على سبيل المثال، يتعمد البعض إلى ابتكار مصطلحات تتناسب مع المنطق العلمي لتخفي المعنى الحقيقي لتلك الفتن وسوء أغراضها. فالأمانة والإخلاص من القيم والفضائل، التي تعين الإنسان على الاستقامة، ولكن يبدع أهل الشر في تشكيل الفتن وتلوينها لتحرف بعض المفاهيم النبيلة والصحيحة. ويمارس الطالح من الناس الأفعال الفاسدة تحت راية الإصلاح، ويقبل بالرشوة من مبدأ الشكر والمجازاة. وكذلك، يفسر الخيانة بالنزوة العابرة وتتراكم بعدها الوعود الوهمية في عدم تكرارها ويعلل فعل المفاسد للوصول إلى المصالح لتتناسب مع خبث سريرته ودوافعه. وعندما تتفاقم المفاسد وتتوسع في انتشارها، يبحث الخبثاء عن مبررات ملتوية تضع الإنسان في حيرة من أمره، وتطلب منه الوقوف محايدا أمام المفاهيم المبتكرة والأصل في أفعالها.
ومع الأسف، نقع أحيانا في شباك الفتن وبشعارات رمادية تخدم مصالح أهل الفساد ونستجيب لها دون إدراك لحقيقتها. ولكن، يعود الفضل لله تعالى دائما في يقظة أصحاب العلم والصالحين، الذين يجتهدون في نشر الوعي الإصلاحي للتمييز بين الأصل في المفاهيم وكيفية تطبيقها. وكان للقيادة الدور الكبير في التوسع التوعوي بمجالاته المختلفة من خلال المشاريع الإصلاحية، التي فضحت الفساد وأهله، وبدأت في تنظيم الأجهزة لكشف الفساد وكيفية انتشاره، بفضل من الله. نعم، فرحلة المؤمن في هذه الحياة كفيلة بمعرفة الفرق بين وطن الحق ومستنقعات الباطل.
@FofKEDL