نحمد الله أن خص بلادنا بخدمة الحرمين الشريفين، وهو فخر لا يوازيه فخر أن مملكتنا هي مهبط الوحي وقبلة المسلمين، الجهود الكبيرة التي قدمتها المملكة في تطوير الحرمين والمشاعر المقدسة لم يذكر التاريخ لها مثيلاً حتى أصبحت التوسعة السعودية هي الأكبر على مر التاريخ، وهي جهود سنوية لمواكبة الإقبال الكبير من الحجاج والمعتمرين، الذين يفدون إلى هذه البلاد الطاهرة، هذا الإقبال الهائل يعني بالتأكيد ـ ولله الحمد ـ أن هناك دولة حريصة على توفير وسائل الراحة والأمن والاطمئنان لقاصدي زيارة الحرمين الشريفين، بل لا توجد تقنية حديثة على مستوى العالم إلا وتجدها في الحرمين الشريفين قبل أي مكان في العالم.
مشايخنا الأفاضل أئمة الحرمين الشريفين يقع على عاتقهم عبء كبير في القيام بالإمامة، التي تحتاج إلى مواصفات معينة يندر وجودها في أغلب الناس ـ إلا من رحم ربك ـ فليست المسألة مجرد صلاة بالمسلمين في الحرم فقط إنما يستلزم ذلك وقاراً وهيبة ورزانة في الحديث وتواضعاً مع الناس، وهذا ما لمسته ولمسه غيري من مشايخنا الأفاضل لأنهم بحق خير سفراء، بل أهم سفراء لبلادنا في العالم الإسلامي.
شدني دائماً الزيارات، التي يقوم بها بعض أئمة الحرمين للكثير من الدول الإسلامية ومدى الإقبال والاستقبال الكبير، الذي يحظون به على المستوى الشعبي أو الحكومي، حيث يتسابق الآلاف للصلاة خلفهم في منظر مهيب يؤكد المحبة الكبيرة، التي يحظى بها هؤلاء الأئمة، وهو ما يشير ضمناً إلى تعلق الشعوب في كل الدول الإسلامية بهذه البلاد الطاهرة، بل ينظرون إليها كقائدة للعالم الإسلامي بلا منازع، هذه الزيارات لأئمة الحرمين ـ في رأيي ـ تحمل أهمية كبيرة وتوطيدا لقلوب الجماهير الإسلامية لهذا البلد، الذي يسعى دائماً لما فيه خير الإسلام والمسلمين، ومن الأهمية بمكان تكثيف تلك الزيارات، التي ترسخ مكانة المملكة العربية السعودية لدى كل الأقطار الإسلامية، فنحن ولله الحمد نحتضن منظمة المؤتمر الإسلامي والبنك الإسلامي للتنمية ورابطة العالم الإسلامي والندوة العالمية للشباب الإسلامي، وغيرها من منظمات تدعمها المملكة لخدمة القضايا الإسلامية.
@almarshad_1