وأكدت وزارة الدفاع الروسية استسلام 1026 جنديا من اللواء 36 لمشاة البحرية الأوكراني.
نصيحة قديروف
وقبلها، قال الزعيم الشيشاني رمضان قديروف، وهو من أشد المؤيدين للرئيس الروسي فلاديمير بوتين: إن أكثر من ألف من جنود مشاة البحرية استسلموا، وحث القوات المتبقية المتحصنة في مصنع آزوفستال للصلب على الاستسلام.
وأضاف قديروف في تدوينة على تطبيق «تيليجرام»: يوجد في آزوفستال في الوقت الحالي نحو 200 جريح لا يتلقون أي مساعدة طبية، بالنسبة لهم وللباقين سيكون من الأفضل إنهاء هذه المقاومة العبثية والعودة إلى ديارهم لأسرهم.
وعرض التليفزيون الروسي صورا لجنود مشاة البحرية يسلمون أنفسهم في مصنع إيليتش للحديد والصلب في ماريوبول الثلاثاء وبينهم العديد من المصابين.
وأظهر التلفزيون جنودا أوكرانيين يسيرون على طريق وأيديهم مرفوعة في الهواء، وشوهد أحد الجنود وهو يحمل جواز سفر أوكرانيا.
ويقول الكرملين: إنه يشن «عملية عسكرية خاصة» لنزع سلاح أوكرانيا و«تخليصها من النازيين»، وترفض كييف وحلفاؤها ذلك باعتباره ذريعة كاذبة لشن هجوم غير مبرر.
وفي وقت سابق قبل سقوط ماريوبول، قالت هيئة الأركان العامة الأوكرانية في تقريرها الصباحي أمس: إن القوات الروسية تواصل شن هجمات على آزوفستال والمدينة الساحلية، وقال المتحدث باسم وزارة الدفاع الأوكرانية: إنه ليس لديه معلومات عن استسلام جنود مشاة البحرية.
وقال الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي: إنه يعتقد أن الآلاف قتلوا خلال حصار المدينة المستمر منذ قرابة سبعة أسابيع، وإن روسيا تحشد آلاف الجنود في المنطقة لشن هجوم جديد. حسبما قال.
وتقول أوكرانيا: إن عشرات الآلاف من المدنيين محاصرون داخل تلك المدينة دون أي وسيلة لجلب الطعام أو الماء، وتتهم موسكو بعرقلة قوافل المساعدات.
هجوم خاركيف
وعن شمال وشرق ووسط البلاد، ذكرت القيادة العامة للقوات المسلحة الأوكرانية في إفادة صحفية الأربعاء أن «القوات الروسية تواصل الهجمات بالصواريخ والقنابل على البنية التحتية المدنية في منطقة خاركيف شمال شرق ومنطقة زابوريجيا في وسط أوكرانيا»، ولم يتسن لرويترز التحقق من صحة التقارير.
من ناحيته، أعلن مجلس الدول الأعضاء في الاتحاد الأوروبي الأربعاء في بروكسل أن الاتحاد سيخصص 500 مليون يورو أخرى لتزويد القوات المسلحة الأوكرانية بالأسلحة والمعدات.
وأعلن كبير الدبلوماسيين بالاتحاد الأوروبي جوزيب بوريل في بيان، أنه من المهم أن يزيد الاتحاد الأوروبي الدعم العسكري لأوكرانيا، بينما تستعد روسيا لشن هجوم جديد في شرق البلاد، حيث «ستكون الأسابيع المقبلة حاسمة».
وهذه هي الحزمة الثالثة من المساعدات العسكرية التي وافق الاتحاد الأوروبي على إرسالها إلى أوكرانيا للدفاع عن نفسها وسط الغزو الروسي. وإجمالا أرسل الاتحاد الأوروبي 1.5 مليار يورو كمساعدات عسكرية.
وقال مستشار للرئيس البولندي آندريه دودا الأربعاء: إن الرئيس في طريقه إلى كييف بصحبة للقاء زيلينسكي.
وانضم رؤساء بولندا وليتوانيا ولاتفيا وإستونيا إلى عدد متزايد من السياسة الأوروبيين الذين يزورون العاصمة الأوكرانية منذ انسحاب القوات الروسية من شمال البلاد في وقت سابق هذا الشهر.
وقال الرئيس الأمريكي جو بايدن للمرة الأولى: إن غزو موسكو لأوكرانيا يصل إلى حد الإبادة الجماعية، فيما قال بوتين: إن روسيا ستواصل عمليتها «باتزان وترو» وتحقق أهدافها.
ووصف بايدن مرارا بوتين بأنه مجرم حرب لكن اتهامه بالإبادة الجماعية كان تصعيدا في لهجته.
تشويه وضع
وعن تصريحات بايدن، قال المتحدث باسم الكرملين دميتري بيسكوف في مؤتمر عبر الهاتف مع الصحفيين: «نعتبر هذا النوع من المساعي لتشويه الوضع غير مقبول»، وأضاف: «هذا شيء يصعب تقبله من رئيس للولايات المتحدة، الدولة التي ارتكبت جرائم معروفة في الآونة الأخيرة».
من جهة أخرى، قال بيسكوف: «إن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين يعتزم عقد اجتماع بشأن قطاع النفط والغاز اليوم الخميس».
وذكرت وكالة «بلومبرغ» أن نائب رئيس الوزراء الكسندر فوفاك سوف يشارك في الاجتماع، كما سوف يدلي بخطاب.
وكان بوتين قد ذكر، في اجتماع نقل عبر التلفزيون عن تطوير منطقة القطب الشمالي، أن روسيا يمكنها أن تزيد صادرات الطاقة إلى الأسواق الجديدة بعدما رفضت بعض الدول «غير الصديقة» شراء الطاقة الروسية، بحسب «بلومبرغ».
وقال بوتين: «رفض بعض الدول الغربية التعاون بشكل طبيعي، وكذلك في مجال الطاقة، أضر بالفعل بملايين من الأوروبيين وأسفر عن أزمة طاقة حقيقية».
في المقابل، أظهرت نتائج استطلاع للرأي أن غالبية الألمان يعارضون فرض حظر كامل على واردات الطاقة الروسية.
جاء ذلك في الاستطلاع الذي أجراه معهد «ديموسكوبي النسباخ» لصالح صحيفة «فرانكفورتر الجماينه تسايتونج» الألمانية الصادرة الأربعاء.
وأوضحت النتائج أن 57 % ممن شملهم الاستطلاع يؤيدون استمرار استيراد النفط والغاز من روسيا، مقابل 30 % يؤيدون فرض حظر كامل على واردات الطاقة الروسية.
وكان المعهد أجرى الاستطلاع في الفترة بين 25 مارس الماضي حتى السادس من أبريل الجاري أي أن الجزء الأكبر منهم جرى استطلاع رأيه قبل اكتشاف الفظائع التي تم ارتكابها في بلدة بوتشا الأوكرانية في الثالث من الشهر الجاري.
اعتقاد ألماني
وأعرب الكثير من الألمان عن اعتقادهم بأن حرب أوكرانيا تسبب في تأثيرات اقتصادية ملموسة بالنسبة لهم، وقال 68 % من المشاركين في الاستطلاع إن هذه التأثيرات تتمثل في ارتفاع تكاليف التدفئة، فيما قال 51 % إن هذه التأثيرات تمثلت في أسعار الوقود المرتفعة.
وأوضح 47 % ممن شملهم الاستطلاع أنهم صاروا يقللون من التدفئة في منازلهم لهذا السبب، وقال 37 % إنهم صاروا يقللون من استخدام سياراتهم لهذا السبب، وقال 54 % إنهم صاروا يراعون الأسعار أثناء التسوق بصورة أكبر.
إلى ذلك، ذكرت رئيسة وزراء السويد ماجدالينا أندرسون أن بلادها ما زالت تحلل وضعها الأمني، رافضة التعليق على تقارير إعلامية بأن حزبها قرر دعم محاولة بلادها للانضمام لحلف شمال الأطلسي (ناتو).
وخلال مؤتمر صحفي مشترك مع نظيرتها الفنلندية سانا مارين، الأربعاء، أكدت أندرسون مجددا أن الحكومة السويدية من المقرر أن تقدم تقريرا في أواخر مايو المقبل حول خياراتها في أعقاب الغزو الروسي واسع النطاق لأوكرانيا، حسب وكالة «بلومبرغ».
وأضافت: «إن أي موقف مستقبلي سيتضمن اصطفافا أمنيا وثيقا مع فنلندا».
وكان هجوم روسيا على أوكرانيا في فبراير الماضي قد دفع العضوية المحتملة للسويد في الحلف إلى رأس جدول الأعمال في السويد وفنلندا المجاورة.
وذكر حزب «المعتدلون» وهو أكبر حزب معارضة في السويد أنه سيخوض حملته الانتخابية على ذلك البرنامج، قبل الانتخابات العامة السويدية التي تجرى في سبتمبر المقبل وإذا حقق فوزا، سيخطط لتقديم طلب للانضمام إلى الحلف.