لطالما ارتبط نهج الصلح بسبط رسول الله الإمام الحسن بن علي الذي عرف عنه الشجاعة والإقدام والحكمة والصبر وهو الذي قال فيه واصل بن عطاء: «لم يكن أحد أشبه برسول الله منه خلقا وخلقا».
ارتباط قضية الصلح بالإمام الحسن لم تكن صدفة لأن رسول الله صلى الله عليه وآله وصحبه وسلم بشر بذلك عندما قال: «إن ابني هذا سيد، ولعل الله أن يصلح به بين فئتين من المسلمين»، كما لم تكن عن ضعف منه، لأنه كان يدرك أنها مسألة حياة أو موت، المسألة تتعلق بمصير الإسلام ومساره، وبدماء بريئة ستسفك ظلما وعدوانا وحاشا أن يكون سبط رسول الله دمويا، بل كان أحرص الناس على دمائهم وأعراضهم، لذلك توجه نحو الوجهة التي باركها الله ودعا إليها وارتضى الصلح منهاجا، لما سيكون له من آثار إيجابية على الأمة الإسلامية وسيجنبها الكثير من المآسي.
أهمية الاقتداء بالإمام الحسن ونهجه الإصلاحي
إن التاريخ الإسلامي والإنساني خلد شخصية عظيمة كان لها الفضل في حقن دماء المسلمين ووقف الحرب بينهم والتضحية بالغالي والنفيس لأجل حماية هذه الأمة وحفظ أمنها واستقرارها، لذلك فهذا النهج ينبغي أن يدرس في كل مدارس العالم، بل ويستفيد منه صناع القرار لتحقيق السلام العالمي، خصوصا في ظل الصراعات المتجددة التي أربكت العالم وتسببت بكوارث للإنسانية، لذلك من المهم جدا فهم أسباب وأهمية وانعكاسات الصلح على جميع المستويات، فعقد الصلح الذي جرى بين الحسن بن علي ومعاوية بن أبي سفيان كان درسا لنا جميعا، فهو حاجة وضرورة لا يمكن الاستغناء عنها فهو بمثابة صمام الأمان لاستمرارية الوجود والبقاء والعيش بأمن وأمان.
@sayidelhusseini