ومضى التقرير يقول: أُطيح برئيس الوزراء الباكستاني عمران خان من منصبه في اقتراع لسحب الثقة في البرلمان في الساعات الأولى من صباح الأحد بعد 3 سنوات و7 أشهر في السلطة.
وأضاف: سيتم تشكيل حكومة جديدة بقيادة زعيم المعارضة شهباز شريف.
ومضى يقول: تقع الدولة، التي يزيد عدد سكانها على 220 مليون نسمة، بين أفغانستان من الغرب والصين من الشمال الشرقي والهند من الشرق، مما يجعلها ذات أهمية إستراتيجية حيوية.
وتابع: منذ وصوله إلى السلطة في 2018، أصبح خطاب خان أكثر معاداةً لأمريكا، وأعرب عن رغبته في الاقتراب أكثر من الصين، ومؤخراً، عقد محادثات مع الرئيس فلاديمير بوتين في 24 فبراير، اليوم الذي بدأ فيه غزو أوكرانيا.
وأردف: يسيطر الجيش الباكستاني القوي تقليديًا على السياسة الخارجية والدفاعية، لكن الخطاب العام الحاد لخان كان له تأثير على عدد من العلاقات الرئيسية.
ففيما يخص أفغانستان، قال التقرير: تراجعت العلاقات بين وكالة المخابرات العسكرية الباكستانية وحركة طالبان في السنوات الأخيرة.
الحدود المشتركة
وتابعت صحيفة «ذي غارديان» البريطانية: تصاعدت التوترات بين طالبان والجيش الباكستاني الذي فقد عدة جنود في هجمات بالقرب من حدودهما المشتركة، وتريد باكستان من طالبان أن تفعل المزيد لقمع الجماعات الإرهابية وتخشى أن تنشر العنف في باكستان، لقد بدأ هذا يحدث بالفعل.
وأضاف: كان خان أقل انتقادًا لطالبان بشأن حقوق الإنسان من معظم القادة الأجانب.
وفيما يتعلق بالصين، قال التقرير: أكد خان باستمرار على دور الصين الإيجابي في باكستان وفي العالم بأسره.
وتابع: تم وضع تصور للممر الاقتصادي الصيني الباكستاني البالغة قيمته 60 مليار دولار (46 مليار جنيه إسترليني)، والذي يربط الجيران معًا، وأطلق في ظل حزبين سياسيين راسخين في باكستان، ومن المرجح أن يتقاسم كلاهما السلطة في الحكومة الجديدة.
ومضى يقول: أبرم خليفة خان شهباز شريف، الشقيق الأصغر لرئيس الوزراء السابق نواز شريف، صفقات مع الصين مباشرة كرئيس للوزراء في إقليم البنجاب الشرقي، وقد تكون سمعته في الحصول على مشاريع البنية التحتية الكبرى موسيقى تطرب آذان بكين.
وبالنسبة للهند، أشار التقرير إلى أن البلدين المسلحين نوويًا، خاضا 3 حروب منذ الاستقلال في 1947، اثنتان منها على إقليم كشمير المتنازع عليه ذي الأغلبية المسلمة.
وتابع: التوترات على طول حدود الأمر الواقع في كشمير عند أدنى مستوى لها منذ 2021، بفضل وقف إطلاق النار، لكن لم تكن هناك محادثات دبلوماسية رسمية منذ سنوات بسبب انعدام الثقة العميق بشأن مجموعة من القضايا، بما في ذلك انتقادات خان الشديدة لرئيس وزراء الهند، ناريندرا مودي، بشأن تعامله مع الهجمات على الأقلية المسلمة في الهند.
ونقل عن كاران ثابار، المعلق السياسي الهندي الذي تابع عن كثب العلاقات الهندية الباكستانية، قوله: الجيش الباكستاني قد يضغط على الحكومة الجديدة في إسلام أباد للبناء على وقف إطلاق النار الناجح في كشمير.
السياسيون «الحمائم»
ولفت التقرير بالصحيفة البريطانية إلى أن قائد الجيش الباكستاني القوي الجنرال قمر جاويد باجوا قال مؤخرًا: إن بلاده مستعدة للمضي قدمًا بشأن كشمير إذا وافقت الهند.
ونبّه إلى أن عائلة شريف كانت في طليعة العديد من مبادرات السياسيين الحمائم تجاه الهند على مر السنين.
وبالنسبة للولايات المتحدة، نقل التقرير عن خبراء أمريكيين متخصصين في شؤون جنوب آسيا قولهم: إن الأزمة السياسية في باكستان من غير المرجح أن تكون أولوية بالنسبة للرئيس جو بايدن، الذي يكافح الحرب في أوكرانيا، ما لم تؤدِّ إلى اضطرابات جماعية أو تصاعد التوترات مع الهند.
ونقل عن روبن رافيل، المساعد السابق لوزيرة الخارجية لشؤون جنوب آسيا، ويعمل بمركز الدراسات الإستراتيجية والدولية، قوله: لدينا الكثير من الأحداث اللافتة والمهمة التي سنشهدها.
ومضى التقرير يقول: وفقًا لبعض المحللين، مع استمرار سيطرة الجيش الباكستاني من وراء الكواليس على السياسات الخارجية والأمنية، لم يكن تغيير الحكومة مصدر قلق كبير.
ونقل عن ليزا كيرتس، الذي كان يشغل منصب مدير جنوب آسيا في المجلس الأمن القومي إبان عهد الرئيس دونالد ترامب، قوله: نظرًا لأن الجيش هو الذي يتخذ القرارات بشأن السياسات التي تهتم بها الولايات المتحدة حقًا، مثل أفغانستان والهند والأسلحة النووية، فإن التطورات السياسية الباكستانية الداخلية لا تعني الولايات المتحدة إلى حد كبير.
وأضافت كيرتس إن زيارة خان إلى موسكو كانت بمثابة كارثة على صعيد العلاقات الأمريكية، وأن الحكومة الجديدة في إسلام أباد يمكن أن تساعد على الأقل في إصلاح العلاقات.
وأردف التقرير: ألقى خان باللوم على الولايات المتحدة في الأزمة السياسية الحالية، قائلاً: إن واشنطن تريد إطاحته بسبب رحلة موسكو الأخيرة، وتنفي واشنطن أي دور.