DAMMAM
الخميس
34°C
weather-icon
الجمعة
icon-weather
34°C
السبت
icon-weather
37°C
الأحد
icon-weather
33°C
الاثنين
icon-weather
34°C
الثلاثاء
icon-weather
36°C

5 مسببات رئيسية لـ «عنف» المرحلة المتوسطة

بعد قضية وفاة طالب في مشاجرة بإحدى مدارس جدة

5 مسببات رئيسية لـ «عنف» المرحلة المتوسطة
أثارت قضية شجار طلاب أعمارهم 15 عاما في المرحلة المتوسطة بجدة والتي انتهت بوفاة أحدهم الكثير من التساؤلات حول أهمية وجود المراقبين والمشرفين، وتفعيل الكاميرات في المدارس، وأبرز الأسباب المؤدية للعنف في المرحلتين المتوسطة والثانوية، والقوانين والمشرعات التي تكفل حفظ حقوق الطلبة وتحد من مخاطر العنف.
ورصدت «اليوم» آراء المختصين النفسيين والتعليميين والقانونيين للرد على تلك التساؤلات والخروج بتوصيات ونصائح تحد من تلك المخاطر، وبينوا خلال حديثهم 5 مسببات رئيسية ترفع معدلات العنف لدى الطلبة تتمثل في خصائص المرحلة المتوسطة أنها تتسم بالمفهوم الذاتي القوي في الشخصية، وأثر الألعاب الإلكترونية والمسلسلات التي تزرع العنف لديهم، وإهمال الرقابة في المدارس، والعادات الخاطئة في رمضان من سهر وعدم تناول وجبة السحور، وترك المشاحنات والمشاكل بين الطلبة لحلها بأنفسهم.
وقالوا إنه في حال صدور صك شرعي يمر تنفيذه بمراحل عدة قبل التنفيذ، تتكون من ثلاثة أقسام وهي: المعاملة الأمنية، المعاملة القضائية، المعاملة الاجتماعية، مطالبين بضرورة زرع كاميرات رقابية في المدارس، وبضرورة تكثيف الإرشاد والتوجيه في المدارس وتفعيل البرامج الإرشادية العملية أكثر، وتفعيل الدور التعليمي والأسري بالتواصل المستمر.
غياب الرقابة والإرشاد في المدرسة
أكد أستاذ الإرشاد والعلاج النفسي بجامعة أم القرى أ. د. عبدالمنان ملا بار، أن العنف في المدارس له مسببات عديدة منها غياب الرقابة والإرشاد في المدرسة والتي يكون لها جدول للمتابعة والإشراف على الطلاب داخل المبنى، موضحا أنه من خصائص المرحلة المتوسطة أنها تتسم بالمفهوم الذاتي القوي في الشخصية بمعنى أنه يرغب بتحقيق ذاته وفي حال لم توجّه التوجيه الصحيح قد يؤدي لممارسات وسلوك عنفي يؤدي بالمراهقين للمشاحنات والمشاجرات داخل المدرسة، مطالبا بضرورة تكثيف الإرشاد والتوجيه في المدارس وتفعيل البرامج الإرشادية العملية أكثر، وتفعيل الدور التعليمي والأسري بالتواصل المستمر، والحد من انتشار ألعاب العنف خصوصًا في هذه المرحلة والتي ترفع من معدل العنف لدى الطالب، وضرورة نشر كاميرات المراقبة في المدارس وساحاتها وخارجها، مبينًا أنه من المؤلم مشاهدة العنف في المدارس التي هي مكان لتحقيق الأمن والأمان للطلبة وتعزيز الشخصية بكل أبعادها النفسية والتربوية والتعليمية والمعرفية بما فيها من مكونات قيادية تربوية وكوادر تعليمية، ومن المؤسف أنه حصل داخل الصفوف المدرسية وفي شهر رمضان.
تغيير عادات النوم أو السهر في رمضان
قال استشاري الطب النفسي في مدينة الملك عبدالعزيز الطبية للحرس الوطني بالرياض د. وليد السحيباني إن الصوم ليس سببا في العنف بين المدارس موضحًا أن السبب لارتفاع العنف بين المداومين أو الصائمين هو تغيير عادات النوم أو السهر في شهر رمضان وعدم أخذ القسط الكافي من النوم قد يكون من أسباب تغيير المزاج، ومن العادات الخاطئة في رمضان السهر الذي يؤثر في رفع العنف، والأصل في التعامل مع العنف هو وضع القوانين والأنظمة وتطبيقها بشكل حازم ضد أي من تلك الممارسات التي تندرج تحت ذلك، سواء اللفظي أو التعدي الملموس والذي يلحق الضرر النفسي أو الجسدي، ويجب التذكير بشكل دائم برسائل توعوية خصوصًا في المؤسسات التعليمية، مؤكدا ضرورة التدخل لحل كل المشاكل بين الطلبة ولا يتركون لحلها بأنفسهم، ومن هنا تظهر ضرورة وجود أخصائي تربوي ونفسي في المدارس.
ذكر الكاتب والمستشار النفسي والسلوكي عبده الأسمري أن الصوم له أثره في الإجهاد والمقاومة خصوصًا أن الدراسة في رمضان جاءت بعد توقف فترة سنوات؛ لذا فإن الطالب يحتاج إلى تهيئة حياتية ونفسية وصحية للدراسة في رمضان وهذا الجانب من مسؤولية الأسر التي يجب أن تراعي أهمية أخذ أبنائها قسطًا كافيا من النوم مع أهمية أن تحتوي وجبة السحور على عصائر وغذاء فيه سعرات حرارية إضافة إلى أهمية وضع المدارس خططًا تضمن عدم إجهاد الطلاب وتوفير مظلات وتضمن عدم تعرضهم لأشعة الشمس، إضافة إلى أهمية التعامل مع الطالب وفق طاقته وحالته أثناء الصيام مع أهمية وضع ضوابط لمنع إجهاد الطلاب في المدارس وفي الفناء المدرسي ضمانا لعدم حدوث مشاجرات أو غيرها، مبينا أنه من المهم جدا أن يكون لدى المدارس ضوابط لرصد حالات العنف في المدارس وأهمية متابعة حالات الطلاب المتورطين في العنف أو التنمر مع أهمية ربط ذلك ببرامج مشتركة بين المدرسة والمنزل ووضع قاعدة بيانات للطلاب وأيضا يجب أن تكون هنالك عقوبات مرتبطة بمعرفة الأسباب التي تشكل سلوك العنف ودراستها، مؤكدا أن العنف سلوك سلبي يتسبب في حدوث المشاجرات وفي التسرب الدراسي، وفي حدوث حالات من الخوف المرضي لدى الطلاب الذين يتعرضون له إضافة إلى تسببه في تقمص شخصية بعض الطلاب للعنف ونمو هذا الجانب السلبي لديهم مما ينبئ بمخاطر مستقبلا قد تشكل سلوك الجريمة التي تبدأ من العنف وتنتهي إلى الحوادث الجنائية، موصيا بضرورة وجود رقابة من المدارس من خلال توفير مشرفين ميدانيين خلال الاستراحة بين الحصص وأيضا عدم ترك الطلاب داخل الفصول بدون ضبط، وتوفير كاميرات مراقبة في المدارس تضمن الضبط السريع لأي مشاجرات وتسهم في منع الطلاب من الاشتباك أو التشاجر لعلمهم أنهم مراقبون ومن المهم أيضا أن توفر المجمعات الكبرى في المدارس حراس أمن أمام بوابات المدارس لأن هنالك عددا من المشاجرات تكون أمام باب المدرسة ولو علم الطلاب بهذه الإجراءات لتوقفت تلك المشاجرات مع ضرورة أن تضع الوزارة عقوبات لمن يتورط في المشاجرات بشكل كبير أو متكرر أو يتسبب في وقوع الأذى مثل النقل من المدرسة أو توقيفه عاما دراسيا أو إنقاص درجات السلوك، إضافة إلى أهمية أن تكون هنالك حملة وطنية واسعة تنفذها الوزارة بالتعاون مع الجهات ذات العلاقة لتثقيف الطلاب وتوعيتهم بمخاطر العنف المدرسي وما يترتب عليه وعرض قصص حدثت في هذا الشأن واستعراض العقوبات المقررة، وعلى الأسر أن توعي أبناءها بذلك ومن المهم التعاون مع مراكز الاستشارات الأسرية والنفسية لدراسة ومعالجة الحالات التي تتسبب في تلك المشاجرات التي قد تكون لأسباب مرضية أو أسرية.
المشاجرات انتهاك للقانون وتحد للمجتمع
أوضح المحامي والمستشار القانوني بندر العمودي أن ظاهرة العنف والمشاجرات ظاهرة خطيرة تهدد سلامة المجتمع، والجريمة تبقى جريمة حتى وإن قام بها حدث صغير في السن، فبمجرد وقوعها يعتبر انتهاكا للقانون وتحديا للمجتمع وكل قضية لها مسبباتها، والأحداث تأتي جرائمهم مصادفة كمضاربات تلقائية في المدرسة أو الشارع فيقوم الحدث بضرب زميله بحديدة أو حجر أو قلم أو أي أداة حادة ويحصل القتل، وإمكانية تنفيذ حكم القصاص في حدث إذا ارتكب جريمة قتل العمد واردة، وجرائم العمد عادة ينفذ فيها الحكم الشرعي بالقصاص في حال صدور صك شرعي بتنفيذ الحكم الشرعي الذي يمر بمراحل عدة قبل التنفيذ، تتكون من ثلاثة أقسام المعاملة الأمنية، وتشمل: القبض، والإيقاف والتحقيق، وتنفيذ الأحكام.. المعاملة القضائية وتشمل: المحاكمة، ومكان المحاكمة، وكيفيتها.. المعاملة الاجتماعية وتشمل: الرعاية الإيوائية الشاملة داخل دور الملاحظة. الأسباب التي تكمن وراء جرائم جنوح الأحداث فيمكن تلخيصها في نوعين من الأسباب ومنها: الأول أسباب خاصة بالحدث، والثاني الأسباب التي تتعلق بالوسط الذي يعيش فيه الحدث من إهمال المراقبة، وسوء التربية، والتفكك الأسري، وغياب القدوة الحسنة، ولذلك حرصت المملكة العربية السعودية من خلال نظام الأحداث في التعامل مع قضايا الأحداث على أنها مشكلة اجتماعية في المقام الأول قبل أن تكون قضايا جنائية، نظرا لما يحتاجه الحدث من رعاية نفسية وسلوكية الغرض منها هو الإصلاح والتأهيل. ومن هذا المنطلق تضمن نظام الأحداث كافة الأحكام والإجراءات اللازمة للتعامل مع الأحداث الجانحين وقضاياهم بما في ذلك إجراءات الإيقاف والقبض والتحقيق والمحاكمة، مراعيا في كافة إجراءاته الناحية النفسية للحدث، أما بالنسبة للمسؤولية الجنائية للأحداث في المملكة العربية السعودية فأوضح نظام الأحداث أنه لا يُسأل جنائيا من لم يُتم السابعة من عمره وقت ارتكاب الفعل المعاقب عليه، وفي حالة إذا لم يكن الحدث مُتما الخامسة عشرة من عمره وقت ارتكابه فعلا معاقبا عليه، فلا يفرض عليه سوى تدبير التوبيخ وتحذير أو وضعه تحت المراقبة الاجتماعية في بيئته الطبيعية لمدة لا تتجاوز سنتين، بشرط أن يكون مُتمًا الثانية عشرة من عمره وقت ارتكابه الفعل المعاقب عليه. وفي حالة إذا كان الحدث مُتمًا الخامسة عشرة من عمره وقت ارتكابه فعلا معاقبا عليه فتطبق عليه العقوبات المقررة عدا عقوبة السجن؛ فيعاقب بالإيداع في دار الملاحظة الاجتماعية والتوجيه الاجتماعي، وأما إذا كانت الجريمة مما يعاقب عليه بالقتل فتكون العقوبة الإيداع في الدار مدة لا تتجاوز عشر سنوات. وحكومة المملكة تولي قضاء الأحداث أهمية بالغة تمثلت في إصدار نظام الأحداث الذي يهدف إلى تعزيز حقوق الحدث في مجال العدالة الجنائية والحرص على تنشئته التنشئة الصالحة، وفي هذا الصدد نوصي لمواجهة هذه الظاهرة بنشر ثقافة التعامل الحضاري في المدارس بشكل مكثف ونبذ العنف في المدارس والساحات بين الأحدث ونشر الوعي ببرامج مخصصة لذلك وفي كافة أماكن الدراسة والتعليم وترسيخ التربية النفسية السليمة بين الطلاب البعيدة عن العنف، وكذلك معالجة المسببات.
تهيئة حياتية
ونفسية وصحية للدراسة
استدلت المستشارة الأسرية والاجتماعية دعاء زهران بحديث رسول الله «صلى الله عليه وسلم» القائل «الصِّيَامُ جُنَّةٌ فلا يَرْفُثْ ولَا يَجْهلْ، وإنِ امْرُؤٌ قَاتَلَهُ أوْ شَاتَمَهُ فَلْيَقُلْ: إنِّي صَائِمٌ مَرَّتَيْنِ» مبينة أن للصوم حكمة ربانية عظيمة، وأن البعض يربط للأسف بين الضغط والانفعال وصعوبة التعامل مع الناس بالصيام، بالرغم من أن النبي «صلى الله عليه وسلم» كانت له غزوات وفتوحات في رمضان، مؤكدة أن الصيام يُهذب النفس ويؤدبها.. وليس هناك أي ارتباط بين الحالة النفسية للصائم الحق وضيق الخلق والتطاول على من حوله، وهو سلوك مُكتسب من الأسرة والمجتمع.. فنجد لدى الكثير من أفراد المجتمع عادات للأسف رُبطت بالصيام.. ومنها انفعالات رب الأسرة قبل الفطور.. وارتفاع نِسب الخلافات والمضاربات والحوادث المرورية قبل الإفطار، موضحة دور الأسرة المهم في تربية أبنائها تربية صحية بعيدة عن التعصب والعدائيات.. فالابن الذي يتربى وسط أُسرة مُتحابة ومتسامحة ومُتألفة يكون أفرادها أسوياء أخلاقيا، فالتعدي والتطاول والتنمر وأخذ الحق باليد والعنف ليست من صفاتهم ولا سلوكياتهم، مؤكدة أن الأسرة التي ينشأ أبناؤها على حب الناس ومساعدتهم ومد يد العون لهم والمشاركة في الأعمال التطوعية لا تجد فيهم من يتعدى ويتطاول ويجعل الصيام الشماعة لضيق الخلق وسوء التصرف، مطالبة بأن نجعل المصطفى «صلى الله عليه وسلم» قدوة في سلوكياتنا وتعاملاتنا مع الغير، ولنتعلم من وصايا لقمان «عليه السلام» أساليب وطرق تربية أبنائنا تربية عروقها وأصولها ثابتة ومثمرة فـ «الصيام يُهذب لا يُجرم».
ربط خاطئ بين الصيام وصعوبة التعامل مع الناس