كثافة الأعداد بيئة خصبة لنمو السلبيات
ذكرت المشرفة التعليمية ريم بالحداد أنه بناء على خبرة تجاوزت 13 عاما في التعليم، وجدت أن ضعف السلامة داخل المدارس له عدة أسباب منها غياب الطاقم الإداري والتعليمي، فمثلا قد يكون هناك فصل داخله 20 طالبا أو طالبة وليس لديه معلم أو معلمة لمدة 45 دقيقة وهذا ينطوي على خطورة كبيرة على الطلبة، لأن هذه المدة تطرح مجالا رحبا للسلبيات والمشكلات، وبالتالي يجب مراعاة ذلك الجانب، وعدم ترك الفصل خاليا من المعلم أو المشرف مدة طويلة.
وأكدت أهمية تكثيف الوعي داخل المدرسة والمنزل، كذلك على المعلم دور كبير في الحد من المشاكل داخل الفصل، فعندما يسب طالب زميلا له والمعلم لا يحرك ساكنا، فإن ذلك يؤدي لتمادي وانتشار المشكلة بين الطرفين.
وأضافت بالحداد إن المدارس الأهلية أكثر حرصا على توفير وسائل السلامة، فمثلا في كل مدرسة أهلية، غرفة لممرضة متخصصة؛ للاستعانة بها في حالة وجود أي حالة طارئة، كذلك الحال أمام بوابة الخروج، هناك ترتيب أفضل في المدارس الأهلية، فضلا عن عدد الطلبة المنخفض في الفصل، الذي لا يتجاوز 25 طالبا.
قالت: إن بعض المدارس الحكومية وفرت وسائل السلامة عبر تعاون الإدارة والمعلمين، بجهود ذاتية، نظرا لضعف أوجه السلامة في كثير من المدارس كوجود سلالم قصيرة وخطيرة، مشيرة إلى أن الأعداد الكبيرة قنبلة موقوتة. وتابعت: تخيل أن فصلا واحدا يضم 40 طالبا كيف يسيطر المعلم عليه؟ وكيف يستطيع المعلم الانتباه ومتابعة الطلبة؟، مشيرة إلى أن كثرة الأعباء، تؤثر على عمل المدرس.
تحديث اللوائح والأنظمة
أكد المحامي نبيل قملو أهمية تفعيل الانضباط داخل المدرسة، وكذلك وضع التدابير الوقائية المناسبة لأعمارهم، إضافة إلى ضرورة إشراك أولياء الأمور، وتوضيح عواقب الاعتداء للطلبة وأسرهم.
وطالب بضرورة تحديث اللوائح، وتفعيل دور الموجه الطلابي، كذلك الاستفادة من الشباب في الحراسة والأمن والسلامة في المدارس.
وجهت عضو لجنة التعليم والتدريب بالغرفة التجارية بجدة د. رانيا فايز لومها على الأسرة في حالات الاعتداء داخل المدارس، مشيرة إلى أنها بعد خبرة تجاوزت 17 عاما في التعليم، لا يوجد طالب أو طالبة لديه سلوك عدواني، إلا وكانت الأسباب في البداية من المنزل، إذ يشاهد الأبناء مشاكل الآباء والأمهات أو المشاكل العائلية، وهذا ينعكس على سلوكهم.
وأضافت: الأعداد الكبيرة في المدارس، التي تصل لنحو 50 طالبا أو طالبة في الفصل يعيق عملية المتابعة، مشيرة إلى أن خروج الحافلات المدرسية من المدارس الأهلية مختلف تماما عن المدارس الحكومية، إذ إن المدارس الأهلية تضم بوابات مستقلة، أما المدارس الحكومية، فهناك اجتهادات من الإدارات بوضع سياج يخفف الازدحام.
وذكرت أن أحد المقترحات لمعالجة التكدس، هو تعدد بوابات الخروج، ولكن هذا الأمر، يزيد من التكاليف على المدرسة. وأوصت بضرورة الانتباه للتصرفات داخل المنزل لأنها تنعكس على الطلبة، وكذلك الحرص على سلامة الأبنية في المدارس للطلبة، الذين هم أمانة منذ دخولهم حتى خروجهم.
نقص كفاءة النقل المدرسي
قال ولي الأمر فهد الرديني: إن الفوضى المرورية بمدارس قرية العليا عند دخول الطلاب وخروجهم، تشكل قلقاً بالغاً لأولياء الأمور؛ لخوفهم على أبنائهم من العشوائية التي تحدث عند أبواب المدارس، وأحيّاناً ينالهم ضرر عند خروج أبنائهم، مرجعاً ذلك لعدم كفاءة نظام النقل المدرسي بشكل عام، وضعف التواجد للجهات المرورية والحراسات، إلى جانب ضعف الوعي عند بعض الناس بأساليب التعامل مع الآخرين في مثل هذه الظروف، وغياب دور المدارس في التنظيم وتحديد المسارات، ووضع اللوحات الإرشادية لتنظيم الحركة المرورية، وغياب الحلول التخطيطية عند إنشاء المدارس في الأساس لتلافي هذه الظاهرة.
ثقافة السلامة والقيادة الوقائية
أكد عبدالعزيز سعود أنّ للأسر أدوارا كبيرة في معالجة الظاهرة وخطورتها؛ بتوعية الأبناء وغرس ثقافة السلامة والقيادة الوقائية؛ لحمايتهم والآخرين من الحوادث، واحترام الأنظمة المرورية وحقوق المشاة وقائدي السيارات، وتحذيرهم من المخالفات المرورية، مبيناً أنّه على الأسر إيضاح تعليمات المرور وحقوق المشاة وكيفية الأخذ بمبدأ السلامة في الدرجة الأولى، مثل عدم تجاوز السيارات والحافلات أثناء توقفها بالقرب من المدرسة.
تكثيف دوريات المرور
ذكر محمد جزاء أنّ على وزارة التعليم دورا رئيسا فهي صاحبة العلاقة وهي المصممة لمباني مشروعاتها التعليمية، والمسؤولة بالدرجة الأولى عن سلامة الطلاب أثناء الدخول والخروج، مشيراً إلى أنّ لإدارات المرور دوراً لتلافي الفوضى المرورية والوقوف العشوائي لسيارات أولياء الأمور وحافلات المدارس أحياناً، إذ يعمد البعض إلى عكس السير؛ بسبب عدم وجود مداخل ومخارج محددة، بالإضافة إلى تلاحم السيارات، موضحا ضرورة تكثيف دوريات المرور عند المدارس.
دخول وخروج متفاوت للمدارس
طالب فارس الخالدي بعمل مداخل ومخارج لمنسوبي المدارس والطلبة، وتوفير مواقف، وأن يكون الدخول من جهة والخروج من أخرى، وتنظيم مسارات للحافلات وبعلامات واضحة، وتوفير مواقف آمنة وواضحة للجميع، وإيجاد آليات تحد من تجمع السيارات وفوضويتها في الشوارع، كأن يكون دخول وخروج الطلاب متفاوتاً، بحيث لا يكون في ساعة معينة ووقت واحد، مقترحاً إيجاد مادة في المناهج تهتم بالسلامة، وتعلم الطلاب أبجديات السلامة المرورية في جميع ميادين الحياة، وإشراك معلمي المدارس للإشراف على عملية دخول وخروج الطلاب، عن طريق وقوفهم عند بوابات المدارس للتنظيم والمراقبة، ومساهمتهم بمنع التصرفات غير الحضارية أو الأفعال السلبية التي قد تبدر من البعض، والتعامل مع حالات المتأخر ذووهم من الحضور لنقلهم لمنازلهم، بدلاً من تركهم عند أبواب المدارس.
تجاور الأبنية التعليمية أحد أسباب الازدحام
أرجع سعود الحميدي أسباب الفوضى المرورية عند بعض أبواب المدارس لسوء توزيع مواقعها، وتمركزها في مواقع متقاربة ومتجاورة ومتلاصقة أحياناً، فالثانوية قد تجاورها متوسطة وابتدائية، ونجد مجمعات تعليمية متلاصقة، وأبوابها متجاورة، والازدحام حدث ولا حرج، والخطر موجود، لافتاً إلى أنّ بعض المدارس لا توجد بها ساحات انتظار لأولياء الأمور، ولا توجد مواقف كافية للسيارات، على الرغم من أنّها داخل أحياء سكنية وبعضها في شوارع ضيقة حتى لا يضطر أولياء الأمور ورواد المدارس لإيقاف سياراتهم بوسط الطرق.
وأضاف إنّ تصاميم المنشآت التعليمية وتحديد مسارات للمشاة وأماكن لوقوف السيارات وتوعية الطلبة سيسهم في الحد من الفوضى، التي تشكل خطورة على أبنائنا وبناتنا، وما دامت هذه الفوضى موجودة على أرض الواقع فلابد من تواجد لدوريات المرور عند المدارس لتسيير عملية الدخول والخروج بالتنسيق مع إدارات التربية والتعليم، والعمل مستقبلاً لإقرار وتنفيذ تصاميم منشآت تعليمية تتلافى السلبيات التي تشكل خطراً على منسوبي المدارس.
أرصفة وحواجز ولوحات إرشادية
أوضحت بلدية محافظة قرية العليا أنه تم عمل أرصفة وحواجز أمام المدارس ومداخل ومخارج للشوارع المؤدية إلى خارج الحي، مشيرة إلى تنفيذ مطب صناعي للشوارع المحيطة بالمدارس لتخفيف السرعة والحركة الداخلية، وكذلك تم عمل لوحات إرشادية وتحذيرية لرواد شوارع المدارس.
وأكدت حرصها على أبنائنا الطلاب ومدارسهم من حوادث الاصطدام، -لا سمح الله-، وسعيها جاهدة لتعزيز ودعم مصلحة جيل المستقبل.
تكثيف المتابعة ودراسة أسباب الجنوح للعنف
قال المختص بالإدارة والإشراف التربوي د. موسى السلامي: إن سلامة الطلبة ركيزة مهمة في العملية التربوية، لا تتعلق فقط بالسلامة الجسدية، وإنما تتعدى ذلك للسلامة الفكرية والعقلية والسلوكية، وكلها عناصر مهمة جدا، وتحتاج إلى الرعاية، والتحدي هو انهماك المعلمين والكوادر الإدارية في التعليم، ما يؤدي إلى إغفال الدور التربوي وتعديل السلوك الذي يفترض أن يهتم به المعلمون.
وأضاف: إن المشكلات التي نواجه مفهوم سلامة الطلبة تشمل التشاجر والاعتداء أعلى منشآت المدرسة أو ممتلكات الآخرين، ما يتطلب توسيع دور المعلم أو الأخصائي التربوي، وتعاون جميع أطراف العملية التعليمية، للحد من هذه السلوكيات ومتابعة الطلبة، ودراسة الأسباب المؤدية لمثل تلك التصرفات والعمل على معالجتها، وبالتأكيد أن هذا أحد مهام الموجه الطلابي الذي لا يستطيع القيام بجميع هذه الأدوار منفردا، وهنا أقترح أن يتم تخفيض نصاب المعلمين في الحصص ومن ثم يسند لهم متابعة سلوك الطلبة. وبيّن أن الأنظمة تشمل عقوبات، لكن المشكلة ليست في وجود الأنظمة، ومن خلال خبرتي في التعليم فإن بعض الطلبة لديهم سلوك مؤثر على زملائهم، ما يتطلب دراسة تلك السلوكيات وإيجاد التعامل العلمي والتربوي، مشيرا إلى أن وجود التكدس أمام بوابات المدارس بشكل ملحوظ، يتطلب أيضا معالجة.
التوصيات
1 - تعيين مسؤول سلامة لمتابعة الطلبة فقط
2 - الاستفادة من تجربة المدارس الأهلية
3 - زيادة بوابات الخروج
4 - التوعية المستمرة
5 - تحديث اللوائح والأنظمة
6 - إشراك أولياء الأمور بشكل فعال
7 - سن قوانين رادعة
8 - تخفيض نصاب الحصص
9 - وضع كاميرات مراقبة
10 - وضع جهاز تفتيش آلي