ومع ارتفاع أعداد الحجاج هذا العام ستعود الحركة التجارية والاقتصادية لمكة المكرمة مجددا بعد غيابها خلال العامين الماضيين، وستشكل هذه العودة تعويضا نسبيا للخسائر التي تعرض لها أهالي مكة المكرمة والعاملون في قطاع الحج والعمرة خلال العامين الماضيين، حيث إن نسبة 90 % من الاقتصاد المكي معتمد على الحجاج والمعتمرين، وغياب أي منهما أو حضوره، يؤثر سلبا وإيجابا، وفي المقابل لا يمكن القول بأن هذه العودة ستؤدي لارتفاع في الأسعار، أو أن مؤسسات وشركات خدمات حجاج الداخل والخارج ستلجأ لرفع الأسعار، فأسعار الخدمات والنقل والتغذية ثابتة ولا يمكن تجاوزها، ومن سيلجأ لرفع الأسعار هم منظمو رحلات الحجاج من دولهم، فهم من يضعون الأسعار.
وما نتوقعه في موسم حج هذا العام، مع ارتفاع أعداد الحجاج التوسع في التطبيقات الإلكترونية، ومنها بطاقة الحج الذكية والتي تمثل امتدادا لمشروع منصة الحج الذكية الذي أطلقته وزارة الحج والعمرة خلال موسم حج 1440 هـ وطورته، وترتبط البطاقة بتطبيق (بطاقة شعائر) التي يمكن للحاج من خلالها التواصل مع مقدم الخدمة والاطلاع على البرامج المخصصة للحملة وجداول التفويج.
وسوار الحاج الذكي «نسك» الذي أطلق للمرة الأولى بشكل تجريبي في موسم حج العام الماضي 1442 هـ، وتم توزيع نحو خمسة آلاف سوار على الحجاج، وهو عبارة عن ساعة يضعها الحاج حول معصم يده، وتقدم خدمات رئيسة تشمل توفير كامل المعلومات حول الحاج، مثل الحالة الصحية، ويسمح السوار بمتابعة ورصد بيانات الحالة الصحية المتعلقة بقياس نسبة أكسجين الدم ونبضات القلب للحاج.
ويمكن القول إن توظيف التقنية وإدخال الذكاء الاصطناعي لخدمة الحجاج بالقطاعات الحكومية، وشركات الطوافة، أكدته الوقائع وأظهرته النتائج، وما رأيناه في مؤتمر ومعرض خدمات الحج والعمرة الذي أقيم خلال شهر شعبان الماضي تحت عنوان (التحول نحو الابتكار)، أبرز تطبيقات وتقنيات الذكاء الاصطناعي، والتي تشكل في حال تطبيقها تسهيلات كبيرة لضيوف الرحمن في أداء مناسك حجهم، والوصول إلى المشاعر المقدسة بأمن وأمان وسرعة وسهولة.
@ashalabi1380