DAMMAM
الخميس
34°C
weather-icon
الجمعة
icon-weather
34°C
السبت
icon-weather
37°C
الأحد
icon-weather
33°C
الاثنين
icon-weather
34°C
الثلاثاء
icon-weather
36°C

«الموقف العقلي».. طريق التحكم في المشاعر والاستجابات التي تحدث في أجسامنا

ضرورة الانتباه إلى الأفكار السلبية واستبدال نمط حوار ذاتي إيجابي بها

«الموقف العقلي».. طريق التحكم في المشاعر والاستجابات التي تحدث في أجسامنا
تعد عبارة أن «الإنسان سوف يكون ما يحدث به نفسه أو يفكر فيه طوال الوقت» من العبارات الشائعة في أدبيات علم النفس، وقال الأخصائي النفسي ناصر الراشد إن هذا هو الذي يصنع الفارق بيننا في الكيفية أو الطريقة التي نستجيب فيها لمواقف وأحداث الحياة، وأيضا نظرتنا إلى أنفسنا والمجتمع، فمَن يحدث نفسه بالثقة والكفاءة والاستطاعة سوف يمضي في الحياة بهذه الكلمات، ومَن يحدث نفسه بعدم الكفاءة والقدرة سوف يفقد الثقة والحركة في الحياة، وأيضا مَن يرى الخير في الناس سوف يتجه نحوهم للتعاون والمشاركة المجتمعية الإيجابية، ومَن يرى الشر سوف يختار التجنب والشك والنقد المستمر لكل شيء، أما الإنسان الذي ينظر إلى العالم بأنه مليء بالفرص فسوف يسعى لاستثمارها، وعلى العكس منه مَن يرى ندرة الفرص، فإنه سوف يكون ممن يفقدون الأمل ويعيشون في حالة من الإحباط.
إذن فإن استجابتنا في الحياة ونمط الحياة الذي نختاره يعتمد على أفكارنا وموقفنا المعرفي من أنفسنا والمجتمع والعالم، تلك الاستجابة عبارة عن تقييمات معرفية تتم من غير وعي في كثير من الأحيان، وهذه التقييمات المعرفية تعمل كوسيط يحدد مستوى ونوعية استجابتنا لمواقف الحياة، وقد قيل أيضا في بعض مصادر علم النفس المعرفي «غير عباراتك تتغير حياتك»، وهذا المبدأ يعني أن أي تغيير في الأفكار هو المفهوم الأساسي، الذي يقوم عليه العلاج المعرفي.
النموذج المعرفي
وأضاف إن هناك آلاف الكلمات التي يحدث بها الإنسان نفسه طوال اليوم، فمنذ أن يستيقظ وحتى يعود إلى النوم وعقله في حالة مستمرة من الحديث الداخلي، إما استجابة للحاضر أو تذكر أحداث مضت ومراجعتها بطريقة إما أن تكون مريحة للعقل أو مجهدة له، وهذا يعتمد على النموذج المعرفي، الذي يستخدمه الإنسان في التعامل مع الأحداث والذكريات، من هنا تأتي أهمية أن يتعرف الإنسان على نموذجه المعرفي، ويحاول جاهدا أن يختار نماذج وأنماطا معرفية تكون صحية وتحرر العقل والجسد من تلك الأوجاع، التي تسببها بعض أنواع وأنماط التفكير المجهدة، التي تجعل الإنسان جاهزا للضغوط، مثل التشاؤم والتهويل وفقدان الأمل، واستجابتنا لأحداث الحياة عبارة عن موقف معرفي، يؤدي إلى إنتاج شعور ما، فإذا استطعنا أن نتحكم في الموقف العقلي، يمكننا أن نتحكم في المشاعر والعاطفة والاستجابات التي تحدث في أجسامنا.
كيمياء الدماغ
وتابع: تأمل ماذا يحدث لجسدك عندما تكون متوترا أو تفكر بطريقة تجلب التوتر، ما الذي يحدث لعلاماتك الحيوية، استشعر الاضطراب الحاصل في كيمياء الدماغ، مستويات ضارة من هرمونات التوتر «الكورتيزل والسيراتونين» تجعلك في حالة تيقظ مستمر، وتفشل محاولاتك في الاستمتاع باللحظة أو الذهاب إلى النوم، هذه التغيرات الفسيولوجية، التي تحدثها الأفكار التوترية تجعلك لا تشعر بالهدوء، أفكارك إذا أعطيتها فرصة للعبث وتغيير كيمياء وفسيولوجيا دماغك، وكيمياء ضارة تزاحم الكيمياء الصحية، التي تشعرك بالسعادة والهدوء، فاختر أفكارك كي تتحكم بطريقة إيجابية في كيمياء وفسيولوجيا دماغك، وأيضا سوف تحرر جهازك الهضمي من تلك الهرمونات الضارة التي تفقد جسدك الهدوء، والانتباه والوعي بتلك الأفكار هو الخطوة الأولى لتغيير الاتجاه والطريقة والنمط المسيطر علينا في التفكير، إذا لم نتغير سوف نبقى في نفس الاتجاه الذي تقودنا إليه تلك الأفكار التوترية، والانتباه للأفكار السلبية واستبدال نمط حوار ذاتي إيجابي بها سوف يقلل من تلك التنبيهات الجسدية الخطيرة، ويعيد إلى أجسادنا هدوءها.
الخبرات الدينية
وأوضح أن الخبرات الدينية تنمي لدى الإنسان مكونا معرفيا يساعده على التعامل مع أحداث الحياة وضغوطها بشكل صحي، فالدين فيه الكثير من الوسائط المعرفية التي تجعل استجابة الإنسان إيجابية وحيوية «الأمل، الحب، الإحسان، التعاون، الصبر، اللطف، الرفق»، وقال عالم النفس التحليلي كارل يونج: لقد راجعني خلال الثلاثين سنة مرضى من جميع البلدان المتحضرة في العالم، فعالجت المئات منهم ولم أعثر من بين المرضى على أحد لم تكن مشكلته تتعلق آخر الأمر بعقيدة دينية ذات علاقة بحياته، الدين يزود الإنسان بالدفاعات النفسية الناضجة كالتي ذكرناها، فهي وسيط معرفي يعزز الإحساس بالأمل والمتعة والتحكم في الذات، وتساعده على إدارة الصراعات النفسية بصورة جيدة، كما يعد الأشخاص الذين يستخدمون هذه الآليات أشخاص أقوياء ومتفائلين.
نمط الحياة
وقال إنه لا بد من تغيير نمط الحياة وممارسة التأمل يوميا بشكل منتظم كي نستطيع الحصول على نتائج التأمل بعد فترة زمنية، وسوف نشعر بالفارق الذي تحدثه لحظات التأمل في حياتنا، وليكن هدفنا بناء توجه معرفي إيجابي نحو أنفسنا والمجتمع والعالم، وليكن مرتبطا مع أوقات العبادات فذلك يساعدك على الانتظام، أيضا مارس التمارين الرياضية واستمتع بوقت الطبيعة، وحاول أن ترهف حواسك، وتخلص من القلق والخوف وأفعال الاستحواذ الأخرى مثل الغضب والحسد والكراهية، فهي تقضي على خصائصنا الوجدانية وتمنع النمو والتطور.
من يحدث نفسه بالثقة والكفاءة والاستطاعة سوف يمضي في الحياة بهذه الكلمات
نمط حياتنا المختار يعتمد على أفكارنا وموقفنا المعرفي من أنفسنا والمجتمع والعالم
الغضب والحسد والكراهية مشاعر تقضي على خصائصنا الوجدانية وتمنع التطور
الخبرات الدينية تنمي مكونا معرفيا يساعد على التعامل مع ضغوط الحياة بشكل صحي