توغلت الأساطيل البرتغالية في ساحل أفريقيا وصولا إلى مراكز التجارة الأفريقية الآسيوية وموانيها حيث كانت المراكب العربية تبحر إليها من الهند وبحر العرب. وأيا كان سبب تعرفها إلى الطريق الملاحي عبر رأس الرجاء الصالح سواء كان ملاحا هنديا أو عربيا، إلا أنها اكتشفت طريقا إلى الهند وتوابلها بعد أن كانت تجارته إسلامية محضة ومحتكرة من سفن الملاحة العربية وإلى القارة الأوروبية.
في تلك الفترة الزمنية كانت جزيرة هرمز تسيطر على الخليج العربي وتجارة اللؤلؤ فيه. فمن ممتلكاتها كانت جزيرة البحرين ومدينة القطيف وبعض الجزر. وكانت هرمز تأخذ الإتاوة على كل السفن المارة وعبر مضيق هرمز مما مكنها من التحكم بكافة أنماط الملاحة الخليجية أو المارة عليها وإلى آسيا.
ولتسلسل الأحداث وفيما يخصنا وبداية في سنة 843 هـ تم تفاهم هرمز على إدارة البحرين والقطيف من قبل حكام الأحساء في تلك الفترة «الجبور» مقابل مبالغ مالية اتفق عليها مع الحفاظ على مزارعهم وممتلكاتهم في القطيف. واستمرت المنطقة في هدوء وأمن إلا أن توجه البرتغاليين اللاحق إلى هرمز غير توجه الأحداث.
كانت جزيرة هرمز بالنسبة للبرتغاليين في غاية الأهمية مما وضعهم موضع القدم للسيطرة على جميع المناطق الشرقية بسعيهم لضمها إلى البرتغال. فهي ومع مدينة عدن تسيطران على طريق التجارة الآسيوية وللعالم العربي. وما يميز هرمز بالإضافة لكونها مصدر تجارة الأحصنة واللؤلؤ الواردة إلى بلدان العالم. وهرمز هي جزيرة شبه خالية تقع على أبواب مضيق هرمز الذي عرف بها. والقصة تأتي أنه في البداية هادن أمير هرمز البرتغاليين وسمح لهم ببناء قلعة فيها بالإضافة إلى دفع اتاوة لملك البرتغال. حدث ذاك في شهر رجب من عام 913 هـ. لم يخل السلم للبرتغاليين فانقلب بعضهم عليها وانضموا إلى حاكم هرمز في السنة التي تلتها مما اضطر القوة البحرية البرتغالية للرحيل عن الجزيرة.
أتت المحاولة الثانية للسيطرة على الجزيرة في شهر محرم سنة 921 هـ حيث قدم البرتغاليون بسبع وعشرين سفينة محملة بأكثر من ألف وخمسمائة جندي بالإضافة إلى سبعمائة جندي من مالابار استطاعوا من خلالها احتلال الجزيرة وسقطت بعد أقل من شهر بعد تفاهم حصلوا عليه من حاكمها والذي استبدل من البرتغاليين بآخر بعدها بسنة. تبع تسلسل تلك الأحداث توجه الأسطول البرتغالي إلى ممتلكات هرمز في الخليج العربي والتي سقطت الواحدة تلو الأخرى تحت نيران المدافع وهول المجازر والتي لم تشاهد ويسمع عنها منذ قدوم التتار. حتى أن رأس أحد القادة العرب بعد استبساله قطع وذهب به إلى ملك البرتغال من البشاعة. كما جعل رسم جمجمته شعارا لأحد القادة البرتغاليين. سقطت جفار ومسقط من هول نيران المدافع كما سقطت البحرين بعد حصار واستبسال ودكت بالمدافع القطيف واستولى على عدد من الجزر بالاستعانة بعرب هرمز.
ولم يهنأ البرتغاليون بالسيطرة على الخليج فتدرجا تلاه مناوشات برتغالية ضد فارس، ثم استيلاء العثمانيين على الأحساء والقطيف، واسترجاع البحرين ومسقط إلى الحكم العربي. إلى أن أخيرا فقدت البرتغال السيطرة على الخليج العربي بالدخول البريطاني إلى الساحة بعد استيلائهم على أجزاء من الهند ومن تصادمات معهم سقطت هرمز على أثرها بعد حصار الأسطول البريطاني لها في 2 جمادى الآخرة 1031 هـ.
@SaudAlgosaibi