وأضاف أن القوات الروسية دمرت أيضا مستودع ذخيرة ضخما بالقرب من مدينة نوفوموسكوفسك في منطقة دنيبرو بوسط شرق البلاد.
استفزازات الغرب
وفي السياق، وصف السفير الروسي لدى واشنطن، أناتولي أنتونوف، تصرفات الدول الغربية على خلفية العملية الروسية الخاصة في أوكرانيا، أنها خطيرة واستفزازية، مشيرا إلى أنها يمكن أن تؤدي إلى مواجهة عسكرية مباشرة بين روسيا والولايات المتحدة، جاءت تصريحات أنتونوف خلال مقابلة خاصة مع مجلة «نيوزويك» الأمريكية، نقل موقع «آر.تي.عربية» الروسي مقتطفات منها أمس، وقال أنتونوف إن «الدول الغربية متورطة بشكل مباشر في الأحداث الجارية، حيث تواصل إمداد أوكرانيا بالأسلحة والذخيرة، وبالتالي إراقة المزيد من الدماء».
وقال أنتونوف: «نحذر من أن مثل هذه الأعمال خطيرة واستفزازية، لأنها موجهة ضد دولتنا»، مضيفا أنها «قد تقود الولايات المتحدة وروسيا إلى طريق المواجهة العسكرية المباشرة».
وقال السفير الروسي إن «توريد الأسلحة والمعدات العسكرية من الغرب، بواسطة قوافل النقل عبر أراضي أوكرانيا هو هدف عسكري مشروع لقواتنا المسلحة». وتتواصل منذ يوم 24 فبراير الماضي، العملية العسكرية الروسية الخاصة في أوكرانيا، والتي حددت موسكو أهدافها بحماية الأشخاص الذين تعرضوا على مدار ثماني سنوات إلى الاضطهاد والإبادة الجماعية، من قبل نظام كييف، وتقديم المسؤولين عن «جرائم دموية ضد المدنيين» في دونباس إلى العدالة والقضاء على عسكرة أوكرانيا وعلى التوجهات النازية فيها.
مقتل مدنيين
وتوقع الرئيس الأوكراني فلوديمير زيلينسكي ردا حاسما من المجتمع الدولي بعد هجوم على محطة للقطارات خلف أكثر من 50 قتيلا.
وقال مساء الجمعة في رسالة الفيديو اليومية: «نتوقع ردا عالميا قويا على جريمة الحرب هذه».
وجدد زيلينسكي دعواته إلى فرض حظر كامل على صادرات الطاقة الروسية واستبعاد البنوك الروسية تماما من التمويل الدولي.
وقال زيلينسكي إن صادرات الطاقة تشكل نصيب الأسد في أرباح روسيا، وتجعل قيادة موسكو تعتقد أن العالم سيتجاهل «جرائم الحرب» التي يرتكبها الجيش الروسي.
تدمير أهداف
من جهته، قال كوناشينكوف أمس، إن روسيا أصابت 85 هدفا عسكريا في أوكرانيا، من بينها موقعا قيادة وثلاث منصات إطلاق صواريخ وأربعة مدافع ذاتية الحركة ومستودع ذخيرة ومستودعان لوجستيان، ضمن أهداف أخرى.
ونقلت إنترفاكس عن كوناشينكوف قوله إن القوات الروسية دمرت منذ بدء العملية العسكرية يوم 24 فبراير 650 طائرة وطائرة هليكوبتر أوكرانية، وأكثر من ألفي دبابة وعربة مدرعة.
جريمة حرب
ألقى الاتحاد الأوروبي باللائمة على روسيا في القصف الصاروخي الذي أودى بحياة عشرات الأشخاص في محطة قطارات في كراماتورسك بأوكرانيا، واصفا إياه بجريمة حرب.
وقال ناطق باسم الاتحاد الأوروبي: «لقد كان ذلك قصفا وحشيا عشوائيا لمواطنين أبرياء بينهم الكثير من الأطفال، الذين كانوا يفرون وسط مخاوف من هجوم روسي آخر على منازلهم وبلادهم».
وأضاف: «تجب مساءلة هؤلاء المسؤولين عن جريمة الحرب هذه. ويجب ألا تكون هناك حصانة من انتهاك حقوق الإنسان والقانون الإنساني الدولي».
كما تلقي الولايات المتحدة باللائمة على القوات الروسية في الهجوم على محطة القطارات. وبحسب مسؤولين أوكرانيين، لقي أكثر من خمسين شخصا حتفهم وأصيب أكثر من مائة آخرين.
وقال المتحدث باسم البنتاجون جون كيربي الجمعة، إن النفي الرسمي الروسي بشأن المسألة «غير مقنع».
كما تم أيضا اتهام روسيا بارتكاب جريمة حرب على خلفية العثور على 280 جثة في بلدة بوتشا الأوكرانية، بعد انسحاب القوات الروسية منها.
وطالبت الأمم المتحدة والاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة بإجراء تحقيق دولي في الواقعة.
المستشار النمساوي
ووصل المستشار النمساوي كارل نيهامر إلى العاصمة الأوكرانية كييف أمس، في زيارة تضامنية.
ومن المقرر أن يجتمع نيهامر مع الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي وعمدة كييف فيتالي كليتشكو.
كما سيتوجه نيهامر إلى بلدة بوتشا بضواحي كييف، والتي تم اكتشاف مئات الجثث لمدنيين بها، بعد انسحاب الجيش الروسي منها.
وكان وفد برئاسة رئيسة المفوضية الأوروبية أورزولا فون دير لاين ومسؤول العلاقات الخارجية بالاتحاد الأوروبي، جوزيب بوريل، زار كييف وبوتشا، أمس الجمعة.
وفي تصريحات أدلى بها لصحفيين لدى وصوله إلى كييف، طالب نيهامر بأن يقوم خبراء دوليون مستقلون بالكشف الكامل عن ملابسات جرائم الحرب التي تم اكتشافها بعد هجوم روسيا على أوكرانيا.
وأوضح نيهامر أن الهدف من زيارته تقديم أفضل دعم ممكن، إنسانيا وسياسيا، لأوكرانيا.
مقتل 19 ألفا
وأعلنت أوكرانيا أن القوات الروسية فقدت بالفعل 19 ألفا و100 جندي في البلاد منذ غزوها الذي انطلق في الرابع والعشرين من شهر فبراير الماضي.
جاء ذلك في بيان لهيئة الأركان العامة للقوات المسلحة الأوكرانية على فيسبوك، حسبما ذكرت أمس، وكالة الأنباء الأوكرانية الوطنية (يوكرينفورم).
وقال البيان: «بين الرابع والعشرين من فبراير والتاسع من شهر أبريل العام الجاري، شمل إجمالي خسائر العدو القتالية 705 دبابات، و1895 مركبة قتالية مدرعة، و335 منظومة مدفعية، و108 منظومات إطلاق صواريخ متعددة، و55 منظومة مضادة للطائرات».
وأضاف البيان: «الخسائر شملت أيضا 151 طائرة و136 مروحية و1363 مركبة، وسبعة زوارق و76 صهريج وقود، و112 طائرة مسيرة و25 وحدة معدات خاصة و4 منظومات لصواريخ باليستية قصيرة المدى». كان دميتري بيسكوف المتحدث باسم الرئيس فلاديمير بوتين قد اعترف يوم الخميس الماضي، بوقوع عدد كبير من القتلى من القوات الروسية في الحرب، واصفا ذلك بـ «مأساة كبرى بالنسبة لنا»، غير أن بيسكوف لم يعلن عددا محددا.
وارسو تستضيف
واستضافت بولندا مؤتمرا للمانحين أمس، لمساعدة أكثر من 11 مليون شخص نزحوا إلى خارج أوكرانيا إثر الغزو الروسي، أو نزحوا داخليا.
ونظمت منظمة جلوبال سيتزين غير الحكومية والمفوضية الأوروبية والحكومة الكندية الفعالية.
وسوف يذهب المال إلى حد كبير إلى برامج الأمم المتحدة ومبادرات الإغاثة المحلية.
ومن المقرر أن تشارك رئيسة المفوضية الأوروبية أورزولا فون دير لاين بعد زيارتها التضامنية لكييف الجمعة، شخصيا في المؤتمر، وسوف ينضم رئيس الوزراء الكندي جاستن ترودو عبر الفيديو.
وخلال رحلة عودتها من بوتشا إلى بولندا، أعربت فون دير لاين عن صدمتها حيال تصرفات الجيش الروسي في بلدة بوتشا الأوكرانية.
تدمير طائرات
من جهتها، أعلنت وزارة الدفاع الروسية، أمس، تدمير عدد من الطائرات الحربية بمطار بولتافا، وإسقاط 4 طائرات مسيرة واستهداف مخازن أسلحة ونفط في مناطق مختلفة في أوكرانيا.
ونقلت وكالة سبوتنيك عن المتحدث باسم وزارة الدفاع الروسية، الجنرال إيجور كوناشينكوف، خلال إحاطة إعلامية، قوله إن القوات الجوية الروسية دمرت بالصواريخ الدقيقة طائرة حربية طراز «ميج 29» ومروحية «مي 8»، تابعة لسلاح الجو الأوكراني، كانت رابضة في مطار ميرجورود في منطقة بولتافا.
واستهدفت القوات الجوية الروسية مستودعا ومخازن أسلحة وذخيرة في منطقة نوفوموسكوفسك بمنطقة دنيبروبيتروفسك.
وأكد كوناشينكوف أن أنظمة الدفاع الجوي الروسية أسقطت أربع طائرات مسيرة أوكرانية في أجواء منطقة بيلوجوركا وكراسنوجوروفكا وكروتايا بالكا. وانطلقت الطائرات الحربية الروسية من المطار ضمن إطار استهداف القواعد والأسلحة التابعة للجيش الأوكراني، حيث استطاعت خلال الطلعة الجوية تدمير عدد من الأهداف العسكرية، وبينها مضادات للطائرات وردار جوي، بالإضافة إلى منظومة صواريخ دفاع جوي من طراز «بوك».
ممرات إنسانية
قالت إيرينا فيريشتشوك نائبة رئيس الوزراء الأوكراني، إنه تم الاتفاق على فتح عشرة ممرات إنسانية لإجلاء السكان من مناطق محاصرة بأوكرانيا أمس.
وأضافت أن الممرات المزمعة تشمل واحدا لإجلاء السكان بوسائل نقل خاصة من مدينة ماريوبول.
استهداف المدنيين
قالت المخابرات العسكرية البريطانية أمس السبت، إن الهجوم الصاروخي الذي وقع الجمعة، على محطة للسكك الحديدية في كراماتورسك بشرق أوكرانيا، يشير إلى أن روسيا تواصل استهداف الأوكرانيين غير المقاتلين.
وذكرت وزارة الدفاع أن «العمليات الروسية تستمر في التركيز على منطقة دونباس وماريوبول وميكولايف مدعومة بالإطلاق المستمر لصواريخ كروز على أوكرانيا من قبل قوات البحرية الروسية».