DAMMAM
الخميس
34°C
weather-icon
الجمعة
icon-weather
34°C
السبت
icon-weather
37°C
الأحد
icon-weather
33°C
الاثنين
icon-weather
34°C
الثلاثاء
icon-weather
36°C

الشعراء..والساحرة المستديرة

الشعراء..والساحرة المستديرة
إدواردو غاليانو شاعر كأس العالم.. يلقب نفسه بـ «المتسول من أجل كرة قدم جيدة»
كرة القدم حرب بين الإنسانية والتكنوقراطية
تعددت آراء المبدعين حول كرة القدم، يقول الشاعر الأمريكي أرشيبالد ماكليش إن الشعر وكرة القدم لا يجتمعان. أما الشاعر محمود درويش فيقول إنه يستمتع بمشاهدة كرة القدم ويعتبرها «أشرف الحروب»، ويقول الروائي البرازيلي جورجي أمادو «أغبياء أولئك الذين لا يحبون كرة القدم»، وكتب الروائي الألماني بيتر هندكه، رواية بعنوان «قلق حارس المرمى حين ضربة الجزاء»، فيما يقول الروائي الإسباني خافيير مارياس «أن لا حاجة لكرة القدم إلى كتاب لأن شعبيتها تكفي».
كرة القدم بين الشمس والظل
أصدر الكاتب الأرغواني إدواردو غاليانو، الذي يُطلق عليه شاعر كرة القدم، «كرة القدم بين الشمس والظل» Soccer in Sun and Shadow باعتباره معجبًا وناقدًا اجتماعيًا للعبة. نُشر الكتاب عام 1995، ورفع مستوى الكتابة الأدبية عن كرة القدم؛ فكان بمثابة تكريم من غاليانو لهذه الرياضة، المليئة بالسياسة والملكة والفساد والتنفيس.
واستخدم غاليانو أسلوب نوافذ القصة في كتابة «كرة القدم بين الشمس والظل»، حيث يسرد الأحداث بتسلسل زمني عبر التاريخ الممزق لهذه الرياضة، منتقلاً من كرة جلدية صينية مملوءة بالقنب في عام 3000 قبل الميلاد إلى تقارير إخبارية لمباريات كأس العالم الحديثة. كما ظهر في كتابه كل من بيليه ودييغو مارادونا وفرانز بيكنباور كضيوف شرف في تسجيل أهداف مشهورة (أو سيئة السمعة).
أظهر غاليانو في كتابه كرة القدم متقاطعة مع تاريخ العالم، كما في كأس العالم 1934 الذي أقيم في إيطاليا بينيتو موسوليني: وصفها بأنها «عملية دعاية متقنة» احتفل خلالها المشجعون بانتصارات البلد بالتحيات الفاشية. ووضع التسلسل التاريخي لكرة القدم على خلفية ثقافية بما في ذلك ظهور أدولف هتلر وصعوده للحكم وعمليات السطو على البنوك، التي قام بها الزوجان بوني وكلايد، والمسيرة الطويلة، حيث أصبح ماو تسي تونغ زعيماً للشيوعيين. منذ ستينيات القرن الماضي، أدرج في كل فصل عن كأس العالم صوتاً مأساوياً عن التاريخ، الذي لم يتغير.
كرة القدم حرب بين الإنسانية والتكنوقراطية
كرة القدم، في -رؤية غاليانو- ليست مجرد حرب بين فرق أو دول: إنها أيضًا حرب بين الإنسانية والتكنوقراطية. أطلق على نفسه لقب «المتسول من أجل كرة القدم الجيدة»، وفي السنوات اللاحقة وجد نفسه محبطًا بسبب الاحتراف المفرط لهذه الرياضة، الذي «يلغي الفرح ويقتل الخيال ويخرج عن القانون والجرأة». لقد رأى تأثير الشركات (بشعاراتها المزخرفة على زي اللاعبين). وجادل بأن مثل هذا التوحيد القياسي جعل اللاعبين «يجرون كثيرًا ويخاطرون قليلاً». يمكن للقراء سماع سخطه يتصاعد وهو يكتب، «الجرأة ليست مربحة». على الرغم من أن السرطان منعه من الكتابة عن كأس العالم 2014، إلا أن غاليانو شاهد البرازيليين نزلوا إلى الشوارع للاحتجاج على الإنفاق الباذخ على الملاعب الجديدة بدلاً من التعليم والبنية التحتية. وفي بيان صدر قبل عام من البطولة، قال إن الشعب البرازيلي «قرر عدم السماح باستخدام رياضته بعد الآن كذريعة لإهانة الكثيرين وإثراء القلة».
ميسي يلعب كرة القدم كطفل يستمتع بالمراعي
وقال غاليانو لصحيفة «نيويورك تايمز» في عام 2011 أن ميسي «يلعب كرة القدم كطفل يستمتع بالمراعي، يلعب من أجل متعة اللعب وليس لواجب الفوز». ذاك هو غاليانو؛ يذكّر القارئ بالحقيقة البسيطة بأن كرة القدم تكون في أفضل حالاتها عندما تجعل اللاعب والمشجع سعيدين.
وقال غاليانو لصحيفة «واشنطن بوست» في العام 2009: «أردت أن يتخلص عشاق القراءة من خوفهم من كرة القدم، وأن يترك محبو كرة القدم خوفهم من الكتب». قائلا في كتابه «كرة القدم بين الشمس والظل»: «كنت سأفعل بيدي ما لم أتمكن من تحقيقه أبداً بقدمي».
في كأس العالم 2022، الذي تستضيفه قطر العام الحالي ستكون إيطاليا غائبة، وكذلك غاليانو الذي توفي بسرطان الرئة في عام 2015.
وينظر بيورو لكرة القدم بوصفها رواية، تقع فيها حكايات وأحداث كثيرة مأساوية تتطور بها الشخصيات، أي اللاعبين، وترافق الكلمة مباريات كرة القدم من خلال «التعليق».
وفي مقابلة مع وكالة الأنباء الألمانية (د.ب.أ) قال بيورو «حينما أكون مع الكاتب ماريو بلاتين ويتحدث عن امتلاكه كلبا تعود أصوله للحقبة قبل الإسبانية وقطا سيبيريا وكتابته لأشياء عن رقص البوتو الياباني أو مصور أعمى، أشعر بأنني إنسان بسيط للغاية».
لبيورو مؤلفات متنوعة بعضها عن كرة القدم وأشهرها «حينما لا نخسر أبدا»، الذي يمدح نادي برشلونة الإسباني، والنجم الأرجنتيني ليونيل ميسي بشكل خاص، والذي حقق العديد من الإنجازات مع فريقه السابق الإسباني بالرغم من أنه لم يحقق شيئا مع منتخب بلاده حتى الآن.
وعلى الرغم من تنوع النشاط الكتابي لبيورو، إلا أن مجمل أعماله لا يعطيه إحساسا بأنه ممثل قوي لجيله الأدبي في المكسيك، على الرغم من أن وفاة كارلوس مونسيفايس في 2010 تفتح له الطريق ليصبح الصوت الذي يعبر عن هوية المكسيك الأدبية في الألفية الجديدة.
أغبياء أولئك الذين لا يحبون كرة القدم
حشد الروائي البرازيلي جورجي أمادو في روايته بعنوان «أغبياء أولئك الذين لا يحبون كرة القدم» الأدب الواقعي وربما الواقعي الاشتراكي، بحسب التسمية، التي راجت في أوج النضال الطبقي، لكنها رواية واقعية يتخلّلها جو سحري، لتأثره بالطبيعة الساحرة، التي يتغنّى مراراً، عطفاً على الغنائية، التي تشوب السرد وتسم اللغة المنسابة مثل ماء النهر والأبعاد الرومنطيقية الصلبة.
وكتب جورج أمادو أيضا رواية «كاكاو»، التي تنضم إلى رواياته الأخرى في المكتبة العربية، وفي مقدمتها روايته الشهيرة «غابرييللا قرنفل وقرفة».
ويقول جورج أمادو عن رواية «كاكاو»: «حاولتُ أن أروي في هذه الرواية، بالحدّ الأدنى من الأدب والأقصى من النزاهة، حياة العمّال في حقول الكاكاو جنوب ولاية باهيا. فهل تكون رواية بروليتارية قد انبثقت من هذا كلّه؟». رواية «كاكاو»، التي صادرتها السلطات إبّان صدورها، تظهر اهتمام أمادو الكبير بالصراع الطبقي على الرغم من سنّه الفتيّة، وتطلّ على أدبه الرفيع المحمّل بروح البرازيل الحقيقية المتجسّدة في أكثر من أربعين رواية تُرجمت إلى أكثر من أربعين لغة.
الشعر وكرة القدم لا يجتمعان
قال الشاعر الأمريكي أرشيبالد ماكليش إن الشعر وكرة القدم لا يجتمعان.. وفي الوقت الذي رأى فيه ماكليش أن الشعر وكرة القدم لا يجتمعان، أشار الروائي «بول أوستر» إلى رمزية الصراع في كرة القدم، مؤكدًا أنها تعد بشكل ما آخر ما تبقى من حروب الماضي، ووريثة معارك العصور الغابرة الشرعية، حيث قال: «البلدان تخوض حروبها اليوم في ملاعب كرة القدم بجنود ذوي سراويل قصيرة، وبينما يفترض أنها مجرد لعبة، وأن التسلية هدفها وغايتها الوحيدة، غير أن الذاكرة الخفية لتناحرات الماضي تسدل أستارها على كل مباراة، وكلما سجل هدف، تلوح في الأفق الانتصارات والهزائم القديمة».
ماذا قالوا عن كرة القدم؟
أغبياء أولئك الذين لا يحبون كرة القدم..
- «تعلمت أن كرة القدم لا تأتي مطلقاً نحو أحدنا من الجهة، التي ينتظرها منها، وقد ساعدني ذلك كثيراً في الحياة، خصوصاً في المدن الكبيرة، حيث الناس لا يكونون مستقيمين عادة».. جورجي أمادو - روائي برازيلي.
- «كل ما تعلمته في الحياة تعلمته من كرة القدم».. ألبير كامو - روائي فرنسي.
- «كرة القدم تسهم في ترابط الأزمنة والعصور. فتمرير الكرة بين اللاعبين من فريق واحد هو مثل ربط الماضي بالحاضر».. كينزابور أوي - روائي ياباني.
- «أحلم بيوم لا يسجل فيه أحد هدفاً في العالم كله».. مونتاليه - شاعر إيطالي.
- «الأمر الأكيد أن كرة القدم ليست في حاجة إلى كتاب لأن شعبيتها تكفي، وإذا لم يكتب عنها أحد فربما ستظل تحظى بشعبيتها الضخمة».. خافير مارياس - كاتب إسباني.
ختاما:
بعد كل هذا السرد هل فعلا أن كرة القدم لا تحتاج إلى كتاب لأن شعبيتها تكفي كما يقول الروائي الإسباني خافيير مارياس.
ميسي يلعب كطفل يستمتع بالمراعي