ولعل الجدل حول الأعمال الدرامية قد يحتاج إلى متابعة أكثر واستمرار وصبر لتكوين رأي مرن ومطلع وربما يحتاج منا طاقة تحمّل قادرة على أن تهوّن شغف المتلقي في انتظار أعمال تليق بمرحلة ما بعد الكورونا، التي كانت سببا علّق عليه أغلب الممثلين والمخرجين والكتّاب فراغهم بحجّة الظروف الصحية غير المناسبة لذلك وحتى لا نظلم أي عمل نحتاج إلى التريّث قبل الحُكم.
وتبقى البرامج الحوارية أكثر ما لفت الانتباه، خاصة أنها باتت قائمة على استضافة المشاهير ومَن سموا أنفسهم مؤثرين بمحتواهم، الذي يغلب عليه التهريج السطحي والحوار غير المقنع والتفاعل المتدني وافتعال المواقف، خاصة أن التركيز عليهم استطاع أن يخلق هوّة وفراغا لا يمكن تجاوزه؛ لأن اقتحامهم البيوت عن طريق الإعلام فرض محتوى فارغا وحضورا متصنّعا نحن في غنى عنه؛ لأنه دخيل على ثقافتنا وهويتنا، فلذلك حضورهم في المادة الإعلامية قد يشكّل كارثة على مستوى الذائقة والحضور والعمق والثقافة والجديّة.
إن الإعلام المرئي هو المرآة، التي تعكس كل هويتنا وتوازننا الثقافي والفني وقدرتنا على التواصل المقنع مع كل الأجيال لذلك وجب خلق التناسق وعدم تضخيم هؤلاء وجعلهم أيقونات ونماذج مؤثّرة، فمن أجل تقديم برامج نحتاج دوما لمحتوى عميق قادر على بث رسائل البناء والإصلاح والمواكبة بعيدا عن الظواهر السطحية.
@yousifalharbi