وقال المتحدث باسم الكرملين ديمتري بيسكوف: إن الوزارة لا تزال تحتاج إلى وقت لإعداد المقترحات.
تصريحات بيسكوف جاءت بعد تحذير وجهه ديمتري ميدفيديف، أحد أقرب حلفاء بوتين، إلى حلف شمال الأطلسي من أن روسيا ستضطر لتعزيز دفاعاتها في المنطقة إذا انضمت فنلندا والسويد إلى التحالف العسكري الذي تقوده الولايات المتحدة.
وأعلنت فنلندا والسويد خلال الأيام الماضية أنهما تعملان عن كثب على دراسة الأمر، بعد الحرب في أوكرانيا.
ورفض المتحدث باسم الكرملين دميتري بيسكوف التعليق على احتمال نشر أسلحة نووية في منطقة البلطيق، إلا أنه قال: إن الرئيس فلاديمير بوتين كلف الجيش بالفعل بإعداد خطط لتعزيز الدفاعات على طول الحدود الغربية لروسيا.
وأعرب ميدفيديف، من جانبه، عن أمله في أن يسود «العقل» وأن تقرر الدولتان عدم الانضمام للحلف.
وتمتد حدود روسيا مع فنلندا لأكثر من 1300 كيلومتر (800 ميل)، وهو ما يزيد على إجمالي الحدود الروسية مع دول الناتو الحالية.
قمة العشرين
من جهة أخرى، قالت إندونيسيا، التي تتولى الرئاسة الدورية لمجموعة العشرين: إنه تم دعوة مندوبي روسيا لحضور اجتماع وزراء المالية في واشنطن الأسبوع المقبل، مؤكدة موقفها على الرغم من الضغوط المتزايدة لاستبعاد روسيا بسبب حربها في أوكرانيا.
ونقلت وكالة «بلومبرغ» للأنباء عن الخبير في وزارة المالية ويمبي سابوترا قوله: إن وزير المالية الروسي أنطون سيلوانوف ومحافظة البنك المركزي إلفيرا نابيولينا لهما الحق في حضور الاجتماع افتراضيا أو حضوريا، وذلك لأن إندونيسيا لا يمكنها عدم دعوة أي عضو بدون إجماع.
وأضاف أن إندونيسيا تجري مناقشات أيضا بشأن ما إذا كانت سوف تدعو ممثلين من أوكرانيا، ليتحدثوا خلال الاجتماع حول تأثير الحرب على المستقبل الاقتصادي الدولي.
وكان مسؤولو إندونيسيا قد قالوا أكثر من مرة: إنه سوف يتم دعوة جميع وفود الدول الـ20 الكبرى على الرغم من احتجاجات دول مثل الولايات المتحدة وأستراليا على حضور روسيا المحتمل، خاصة في القمة المقررة في نوفمبر في بالي.
وصرح وزير الخارجية الروسي سيرجي لافروف، الخميس، بأن الغرب بدأ حربا هجينة شاملة ضد روسيا.
ونقلت وكالة «سبوتنيك» الروسية عنه القول: «تحت ذريعة الأزمة الأوكرانية، أعلن الغرب بشكل جماعي، حربا هجينة شاملة، تغطي مجموعة متنوعة من المجالات، بما في ذلك مجال المعلومات».
وأكد أن روسيا «لا تحجب نفسها عن أحد، ولا تدخل في عزلة ذاتية»، وشدد على أن الأزمة الحالية «تفتح فرصا إضافية للتنمية».
العقوبات الأوروبية
من ناحية ثانية، صرحت مفوضة الاتحاد الأوروبي للاستقرار المالي والخدمات المالية واتحاد أسواق المال، ماريد ماكجينيس، بأنه لم يتم الشعور بالأثر الكامل لعقوبات الاتحاد الأوروبي على روسيا بعد، بحسب «بلومبرغ».
وقالت: «مجددا كل شيء مطروح على الطاولة عندما يتعلق الأمر بالإجراءات المستقبلية».
وتابعت ماكجينيس في فعالية في دبلن، أمس الخميس، «نحن لم نر المدى الكامل لأثر عقوباتنا بعد، وهذا سوف يأتي مع الوقت، وسوف تكون مكلفة لروسيا وهي مكلفة أيضا للاتحاد الأوروبي ولكن هذه تكلفة نحن مستعدون لتحملها».
وقالت للصحفيين: إن الاتحاد الأوروبي ما زال يعمل مع الدول الأعضاء بشأن تنفيذ حزم العقوبات الخمسة التي «سوف تكون مؤثرة للغاية».
في المقابل، أكدت شركة «جازبروم» الروسية أمس أنها تواصل ضخ الغاز إلى أوروبا عبر الأراضي الأوكرانية كالمعتاد، ووفقا لطلبات العملاء الأوروبيين.
ونقلت وكالة «تاس» الروسية عن المتحدث باسم الشركة سيرجي كوبريانوف القول: «تقوم جازبروم بضخ الغاز لنقله عبر الأراضي الأوكرانية بشكل اعتيادي، ووفقا للكميات المطلوبة من المستهلكين الأوروبيين، والتي تبلغ اليوم 81.1 مليون متر مكعب».
تجدر الإشارة إلى أن هذه الكمية تأتي أقل من إجمالي الالتزامات التعاقدية التي يمكن أن تضخها جازبروم عبر أوكرانيا والبالغة نحو 109.7 مليون متر مكعب في اليوم.
وتواصل روسيا ضخ الغاز إلى أوروبا رغم الرفض الغربي لقرار موسكو بتحويل المدفوعات عن إمدادات الغاز للدول «غير الصديقة» للروبل.
تجدر الإشارة إلى أن عائدات عبور الغاز الروسي ترفد الميزانية الأوكرانية بالمليارات من اليورو.
رفض هولندي
وفي السياق، لن تسمح هولندا للشركات المحلية قبول مطلب موسكو بسداد ثمن الغاز بالروبل.
وقال متحدث باسم وزارة الشؤون الاقتصادية وسياسة المناخ الهولندية لوكالة «بلومبرغ» الخميس: «تتفق الحكومة الهولندية مع ما توصلت إليه المفوضية الأوروبية من أن المرسوم الروسي هو خرق للعقوبات القائمة».
وقال: «هذا يعني أنه ليس مسموحا للشركات الهولندية الموافقة على هذه الشروط».
وحذر الاتحاد الأوروبي الدول الأعضاء من أن مطلب الرئيس فلاديمير بوتين بسداد «الدول غير الصديقة» ثمن الغاز الروسي بالروبل سوف يخرق العقوبات المفروضة على موسكو عقب غزوها أوكرانيا.
ولم تبد حكومات أوروبية أخرى رد فعل علني على النصيحة.
ومن واشنطن، أعلن الرئيس الأمريكي جو بايدن عن تقديم 800 مليون دولار مساعدات عسكرية إضافية لأوكرانيا، موسعا نطاق الأنظمة المقدمة لتشمل المدفعية الثقيلة قبيل هجوم روسي أوسع نطاقا متوقع في شرق أوكرانيا.
وقال بايدن في بيان بعد اتصال هاتفي مع نظيره الأوكراني فولوديمير زيلينسكي: إن الحزمة ستشمل أنظمة مدفعية وطلقات مدفعية وناقلات جند مدرعة وزوارق دفاع غير مأهولة.
وترفع الحزمة إجمالي المساعدات العسكرية لأوكرانيا منذ بدء الحرب في فبراير إلى أكثر من 2.5 مليار دولار، وقال بايدن: إنه وافق على تسليم كييف طائرات هليكوبتر إضافية، وأكد أن العتاد المقدم لأوكرانيا كان «حاسما» خلال مواجهتها للغزو.
ويناشد زيلينسكي زعماء الولايات المتحدة وأوروبا تقديم أسلحة ومعدات ثقيلة لبلاده، في وقت قالت فيه روسيا: إنها سيطرت على ميناء ماريوبول في جنوب شرق أوكرانيا، وإن أكثر من ألف من مشاة البحرية الأوكرانية استسلموا.
لوجانسك ودونيتسك
وعلى ذات الصعيد، قال عمدة ماريوبول المحاصرة، فاديم بويتشينكو، لمحطة «إيه آر دي» الألمانية صباح الخميس: «إن ماريوبول كانت وما زالت وستظل مدينة أوكرانية».
ووصف بويتشينكو التقارير التي تفيد بالسيطرة على ميناء المدينة وأن أكثر من ألف مقاتل أوكراني استسلموا بأنها زائفة.
وتقع المدينة تحت حصار من جانب القوات الروسية والانفصاليين المواليين لروسيا منذ أسابيع، وجرى تدمير الكثير منها وصارت الظروف الإنسانية للسكان المتبقيين كارثية.
في غضون هذا، قالت أوكرانيا: إنه تم فتح تسعة ممرات في منطقتي لوجانسك ودونيتسك لتمكين المدنيين من الخروج من المدن والبلدات المحاصرة.
وقالت نائبة رئيس الوزراء إيرينا فيريشوك: إنه تم فتح ممر للسيارات الخاصة للخروج من مدينة ماريوبول إلى زاباروجيا.
كما تم فتح ثمانية ممرات في منطقة لوجانسك تؤدي إلى مدينة باخموت، وفقا لما قالته فيريشوك.
وقال أوليه سينيجوبوف حاكم خاركيف الأوكرانية «إن أربعة مدنيين قتلوا وأصيب عشرة خلال قصف روسي للمدينة أمس الخميس».
وحث سينيجوبوف في بيان سكان بعض البلدات على المغادرة قائلا: إنه من المتوقع أن تحدث عمليات عسكرية في المنطقة.
إلى ذلك، تقول نائبة رئيس الوزراء الأوكراني إيرينا فيريشتشوك: إنه تم الاتفاق على تبادل جديد للأسرى مع روسيا وإن ما مجموعه 30 أوكرانيا سيعودون إلى بلادهم الخميس.
ومن ناحية أخرى، قالت هيئة الأركان الأوكرانية في تقريرها صباح أمس: إن الروس واصلوا قصف خاركيف ودونيتسك وزاباروجيا خلال المساء.
وتتوقع أوكرانيا هجوما آخر واسع النطاق من جانب الروس في شرق البلاد.