدة وإحداث المزيد من الخراب في المنطقة.