- تحتاج الشهادات المهنية إلى وقت طويل كي يحصل الطالب عليها مما يؤخره بالبدء في مشروعه الخاص فينفق الكثير من الأموال في سبيل تحقيق هذه الشهادات ناهيك عن السنين التي تمر، والتي يمكن أن يبدأ فيها مشروعه ويحقق منه الأرباح ولكنه يختار بديلا آخر قد لا يؤتي ثمره، الذي يسمى لدينا بعلم الاقتصاد بتكلفة الفرصة البديلة، التي تعني كلفة المضي في قرار أو بديل أو فرصة عن بدائل أو فرص أخرى قد تحقق نتائج أفضل.
- تمتلك شركات الوساطة سلسلة من العلاقات والمعارف، التي لا يمكن لطالب الشهادة المهنية تحصيلها، فمن المعروف أن العلاقات والتشبيك بين الجهات العاملة لا يأتي بين ليلة وضحاها وإنما هو نتاج عمل مستمر ودؤوب والانكباب بالعمل لمدة طويلة ناجمة عن علاقات طيبة بين الشركات والأشخاص.
- تمتلك شركات الوساطة سمعة طيبة ونزاهة تبنيها من خلال الصدق والإخلاص في العمل وثقة من العملاء، التي بدورها تعطي تغذية راجعة ممتازة عن الشركة، وبالتالي نموها بشكل أسرع وتشهرها بين العملاء.
- تستقطب شركات الوساطة الكفاءات والخبرات ذات الباع الطويل في مجالها، الذين يتصفون بالأخلاق النبيلة والتعامل الحسن واللباقة والمصداقية مع العملاء، وهذا بدوره يبني علاقة متينة بين العميل وشركة الوساطة .
- تحقق أيضا شركات الوساطة نجاحات متتالية تستطيع من خلالها جذب العملاء المحتملين، الذين يرغبون بتحقيق أهدافهم دون المغامرة بالوقت وإهدار المال لأن هذه الشركات تمتلك الخبرة والتجربة لحالات مشابهة.
هذا والكثير من المزايا التي لا يمكن حصرها ضمن هذا المقال وللتعريج على سلبيات الاعتماد على الشهادات المهنية سأذكر القليل منها، الذي ساهم بشكل أو بآخر بعدم تحقيق صاحب الشهادة لأهدافه المرجوة وقد يحس بالفشل واليأس بعد كل التعب، الذي أمضاه بين كراساته وكتبه وهي كالتالي:
- لا يملك المتخرج حديثا والحاصل على الشهادة المهنية الخبرة في التعامل مع المشكلات والأزمات لأنها حديث العهد في هذا المجال، ويمكن أن يجد نفسه في ورطة قد لا يستطيع الخروج منها وقد لا يمتلك المهنية الكافية التي تساعده على تحقيق عمله بكفاءة عالية.
- يحتاج صاحب الشهادة المهنية للعلاقات بشكل كبير ليسخرها لتحقيق أهدافه ومهما كان صاحب الشهادة يمتلك من المعارف والعلاقات إلا أنها لن تكون بحجم سلسلة العلاقات التي تمتلكها شركات الوساطة.
هذا بعض ما خلصت به من نتائج تستطيع عزيزي القارئ أن تستوضح مكامن القوة والضعف بين الحالتين، ويبقي لي أن أُذكر بمقولة أعجبتني لويليام أوسلر الطبيب الكندي المشهور حين قال:
يبدأ الطبيب حياته المهنية بوصف عشرين دواء لكل مرض، وبعد سنوات من الخبرة ينتهي إلى أن يصف دواء واحدا لعشرين مرضاً.
@baderalsiwan