وشدد بوتين في تصريحات خلال زيارة قام بها برفقة الرئيس البيلاروسي ألكسندر لوكاشينكو إلى مطار «فوستوتشني» الفضائي في مقاطعة آمور بشرق البلاد، على أن أهداف العملية الخاصة في أوكرانيا «مفهومة تماما، فهي نبيلة»، وأضاف: «الهدف الرئيسي هو مساعدة سكان دونباس وشعب دونباس الذي اعترفنا به، واضطررنا إلى القيام بذلك لأن سلطات كييف، بتشجيع من الغرب، رفضت الامتثال لاتفاقات مينسك الهادفة إلى حل سلمي لقضية دونباس».
ونسبت وكالة «تاس» للأنباء إلى بوتين قوله: إن الصور ولقطات الجثث المتناثرة في أنحاء بلدة بوتشا الأوكرانية مزيفة، وأشار إلى أن «أوكرانيا بدأت تتحول إلى موطئ قدم مناهض لروسيا، وبدأت براعم القومية والنازية الجديدة التي كانت موجودة منذ فترة طويلة، في النمو هناك».
النازية الجديدة
وشدد الرئيس الروسي على أنه «تمت تغذية نمو النازية الجديدة بشكل متعمد، وكان صدام روسيا مع هذه القوى أمرا حتميا، لقد كانوا بصدد اختيار التوقيت المناسب للهجوم».
وأشاد بوتين بأداء الجيش الروسي في أوكرانيا، وقال: «يشارك ضباطنا اليوم في العملية العسكرية الخاصة في دونباس بأوكرانيا، وهم يقدمون المساعدة لجمهوريتي دونباس الشعبيتين، ويتصرفون بشجاعة وكفاءة مهنية وفعالة، ويستخدمون أحدث أنواع الأسلحة التي تتميز بمواصفات فريدة من نوعها، لا مثيل لها».
وأكد بوتين استعداد روسيا للتعاون مع جميع الشركاء الذين يرغبون في ذلك أيضا، وأنها لا تسعى للانغلاق.
وقال «لن نعزل أنفسنا، ومن المستحيل عموما فرض عزلة محكمة على أي طرف في العالم الحديث، أما عزل بلد ضخم بحجم روسيا فهو مستحيل بالتأكيد، لذلك، سنعمل مع أولئك من شركائنا الذين يريدون التعاون».
في غضون ذلك، أعربت بيونغ يانغ عن إدانتها لتعليق عضوية موسكو في مجلس حقوق الإنسان، مؤكدة أن هذه الخطوة غير المعقولة تقودها واشنطن والغرب اللذان يسعيا لعزل الدول المستقلة والقوى التي تتحداهما.
وقال وزير خارجية كوريا الشمالية لي سونغ جوون، حسب ما نقلت عنه وكالة الأنباء الكورية الشمالية المركزية: إنه «في 7 أبريل، تبنت الجمعية العامة للأمم المتحدة قرارا غربيا بتعليق عضوية روسيا في مجلس حقوق الإنسان»، وأضاف: إن الوزارة «تعتقد أن الولايات المتحدة هي وراء هذا القرار غير المعقول».
وتابع «إن واشنطن تسعى لعزل الدول المستقلة والقوى التي تتحداها على الساحة الدولية من أجل الحفاظ على نظام هيمنة غير شرعي وغير إنساني تحت قيادتها».
تشريع روسي
إلى ذلك، يعتزم البرلمان الروسي مناقشة مشروع تشريع من شأنه تأميم شركات أجنبية انسحبت من روسيا احتجاجا على غزوها لأوكرانيا.
وقال حزب روسيا الموحدة: إن التحرك سيطال فقط الشركات التي تؤثر أنشطتها على استقرار الاقتصاد الروسي، «على سبيل المثال، إذا كانت المورد الوحيد لمنتج مهم من الناحية الاستراتيجية أو تنتج سلعا للاستخدام اليومي»، وبعد الإجراء ستخضع الشركات لإدارة الإعسار.
وأشار الحزب إلى وجود مسوغ آخر لتعيين مدير إعسار، وهو في حال ما إذا كان إغلاق الشركة يعرض وجود مدينة بأكملها للخطر.
وأوضح الحزب أن التشريع ينص على أن الملاك الأصليين يمكنهم استعادة التحكم في أصولهم بمجرد الإعلان عن الاستعداد لمعاودة العمل في روسيا.
على جانب آخر، أعرب الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي عن شكوكه فيما يتعلق بالإصرار الأوروبي على الضغط بشكل أكبر على روسيا بسبب الفظائع التي ترتكب في بلاده وسط استمرار الغزو.
وقال زيلينسكي في كلمة للبرلمان الليتواني عبر رابط فيديو: «بعض دول الاتحاد الأوروبي لا يمكنها الالتزام بموعد تفرض فيه على الأقل قيودا واضحة على شراء واردات الطاقة الروسية».
وأوضح: «هل لا تزال القيم التي صارت أساسا لأوروبا عقب الحرب العالمية الثانية قائمة، أم أدت هذه القيم دورها بالفعل، وصارت، على أقصى تقدير، معروضات توضع في المتاحف ليشاهدها السائحون؟».
كما اتهم زيلينسكي القوات الروسية بترحيل مئات الآلاف من الأوكرانيين إلى روسيا لإسكاتهم بشأن جرائم الحرب التي يرتكبها الجنود الروس. حسبما قال.
حصار الموانئ
من جهتها، أعلنت وزارة الدفاع الروسية أن ما سمتهم بـ«النازيين» الأوكرانيين يحتجزون أكثر من 6000 أجنبي ويتخذونهم دروعا بشرية، فيما أشارت إلى أن 76 سفينة أجنبية لا تزال محاصرة في الموانئ الأوكرانية.
وقال رئيس مركز مراقبة الدفاع الوطني الروسي الفريق أول ميخائيل ميزينتسيف: إن النازيين الأوكرانيين يواصلون احتجاز 6255 مواطنا أجنبيا من 12 دولة ويتخذونهم دروعا بشرية. وفق ما نقلته «روسيا اليوم».
وأشار إلى أن 76 سفينة أجنبية من 18 دولة لا تزال محاصرة.
ولفت إلى أن خطر القصف وخطر الألغام الذي تسببه كييف في مياهها الداخلية ومياهها الإقليمية لا يسمحان للسفن بالملاحة بحرّية في عرض البحر.
وفي السياق، توقع الخبير العسكري الألماني كارلو ماسالا هجوما روسيا كبيرا في شرق أوكرانيا عقب عيد «الفصح»، أي يوم 17 من الشهر الجاري.
وقال أستاذ السياسة في جامعة الجيش الألماني في ميونخ في المدونة الصوتية لمجلة «شتيرن» أمس الثلاثاء: إن تعزيز وإعادة تجميع القوات الروسية سيكتمل قريبا، مضيفا إن بدء الهجوم يعتمد على عوامل كثيرة، بما في ذلك الطقس.
وأضاف ماسالا: «إذن فإن موعد بدء هذا الهجوم الكبير مسألة سياسية، لكنني لا أعتقد أنه سوف يستغرق أكثر من أسبوع»، وفي المقابل، لا يتوقع الخبير أن تحقق القوات الروسية نجاحا سريعا.
وأشار ماسالا إلى أن القيادة الروسية تهدف بالتأكيد إلى تحقيق النصر في 9 مايو، ذكرى الانتصار على ألمانيا النازية، وقال: «لكن هذا لا يبدو واقعيا للغاية».
ووفقا للخبراء العسكريين، يجب اتخاذ إجراء للتعامل مع الوضع في مدينة ماريوبول المدمرة بصورة كبيرة والتي تحمل أهمية استراتيجية.
هجوم ماريوبول
من جانبهم، نفى الانفصاليون الموالون لروسيا اتهامات المقاتلين الأوكرانيين بأنهم قاموا بشن هجوم بغاز سام في مدينة ماريوبول.
وقال إدوارد باسورين المتحدث باسم الانفصاليين في دونيتسك لوكالة إنترفاكس الروسية للأنباء أمس الثلاثاء: «إن القوات المسلحة لجمهورية دونيتسك الشعبية لم تستخدم أسلحة كيماوية في ماريوبول».
وكانت كتيبة «آزوف» الأوكرانية قد صرحت بوقوع مثل هذا الهجوم خلال الليل، مع ذلك، لم يرد تأكيد رسمي لذلك من الجانب الأوكراني أيضا. وقال وزير القوات المسلحة البريطانية جيمس هيبي أمس: إن جميع الخيارات ستكون مطروحة على الطاولة للرد على أي استخدام للأسلحة الكيماوية في أوكرانيا من جانب روسيا.
وكانت وزيرة الخارجية البريطانية ليز تراس قالت الاثنين: إن بريطانيا تعمل مع شركائها للتحقق من تفاصيل التقارير التي أفادت بأن القوات الروسية ربما استخدمت مواد كيماوية في هجوم على مدينة ماريوبول الأوكرانية.
وقال هيبي لشبكة «سكاي نيوز»: «هناك بعض الأشياء التي تتجاوز الحد وسيكون هناك رد على استخدام الأسلحة الكيماوية وجميع الخيارات مطروحة على الطاولة حول طبيعة ذلك الرد».
وقالت إيرينا فيريشتشوك نائبة رئيس وزراء أوكرانيا: إنه تم الاتفاق أمس الثلاثاء على إقامة تسعة ممرات إنسانية لإجلاء المدنيين بما في ذلك من مدينة ماريوبول المحاصرة.
وأضافت في بيان «إن خمسة من الممرات التسعة ستكون من منطقة لوجانسك في شرق البلاد»، التي يقول المسؤولون الأوكرانيون: إنها تتعرض لقصف عنيف.
وقالت نائبة وزير الدفاع هانا ماليار في التليفزيون الأوكراني صباح الثلاثاء: «وفقا للمعلومات الأولية، هناك افتراض أنه من المرجح أن كانت هناك جزيئات فوسفور».
النخبة الأوكرانية
وبينما يدافع عن ماريوبول المحاصرة بصورة أساسية جنود مشاة البحرية، الذين يعدون ضمن وحدات النخبة بالجيش الأوكراني، يحاصر المدينة نحو 10 آلاف جندي روسي، بحسب الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي، ووفقا للتقارير الأولية، يتواجد ما لا يقل عن 3000 جندي أوكراني هناك، المئات منهم أعلنوا استسلامهم. ومن موسكو، قالت وزارة الدفاع الروسية «إن صواريخها دمرت مستودعات ذخيرة في منطقتي خميلنيتسكي وكييف».
وأضافت الوزارة «إن القوات الروسية قصفت مستودعا للذخيرة وحظيرة طائرات في قاعدة ستاروكوستيانتينيف الجوية فضلا عن مستودع للذخيرة بالقرب من هافريليفكا شمالي الأوكرانية كييف».
ومن نيويورك، دعت الأمم المتحدة إلى إجراء تحقيق مستقل في جرائم اغتصاب وعنف جنسي في خضم الغزو الروسي لأوكرانيا، بعد ورود تقارير عن جرائم ترتكبها القوات الروسية.
كما اتهمت منظمات حقوقية، من بينها «هيومن رايتس ووتش» ومنظمة العفو الدولية، الجيش الروسي بمزاعم ارتكاب جرائم حرب مثل الإعدام والنهب في أوكرانيا.
وفي براغ، دعا رئيس الوزراء التشيكي السابق أندريه بابيس إلى إجراء استفتاء بشأن تمركز قوات أمريكية في البلاد، بشكل دائم، بحسب ما ذكرته صحيفة «ليدوف نوفيني» الثلاثاء.
وقالت الدفاع التشيكية: «هناك اهتمام بتعزيز التعاون مع الولايات المتحدة في قطاع الدفاع، وسوف يتم بحث ذلك في اجتماع مقرر وشيك بين وزيرة الدفاع التشيكية جانا سيرنوتشوفا ونظيرها الأمريكي لويد أوستن».
وكانت الولايات المتحدة وسلوفاكيا، الجارة الشرقية لجمهورية التشيك، توصلتا مؤخرا إلى اتفاق بشأن تعزيز التعاون، بما يشمل توسيع مطارين عسكريين.
يشار إلى أن التشيك انضمت إلى «ناتو» في مارس 1999، وتبعتها سلوفاكيا بعد ذلك بخمسة أعوام.