وقال السريحي خلال حديثه إن القهوة كانت الجسر الذي يربط بين الأمم، مستعرضا تاريخها بمنأى عن القهوة المنتشرة في الوقت الحالي، فالأيدولوجية التي تفوح منها رائحة القهوة ترتكز على الدلائل والروايات والمعنى الذي تحيل إليه، لا سيما أنه في اكتشافها حكايات ترتقي إلى مقام التقدير، لارتباطها بمضمار الفكر الديني، موضحا أن في القهوة سرا يمتد تاريخه بين غايات عدة، بعيدا عن الجانب الوثائقي، وإنما تتعمق بزوايا الروايات.
وللقهوة حكايات موغلة على مر العصور، ولطالما كانت نبتة ارتبطت بالعديد من الروايات العربية والإنجليزية، وأشار السريحي إلى أنها نبتة لا يدرك سرها إلا من أبحر في حيثياتها، موضحا أن «القهوة محاطة بهالة الروحانية، ومع مرور الأيام خرجت عن بيئتها وباتت أمرا اعتياديا بين الناس، بيد أن التاريخ يكشف أسرارها ومدى علاقتها بما حولها»، وتابع السريحي حديثه وسط أجواء رمضانية، أعادت نبض الجلسات التاريخية، إذ ازدان المكان بالنقوش والزخارف التراثية، مستفيضا بذاكرة الكتب المليئة بالحقائق التاريخية، وأماكن ظهور القهوة، والعلاقة الوثيقة بين هويتها والمهتمين بها.