طفلي يمطرني بسيل من الأسئلة عندما يخرج معي في الطريق، وهو في أسئلته لا يتوقف بل يسترسل حتى أعود للبيت وهناك أيضا تكملة لها، بعض هذه الأسئلة مألوفة لي فيما البعض الآخر فيه نوع من الخيال والغرابة، وأقع في حرج شديد عندما لا أتمكن من الإجابة عنها هكذا حدثني صديقي عن ابنه، الطفل في هذه المرحلة من سنتين إلى خمس سنوات شغوف جدا في كثر الأسئلة ولديه إلحاح كثير على الإجابة عنها، قد يسأل أسئلة لا تتفق مع المعتقدات الدينية أو الأفكار أو المعايير الاجتماعية، مثل السبب في عدم رؤية الله أو سماع حديثه إذا كان موجودا، فعلى الرغم من أن هذه الأسئلة تشكل تحديا صعبا لأهله وإزعاجا لهم، إلا أنها قد تكون لدى الطفل صورة واضحة عن الأشياء ومعرفتها، هنا تختلف الردود وتتفاوت ما بين الأهل والأشخاص للرد عليها، منهم من ينتابه الغضب ويوبخ الطفل، ويحاول إسكات أو عدم الاهتمام بأسئلته، ومنهم من يتجاوب معها ويكون لديه القدرة والمرونة على التعامل معها، وذلك لثقافته الواسعة واطلاعه المستمر، وتوافر المعرفة لديه، فالطفل الذي يجد الإجابة يكتفي بذلك، والآخر الذي لا يجدها يبحث عنها عند الآخرين، أجريت دراسات على هؤلاء الأطفال، وتبين من هذه الدراسات أن الفضول هو ما يدفع الأطفال للبحث عن الإجابات، إنهم يشعرون برضا أكبر عندما يحصلون على إجابات توضيحية لأسئلتهم بدلا من عدم الحصول عليها، لذا يتطلب التعامل مع هذا الفضول وعيا كبيرا لدى الآباء، الطفل في هذه المرحلة العمرية مثل الأسفنج قد يمتص المعلومة من أي مكان إذا لم يجدها لدى والديه أو المقربين من الأهل، وقد يستمد المعلومة من الغرباء من خارج إطار الأسرة والتي قد تكون مشوهة، أو فيها ضرر عليه وعلى مجتمعه، وفي النهاية قد تستقر هذه المعلومات في ذاكرته الطويلة، وتحتاج إلى وقت طويل لمعالجتها وتصحيحها، الرد على أسئلة الطفل من البداية وتزويده بمعلومات حقيقية من قبل والديه لها تأثير عظيم، ولها دور كبير في حمايته بعد الله سبحانه وتعالى من الانجراف أو الانحراف وصناعة طفل صحي صالح يفيد ويستفيد من خلال التفاعل مع مجتمعه.
@alnems4411