استعرت عنوان مقالي من برنامج الشيخ علي الطنطاوي رحمه الله لأتحدث عن مواضيع مهمة تخص الصائمين في هذا الشهر الكريم وهي الطعام والدواء. شهر رمضان هو مناسبة مقدسة تجلب الدفء النفسي والسعادة لكل أتباع هذا الدين العظيم. وهناك الكثير من الأبحاث التي دلت على فوائد الصوم المتقطع حتى في غير رمضان خاصة في حالات السكر من النوع الثاني عند بداية المرض والمرافق لاستعمال الحمية. وهناك استثناءات للأشخاص الذين لا يستطيعون أداء الصيام بأمان، مثل كبار السن والمصابين بأمراض مزمنة مثل مرضى السكري بالرغم من أن الكثيرين يفضلون الصيام حتى بوجود رخصة شرعية، ولا يفصحون عن ذلك لأخصائيي الرعاية الصحية، حتى لو كان ذلك يعرض صحتهم للخطر. وبالمثل، قد يصر بعض الأطفال أيضا على الصيام برغم صغر سنهم. وتزداد أهمية التوعية بتأثير الأدوية بشتى أنواعها أثناء شهر رمضان وبخاصة أثناء ما نمر به في فترة جائحة الكورونا. وتمثل رعاية المرضى في شهر رمضان مهمة فريدة من نوعها لمقدمي الرعاية الصحية، بمن في ذلك الأطباء والممرضون. ويحتاج الأفراد الذين يتناولون أدوية مزمنة إلى تعديل جداول الأدوية بحيث يمكن تناولها بين وجبة الإفطار ووجبة السحور. فبالنسبة للأدوية التي يتم تناولها عدة مرات خلال اليوم، تشمل الإستراتيجيات الموصى بها اختيار تركيبات طويلة المفعول (ينتهي اسم الدواء عادة بـ XR أو ER على سبيل المثال) أو تغيير أنظمة الجرعات إلى مرة أو مرتين يوميا وتوصف عادة لمن يعانون من الحالات المزمنة، بما في ذلك الأمراض النفسية والعصبية مثل مرض باركنسون، أمراض الغدة الدرقية وأمراض القلب.... إلخ. وقد لا ينطبق ذلك على الحالات غير المزمنة والتي تتطلب علاجا مؤقتا. يعد مرض السكري من أكثر الحالات صعوبة في التعامل معها خلال شهر رمضان، ويتطلب مرضى السكري مراقبة دقيقة. وفي دراسة وجد أن معظم المرضى المسلمين المصابين بداء السكري من النوع الثاني في الغرب يصومون بنسبة (86 ٪) وما يقرب من نصف المرضى المصابين بالنوع الأول (43 ٪). وقد أشارت دراسة بحثية إلى أن الصيام ممكن في مرضى السكري، حتى لو كانوا يعتمدون على الأنسولين. ومع ذلك، يمكن أن يزيد الصيام من خطر الإصابة بنقص السكر في الدم وزيادة نسبة الحمض الكيتوني السكري. علاوة على ذلك، فإن الأفراد الذين يقومون بتعديل أدويتهم هم أكثر عرضة للإصابة بنقص سكر الدم الحاد خلال شهر رمضان. بالمقارنة، يمكن أن يساعد التعليم الفردي خلال شهر رمضان للمصابين بداء السكري من النوع الثاني على إنقاص الوزن وتحسين التحكم في نسبة السكر في الدم وتجنب نقص السكر الحاد في الدم. وأصبحت وجبات الحمية والصيام في غير شهر رمضان شائعة بشكل متزايد بهدف تخفيف الوزن وبسبب فوائدها الصحية العديدة. لكن هناك بعض القلق بشأن آثار الصيام على بعض أنواع الدواء إذا لم نتبع الإرشادات الصحيحة أثناء الصيام. وتمارس أنظمة الحمية والصيام منذ عقود طويلة بأشكال مختلفة لأسباب دينية وثقافية، وتتبعها الآن مجموعات مختلفة من الناس لفوائدها الصحية. على سبيل المثال، يمكن أن يساعد صيام اليوم البديل في تقليل الوزن وتقليل مقاومة الأنسولين والوقاية من مرض السكري. وفي الوقت نفسه، تشير الدراسات إلى أن النظام الغذائي 5:2، حيث يأكل المشاركون بشكل طبيعي لمدة خمسة أيام من الأسبوع مع يومين من تناول طعام بكمية مخفضة من السعرات الحرارية، يزيد متوسط العمر المتوقع، ويحمي من بعض أنواع السرطان والخرف ويساعد في إنقاص الوزن. والآثار المحتملة للصيام على الأدوية بشكل عام تنقسم إلى فئتين: الامتصاص المتغير، وزيادة الآثار الجانبية المحتملة لتناول الدواء على معدة فارغة. لذلك علينا الحذر ومراعاة التعليمات لتناول الأدوية واستشارة الطبيب المختص. تقبل الله صيامكم وقيامكم.
@almaiahmad2