وقالت الباحثة وعضو هيئة التدريس بجامعة جدة، وعضو وحدة أبحاث الخلايا الجذعية الجنينية د. غدير الرفاعي، إن اكتشاف الخلايا الجذعية شكل ثورة حقيقية اُستقبل باهتمام عالمي بالغ نظراً لوعودها الاستثنائية في ميدان العلوم الحيوية والطب التجديدي، إذ اتجه العلماء من خلال الأبحاث والدراسات السريرية لاكتشاف أسرار التطور الخلوي بدءاً من تكون البويضة المخصبة وانتهاءً بالكائن الحي الكامل، وفهم العوامل الوراثية، التي تنظم التمايز الخلوي، وفهم كيفية حدوث الأمراض وتطورها، وإمكانية توليد خلايا سليمة ولتحل محل الخلايا المريضة أو التالفة.
اهتمام كبير
وأكدت أن البحث العلمي في مجال الخلايا الجذعية بجامعات المملكة، يحظى باهتمام كبير. مضيفة: وقد شهد مركز الملك فهد للبحوث الطبية في جامعة الملك عبدالعزيز اللقاء العلمي الأول لوحدة أبحاث الخلايا الجذعية الجنينية بإشراف البروفيسور صالح الكريم أستاذ علم الأجنة وزراعة الخلايا عن إنجازات كبيرة للوحدة وباحثيها، وعمدنا في وحدة أبحاث الخلايا الجذعية الجنينية لعزل سلالة خلوية مصدرها الخلايا الجذعية من المشيمة البشرية للنساء السعوديات ودراسة خصائصها الخلوية وتقيم مدى الاستفادة منها في التطبيقات العلاجية على سلالات معينة من الخطوط الخلوية السرطانية مع الأخذ في الاعتبار بعض العوامل زمنها وتأثير عمر النساء المتبرعات بالأغشية المشيمية.
قدرات عالية
وأوضحت د. غدير أن هذه الخلايا أظهرت معدلا انقساميا كبيرا في المزارع الخلوية، وقدرات عالية بأنواع متعددة من الخلايا كالخلايا الدهنية، العظمية، الغضروفية، العصبية، القلبية وغيرها من سلالات خلايا نسيج الميزويرم. مستطردة: بالإضافة إلى قدرات التحور الخلوي، التكيف المناعي، كبح الالتهابات والإجهاد التأكسدي، تكوين الأوعية الدموية، إفراز عوامل النمو المختلفة إضافة لعامل كبح الأورام.
وأضافت: وكان اللافت للنظر هو الاختلافات، التي تظهرها هذه الخلايا فيما بينها بناء على الأجزاء المعزولة منها، إذ أظهرت الخلايا الجذعية للغشاء الأمنيوسي والخلايا الجذعية المشيمية المستمدة من اللوح المشيمي معدلات توسع مرتفعة، ونشاط منخفض لأنزيم التيلوميراز، وتناقص في طول التيلوميراز مقارنة بالخلايا الجذعية المعزولة من أنسجة الحبل السري والخلايا الجذعية المشيمية المستمدة من اللوح المشيمي الجنيني، متابعة: كما ظهرت هذه الاختلافات في الصفات الخلوية بين هذه الأجزاء بشكل أكبر بين الفئات العمرية المختلفة للمتبرعات السعوديات، أيضا أظهرت الخلايا الجذعية المستمدة من أنسجة الحبل السري قدرة كبيرة لكبح خط خلايا سرطان الدم النخاعي في حين أظهرت خلايا اللوح المشيمي الجنيني مقاومتها لخط خلايا سرطان الكبد معمليا.
بنوك متخصصة
وطالبت د. غدير، بإنشاء بنوك متخصصة لحفظ الخلايا الجذعية من مصادرها المختلفة ووضع برامج الرعاية الصحية وتثقيف المجتمع بمفهوم الخلايا الجذعية، وكيفية الاستفادة منها في العلاج الخلوي والطب التجديدي سواء للمتبرعين بها أو مَن يتطابق معهم جينيا وتوفير جوانب الأمان أثناء استخدامها، مؤكدة أهمية أن تخضع هذه البنوك للرقابة الصحية وضوابط السلامة لحماية الأم والجنين والمستفيد (متلقي) العلاج بالخلايا الجذعية المتطابق وراثيا مع المتبرع.
التاريخ المرضي
كما أكدت أهمية أن تكون الخلية الجذعية المستخدمة في العلاج معلومة المصدر والهوية مع معرفة التاريخ المرضي للمتبرع وعائلته للتأكد من سلامة الخلايا المتبرع بها، والفحص الدقيق لمصدر هذه الخلايا والتأكد من خلو هذه المصادر من الأمراض المعدية، وفحص الخلايا مجهريا للتأكد من صفاتها الخارجية، إضافة إلى فحص النمط النووي للخلية الجذعية، موضحة ضرورة إجراء العديد من الاختبارات منها اختبار النشاط البيولوجي للخلايا الجذعية المستخدمة في العلاج كخطوة مهمة لاستخدام هذه الخلايا كعلاج، وإجراء التجارب على الحيوانات المعملية أو المزارع الخلوية لمعرفة مدى فعالية استخدامها كعلاج وتقيم مستوى السمية ومعامل الخطر قبل استخدامها على البشر.
واختتمت الباحثة السعودية: لا يزال استخدام الخلايا الجذعية آمنا إلى حد كبير في علاج اضطرابات الدم السرطانية والأمراض المناعية ولا تزال الأبحاث الأخرى طور التجربة فلا ينبغي الانجراف للتداعيات الواهية للعلاج بالخلايا الجذعية.