@Wasemaوصلني اتصال من شخص عرض علي لقاء لمناقشة إمكانية التعاون في عمل. أصر المتصل ألا يشرح الموضوع من خلال الهاتف على الرغم من إلحاحي. حددنا الوقت والمكان، والتقينا. خلال اللقاء، بدأ حديثة بحماس وهو يشرح لي كيف أن حياتنا مليئة بالالتزامات خاصةً المادية منها وكيف أن متطلبات الحياة في ازدياد. أخذ يسهب في شرح معاناتنا ومدى تعاستنا نحن الموظفين حيث ننتظر انتهاء الشهر لاستلام الراتب وما إن يدخل في حساباتنا البنكية إلا واختفى بسبب القروض والديون المتراكمة. تحدث أيضا عن الإنسان العادي والذي وصفه هو بالبائس، الذي يكتفي براتبه الشهري والذي بالكاد يكفيه لنهاية الشهر. ثم انتقل لوصف الإنسان الطموح الذي لا يكتفي براتبه فقط إنما يسعى لتحسين أوضاعه المادية بمختلف الطرق وتطوير نفسه والتطلع للأفضل. بعد ذلك انتقل للحديث عن نفسه كإنسان طموح وبدأ بسرد أهدافه الكثيرة والتي كان أهمها أن يقدم استقالته مع نهاية السنة لاكتفائه ماديا من المشروع الذي جاء لعرضه علي. صدقا، لقد أذهلني حديثه وتسلسل أفكاره وطريقة صياغتها وفاجأني بهدفه الأكبر وهو تقديم استقالته. خلال حديثه، كان يوجه لي الأسئلة باستمرار. مثلا، أليس هذا هو حال أغلب الموظفين؟ ما هي أكبر طموحاتك وأمنياتك؟ إذا افترضنا أن حالتك المادية جيدة، ألا تتمنين أن تصبحي أفضل؟ ألا تشعرين أن الوظيفة خانقة وأنك تقضين أجمل سنين شبابك في المكتب؟ وهكذا..
بعد ذلك بدأ يشرح لي عن الشركة وكيفية عملها والانضمام لها وما عليّ القيام به في البداية لأتمتع بالثراء الفاحش بعد ذلك وبدون أي جهد. أخبرني أن كل ما أحتاجه بعد انضمامي هو السعي لإقناع شخصين للانضمام تحتي عن يميني ويساري فسارعت لأقول له: «هل تتحدث عن التسويق الهرمي؟» فسارع هو أيضا لتصحيح فكرتي ليخبرني أن هذا تسويق شبكي وليس هرميّا!! فتذكرت المثل القائل: «وفسر الماء بعد الجهد بالماء». واصل حديثه، أن الشخصين سيقنعان شخصين آخرين عن يمينهما ويسارهما وهكذا حتى نصنع هرما أكون أنا في قمته. عذرا، أقصد نصنع شبكة وأنا ضائعة في خيوطها!!
ثم بدأ بعرض بعض المنتجات التي أخبرني أن مفعولها كالسحر وأنها ساعدته كثيرا كمصاب بفقر الدم المنجلي على تقليل نوبات تكسر الدم التي عانى منها طوال حياته وأجبرته على قضاء أغلب وقته في المستشفى. انهالت أسئلتي عليه بتمحيص عن تراخيص الشركة ومكاتبها أو مقار عملها ومخازنها وكان جوابه الوحيد أن الشركة ما زالت جديدة وفي طور الحصول على التراخيص وفتح مكاتب ومخازن في أكثر من موقع. كانت أسئلتي كثيرة جدا ويوحي بعضها بعدم اقتناعي لذلك أخبرني أن بعض الإجابات ستكون في لقاء آخر موسع سيشرح فيه كل شيء بالتفصيل.
يتبع.. !