قال المستشار الأسري د. يوسف الرويشد: ما إن يدخل رمضان إلا وترى الأسواق قد اكتظت وازدحمت وكأننا في لحظات الاستعداد لحرب ضروس، أو مجاعة مخيفة، وبدلا من استقبال رمضان بتنوع الطاعات والقربات والعبادات، أصبحنا نشاهد رمضان الوجبات وتنوع الأطعمة والملذات، وهدر النعم والانغماس في التبذير وذنوب الإسرافات، فكان لزاما علينا التنبيه وبث الوعي لدى أفراد الاسرة والمجتمع بضرورة الاهتمام والحفاظ على المال العام، وإدارة الميزانيات الأسرية وضبط الانفاق بالعقلانية، ودرء الهدر المادي والصحي.
ضياع الأموال ونزع البركة
أوضح المستشار الأسري بجمعية التنمية الأسرية بالأحساء عدنان الدريويش، أنه من الملاحظ في شهر رمضان شهر مبارك على الفرد والأسرة والمجتمع، الإسراف في شراء وإعداد الطعام ثم هدره دون الاستفادة منه، يقول الله سبحانه «وكلوا واشربوا ولا تسرفوا إنه لا يحب المسرفين»، فالإسراف والهدر هو التفريط في الشيء وتبديده بلا فائدة، والهدر من السلوكيات السلبية التي يقع فيها الفرد والمجتمع، ما يسبب ضياع الكثير من الأموال ونزع البركة وحرمان شريحة كبيرة من الفقراء، والهدر قد يكون سببه سوء التخزين أو التباهي أمام الناس أو عادات سلبية أسرية أو التسابق على تكديس عروض الجملة أو عدم الانتباه لموعد صلاحية الطعام. لذا كان واجبا علينا وعلى كل أسرة أن تقدر نعمة الله عليها وتشكره عليها وتخاف من فقدها وضياعها وحرمانها، «وإن تعدوا نعمة الله لا تحصوها»، كذلك على الأسرة الاقتصاد وعدم الإسراف عند الشراء والاقتصار على الحاجة الضرورية، والحرص على تخزين الطعام بصورة صحيحة.
ظاهرة التبذير وتعدد الأصناف
أكد المواطن يوسف الصويغ أن الله عز وجل قد أحل لنا الأكل والشربَ دون إسراف، وللأسف فإن من المظاهر السيئة المنتشرة عند بعضنا ظاهرة التبذير في الطعام والشراب خاصة في شهر رمضان، فتجد طاولة الطعام مليئة بأصناف عديدة ولا يُؤكل منها إلا القليل، ثم مصير هذه النعمة عند البعض الرمي في القمامة، وكأنه قد غاب عنا كلام الرسول ﷺ الذي قال فيه حاثا على عدم الإسراف «مَا مَلأَ آدَمِيٌّ وِعَاءً شَرًّا مِنْ بَطْنِهِ، بِحَسْبِ ابْنِ آدَمَ أُكُلاتٍ يُقِمْنِ صُلْبَهُ، فَإِنْ كَانَ لاْ مَحَالَةَ فَثُلُثٌ لِطَعامِهِ، وَثُلُثٌ لِشَرَابِهِ، وَثُلُثٌ لِنَفَسِه»، فالواجب علينا أن نطيع الله ورسوله ﷺ ولا نسرفَ في أكلنا وشربنا، بل نأكل ونشرب باعتدال وبحسب الحاجة، حتى لا نرمي الزائد من الطعام الذي سنحاسب عليه، وسيسألنا الله عنه «ثم لتسألن يومئذ عن النعيم»، وبعد أن عرفنا حرمة الإسراف فإني أرى بعض الحلول التي قد تساعد على الحد من الإسراف في الطعام، أذكر منها: مُر أهلك أن يقللوا كمية الطعام فإنك راعٍ في بيتك ومسؤول عن رعيتك، وتوزيع الفائض على الفقراء والمساكين بل حتى الجيران ولو كانوا أغنياء، فإن النبي ﷺ قال: «تهادوا تحابوا»، وقال ﷺ لأبي ذر رضي الله عنه: «يا أبا ذر إذا طبخت مرقةً فأكثر ماءها وتعاهد جيرانك»، ونستطيع أن نجعل بقايا الفطور وجبة للسحور ونحافظ على طعامنا.
الوصول للمناسبات خلال 24 ساعة من اتصال المتبرعين
أشار مدير مركز دار الخير التابع لجمعية البر بالأحساء أحمد سعيد الجمعان، إلى مساهمة المركز في الحد من الهدر الغذائي في المملكة، كونه أحد المؤسسات غير الربحية المتخصصة في الاستفادة من فائض النعم، وكونه عضوا في المجلس التخصصي لجمعيات حفظ النعمة بالمملكة، محققا بذلك أحد مستهدفات رؤية المملكة 2030 المتعلقة بالحد من الهدر الغذائي الذي بلغ نسبة إجمالية على مستوى المملكة أكثر من 18%، حسب دراسة نشرها البرنامج الوطني للحد من الفقد والهدر في الغذاء بالمملكة، كما يضطلع المركز عبر مشروعي حفظ النعمة وكساء بعدد من الأعمال المهمة التي تعنى بالاستفادة من الفائض، وكون الحديث عن الحد من الهدر الغذائي فإن المركز حفظ خلال 6 سنوات، منذ عام 2016 حتى عام 2021، أكثر من مليون و35 ألف وجبة تعادل قيمتها السوقية أكثر من 36,255,905 ريالات، كما قام المشروع بتوجيه غير الصالح من الأطعمة للحظائر بلغ مجملها أكثر من مليون ونصف مليون كجم 1,652,362، وجميع العاملين في المشروع من المتطوعين من الشباب السعودي، وبلغ عدد الساعات التطوعية 105,367 ساعة، واستفاد من المشروع أكثر من 20 ألف أسرة. وقال: لا شك أن شهر رمضان المبارك موسم من مواسم التسوق لدى الأسر السعودية، وهو ما يزيد من احتمالية وجود الهدر لدى الأسر، الأمر الذي يزيد من مسؤولية جمعيات حفظ النعمة، ومنها مركز دار الخير في محافظة الأحساء تجاه هذه الاحتمالية، لذا فإن المركز ينشر عبر وسائل التواصل الاجتماعي الكثير من الرسائل التوعوية للمساهمة في الحد من الهدر الغذائي، وكذلك يعلن استعداده للوصول للمناسبات خلال 24 ساعة من اتصال المتبرعين بفائض النعمة، وتقوم الفرق الميدانية على مدار الساعة بمباشرة مواقع المناسبات عبر جدولة زمنية محددة، وبفرق متخصصة في التعامل مع الفائض ولائقة صحيا. وإن ننتهز فرصة الشهر الكريم لنوصي كل أفراد المجتمع السعودي من مواطنين ومقيمين للمساهمة في الحد من الهدر الغذائي وإكرام النعمة التي حبانا الله إياها، وليكن شعارنا «نحفظها لتدوم».
700 طن مخلفات عضوية وبقايا أطعمة بالأحساء يوميا
أوضح وكيل أمانة الأحساء للخدمات م. فهد الزهراني، أن إحصائيات الأمانة تشير إلى أن متوسط المتولد اليومي لـ «النفايات المنزلية» للفرد يتراوح بين 1.5-1.7 كيلوجرام في المدن، وما بين 1.2-1.4 كيلوجرام في القرى، بينما تُقدر كمية المخلفات البلدية التي يتم رفعها يوميا بين 1500-1700 طن، فيما يتراوح معدل المخلفات العضوية وبقايا الأطعمة بين 500 -700 طن في اليوم.
وكانت إحصائية وكالة الخدمات في الأمانة للنظافة العامة قد أظهرت أن العام 2021 شهد رفع 846.662 طن نفايات منزلية للمردم البيئي، بالإضافة إلى رفع 904.138 مترا مكعبا من المخلفات الإنشائية، وتفريع 607.677 مترا مكعبا من النفايات ذات الحجم الكبير.
وأضاف أن الأمانة تسعى إلى تعزيز جهودها في أعمال النظافة العامة من خلال جدولة خططها لرفع «النفايات المنزلية»، وتنفيذ البرامج الشاملة بهدف رفع مستوى الخدمات في الأحياء السكنية، وتعزيزا للوعي المجتمعي في المحافظة على البيئة، تحقيقا لمستهدفات وزارة الشؤون البلدية والقروية والإسكان في برنامج جودة الحياة، وضمن أولويات منظومة العمل البلدي.
النصائح السبع:
اشتر ما يكفيك من الضروريات ودع الكماليات
احذر ضلالات العروض والمسوقين
لا تكدس الأطعمة حتى ترمي في مكبات القمامة
تذكر دائما أن هناك من يحتاج قطعة خبز
اطبخ ما تحتاجه ويناسب عدد أفراد الأسرة
الإهداء أو الصدقة للعائلة أو الجيران أو الفقراء
التعاون مع جمعيات حفظ النعمة والبر لإيصال الفائض لمستحقيه