DAMMAM
الخميس
34°C
weather-icon
الجمعة
icon-weather
34°C
السبت
icon-weather
37°C
الأحد
icon-weather
33°C
الاثنين
icon-weather
34°C
الثلاثاء
icon-weather
36°C

مقومات المملكة السياحية «متفردة» عالميا

حاجة ملحة لإنشاء إدارة خاصة بالآثار الإسلامية.. د. السبيعي:

مقومات المملكة السياحية «متفردة» عالميا
أكد أستاذ الآثار الإسلامية المساعد، وكيل كلية السياحة والآثار للتطوير والجودة بجامعة الملك سعود، د. محمد السبيعي، أهمية ما تزخر به المملكة من إرث إسلامي كبير نراه في الآثار الإسلامية التي بقيت شاهدة على تاريخ الدولة، مشيرًا إلى أن المملكة تُعد أكبر دولة في العالم تحتضن مواقع أثرية وتاريخية مرتبطة بالسيرة النبوية وما يتبعها، وأشاد بمشاريع الترميم التي أطلقت حديثًا بالمملكة، والتي تهدف إلى الحفاظ على المعالم التراثية وجعلها وجهة سياحية عالمية تحقيقًا لمستهدفات رؤية المملكة 2030، مشيرًا إلى أن إطلاق مثل هذه المشاريع الكبيرة ونجاحها سيسهمان في زيادتها مستقبلا لتشمل ترميم كافة الآثار بالمملكة.
 كيف أسهمت الآثار الإسلامية في تعميق مفهوم الارتباط بالجذور ونشر المعرفة والوعي الثقافي في المجتمع؟
ـ أنتجت الحضارة الإسلامية بيئة ثقافية متطورة وإبداعية تعد الأبرز في تاريخ البشرية من العمارة والفن والتأليف والترجمة والأدب، وأصبحت الثقافة المادية وسيلة للتعبير عن المجتمع وعن السلطة والقوة وثبات الحكم، وانتشار العدل والسلام والأمن، وتعريف النشء بقيمة هذا الإرث الإسلامي العظيم سيكون له بالغ الأثر في تعزيز روح الهوية الإسلامية الفريدة لدى أبناء هذا الجيل، ودمجهم بتراثهم التليد والتعرف عليه والاعتزاز به والمحافظة عليه واستثماره كمورد اقتصادي مهم، وتسهم الجامعات السعودية وعلى رأسها جامعة الملك سعود في تعزيز ونشر الوعي المجتمعي بأهمية الآثار الإسلامية بالمملكة، وأصبح هذا المجال تخصصا قائما بذاته، وله قيمته العلمية والمهنية الكبيرة، ويدرس هذا التخصص السجل الكامل للنشاط الإنساني المتراكم عبر مختلف الفترات الإسلامية المتعاقبة، وتحليل ما أنتجته الحضارة الإسلامية عبر تاريخها الطويل.
 كيف ترى مشاريع الآثار الإسلامية، التي يتم ترميمها الآن ورفع كفاءتها؟
ـ هناك عدة مشاريع ترميم أطلقت حديثا بالمملكة، وتهدف إلى الحفاظ على المعالم التراثية وجعلها وجهة سياحية عالمية تحقيقا لمستهدفات رؤية المملكة 2030، مثل: مشروع إعادة إحياء جدة التاريخية، الذي أطلقه سمو ولي العهد، ومشروع ترميم القصور والمباني التراثية في مدينة الرياض، ومشروع تدعيم المباني التراثية بحي الصور التاريخي بينبع، وإطلاق مثل هذه المشاريع الكبيرة ونجاحها سيسهم في زيادتها مستقبلا لتشمل ترميم كافة الآثار بالمملكة، في هذا الصدد يمنح قسم الآثار بجامعة الملك سعود درجة البكالوريوس في مسار ترميم الآثار، كأول مسار أكاديمي من نوعه بالمملكة، ويعمل هذا المسار على تأهيل جيل جديد من المختصين في الترميم تماشيًا مع احتياجات سوق العمل.
 «السياحة الدينية» من المصطلحات المعاصرة، التي باتت تلقى قبولا عالميا.. فما هي؟
ـ السياحة الدينية هي أحد أبرز أنواع السياحة المتعارف عليها عالميا، وهي مصنفة بهذا المسمى بواسطة المنظمة العالمية للسياحة، وتهدف إلى زيارة الأماكن ذات القدسية الدينية الكبيرة وأداء بعض الشعائر المرتبطة بالدين، أما في المملكة فتركز السياحة الدينية على زيارة الأماكن الدينية والتعرف على ما تحتوي عليه من مآثر إسلامية خالدة، مثل: المسجد الحرام، المسجد النبوي، المشاعر المقدسة، غار حراء، مواقيت الحج والعمرة، وغيرها من المعالم الدينية المنتشرة في أنحاء الوطن.
 ما دور أجنحة الآثار الإسلامية كأحد أهم نشاطات التبادل الثقافي بين الدول العربية والعالمية؟
- تسهم إقامة معارض الآثار والفنون الإسلامية على المستويَين المحلي والدولي في إبراز ما تمتلكه المملكة من إرث إسلامي وثقافي عريق، وتستهدف في المقام الأول قرابة 2 مليار مسلم ومسلمة حول العالم، وبالتالي دعم السياحة الوطنية، وتطوير صناعة المعارض وزيادة النشاط التجاري المرتبط بها، تماشيا مع القرار الملكي بإنشاء هيئة للمؤتمرات والمعارض لدعم الاقتصاد الوطني وتنويع مصادر الدخل في المملكة.
 كيف ترى خطوة وزارة الثقافة بإنشاء سجل وطني لتوثيق الآثار الإسلامية؟
ـ صممت وزارة الثقافة ممثلة بهيئة التراث سجلا وطنيا مميزا يعمل على تسجيل وتوثيق جميع الآثار بالمملكة ومن ضمنها الآثار الإسلامية، إلا أن الحاجة ملحّة في الوقت الحالي لإنشاء إدارة خاصة تُعنى بالآثار والفنون الإسلامية تماشيًا مع المكانة الدينية والتاريخية المميزة للمملكة، وبما يعكس عُمقها العربي والإسلامي كأحد أهم ركائز رؤية المملكة 2030، وتمتلك المملكة مقومات لا توجد في أي دولة بالعالم، فهي مهد الإسلام، ومنبع الرسالة المحمدية، وقبلة المسلمين، وأرض الحرمين الشريفين، وتُعد المملكة أكبر دولة بالعالم تحتضن مواقع أثرية وتاريخية مرتبطة بالسيرة النبوية، وعصر الخلفاء الراشدين، ومختلف العصور الإسلامية المتعاقبة عبر الزمن، وتمتلك إرثًا إسلاميًا متنوعًا يحمل قيمة استثنائية عالية في التاريخ الثقافي الإسلامي، هذا الثراء الإسلامي الذي نتج على أرض المملكة يستحق أن تكون له إدارة مستقلة تعمل على تطويره واستثمار ما يختزنه من فرص استثمارية وسياحية هائلة.
 ألا تستحق مكة المكرمة والمدينة المنورة المزيد من الاهتمام بهما؟
ـ مكة المكرمة والمدينة المنورة ملتقى المسلمين من مختلف أقطارهم، ومهوى الأفئدة ومحط الأنظار، يتكبّد المسلمون المشاق للوصول إليهما لأداء مناسك الحج والعمرة، وزيارة مسجد النبي، -صلى الله عليه وسلم-، وتهفو النفوس لمعرفتهما والإلمام بهما، وذلك لمكانتهما الدينية في نفس كل مسلم ومسلمة، وتمتلك مكة المكرمة والمدينة المنورة مقومات سياحية هائلة من شأنها أن تجعل من هاتين المدينتين المقدستين وجهة سياحية مُثلى، ومقصدًا لملايين المسلمين من شتى أنحاء العالم، لا سيما مع خطط المملكة الرامية إلى زيادة أعداد الحجاج والمعتمرين في السنوات القادمة، وحان الوقت لتضافر الجهود والعمل مع جميع الشركاء والجهات ذات العلاقة لإحداث نقلة نوعية في تجربة الحج والعمرة والزيارة، والتعريف بتراث المملكة الإسلامي، وإبراز بُعده الحضاري والتاريخي، والعناية بمواقع التاريخ الإسلامي وتأهيلها وتطويرها، وتشجيع القطاع الخاص على الاستثمار في هذا المجال.
الحضارة الإسلامية أنتجت بيئة ثقافية وإبداعية متطورة تعد الأبرز في تاريخ البشرية
وزارة الثقافة ممثلة بهيئة التراث أنشأت سجلا وطنيا مميزا لتوثيق كل آثار المملكة
مشاريع الترميم تهدف إلى الحفاظ على المعالم التراثية وجعلها وجهة سياحية عالمية
معارض الآثار والفنون الإسلامية تبرز للعالم ما تمتلكه المملكة من إرث ديني عريق