DAMMAM
الخميس
34°C
weather-icon
الجمعة
icon-weather
34°C
السبت
icon-weather
37°C
الأحد
icon-weather
33°C
الاثنين
icon-weather
34°C
الثلاثاء
icon-weather
36°C

القديحي.. القبضة التي لا تكسر

القديحي.. القبضة التي لا تكسر
القديحي.. القبضة التي لا تكسر
@@مدن كثيرة يعرفها الجميع بمعالمها حتى وإن لم يذكر اسمها، فالهوية التصقت بمعلم أو رمز أو مكان أو قصة تروى عبر الأجيال وحقبة وراء حقبة.
@@ ويبدو أن مدينة القديح ارتبطت بقبضتها وأعني لعبة كرة اليد، فهي المدينة التي يتنفس ناسها رجالا ونساء صغارا وكبارا أكسجين هذه الكرة الصغيرة الألفية الثالثة.
@@ أقف عاجزا عن تفسير ملامح صورة صمدت لأكثر من ثلاثين عاما وهي تزخر بألوان البطولات على كافة الأصعدة، والنجوم في كل الفئات، وتغذية المنتخبات بالكوادر الفنية والإدارية، واللعبة قد لا تجد في سنوات طوال قوت يومها «لأن العين بصيرة واليد قصيرة» في المال والإمكانيات طبعا، وطويلة بالمنجز والإبداع. غرقت في بحر من التفكير وأنا أتابع مواجهة مضر والخليج أمس، ليس لأنها تحدد بطل الدوري، وليس لإثارتها ولا لنديتها، فهذه العوامل أصبحت طبيعية جدا في مواجهات اليد الكبيرة.
@@ مضر حكاية تشم منها رائحة عبق التاريخ، ومساحة كبيرة في كرة اليد السعودية، وعنوان للعمل الجاد في الفئات السنية مهما تضاءلت الإمكانيات المادية، ومهما رحل النجوم وغادروا محطة ناديهم.
@@ قصة يد مضر أقرب للخيال من الواقع، فرغم قلة مواردها، وضيق يدها ماديا، إلا أنها تنجب النجوم، وتغذي المنتخبات والأندية، ويدها لا تكسر ولا تقهر في المنافسات المحلية والخارجية.
@@ يد مضر.. هالة من الضوء المشع غطت جنبات وطرق القديح.. وكانت سفيرة لهذه القرية الهادئة... مضر لغة جميلة في كتاب كرة اليد.. أحرفها متقنة.. وكلماتها عذبة.. وجملها أقرب للقصيدة.. وعناوينها تدرس..
@@ أشعر كما يشعر غيري أن الفرح في هذه المدينة يعلو موجه عندما تنتصر يدها، والحزن يكسو حاراتها وبيوتها وقلوب ساكنيها عندما تكسر.
@@ لا أبالغ عندما أذهب بالقول إن فرح أهالي مدينة القديح بالتتويج بلقب دوري لا مثيل له، فالحقيقة لا تحتاج إلى استفتاء بأن لعبة كرة اليد تمثل تاريخهم وماضيهم الجميل، وروايتهم التي لا تنتهي فصولها.
@@ نعم.. يد مضر حكاية جميلة في الساحل الشرقي تفرعت أجزاؤها في القديح لتكون هذه اللعبة حاضرة في وجدانهم وعقولهم، حتى سيطروا على الألقاب، ومدوا المنتخبات بكل فئاتها بالنجوم والمواهب، لذلك لا غرابة أن تصل كرة اليد السعودية إلى العالمية بكل دراجاتها غير مرة.
@@ حكاية مضر لا تتوقف، فهي أشبه بالمسلسلات المكسيكية قديماً والتركية حديثاً، عندما يتعلق الأمر بالإنجازات والبطولات، لكنني أتوق كغيري لمعرفة السر وراء هذا الحضور الطاغي للعبة كرة اليد في مضر، فهم أقرب إلى متسابقي التتابع، كل نجم يسلم (العصا). يد مضر.. يتغير الزمان والمكان.. وما يكتب عنها في الماضي يناسب الحاضر والمستقبل.. فهي دائما في القمة.. إنه حقاً زمن القديحي.
@@ يتغير الزمان والمكان.. وما يكتب عن القديحي في الماضي يناسب الحاضر والمستقبل.. فيد مضر دائما في القمة.. وما ضمه التتويج بلقب الدوري هذا الموسم إلا برهان أن هذه القبضة لا تكسر.
@@ لم تكسر هذه اليد وهي تغذي الفرق الكبيرة بالنجوم، لأنها أرض خصبة لتفريخ المواهب... لكنني أتوق كغيري لمعرفة السر وراء هذا الحضور الطاغي للعبة كرة اليد في مضر.
@@ باختصار أبناء القديح نموذج يحتذى به، رسموا لمدينتهم خارطة البطولات دون أن يهتموا بالأسماء القاعدة لديهم مضر أولا وأخيرا بغض النظر عن الأسماء، والأهم أنهم ابتعدوا عن مصيدة الوصاية التي أضرت غيرهم.
@@ هذه اللوحة بجمالها الفاتن أتعبتني من كثرة النظر لكنني لم أفهم بعد زيت ألوانها، وقرأت حكايتها كثيرا ولم أفهم أيضا فصولها، فهي معادلة الخيال في الواقع.
@@ لم تكسر هذه اليد وهي تغذي الفرق الكبيرة بالنجوم، لأنها أرض خصبة لتفريخ المواهب.. ولم تكن منذ ولادتها في الصفوف الخلفية لأن نجومها القدامى وصناع القرار في محيطها، مسحوا «الأنا» من قاموسهم، ووضعوا «المجموع» شعارا لهم، فبنوا أمجادا وتخلف من تقدم عليهم في السابق، لأن «الأنا» كان شعارهم.
@ مبروك لأهلنا في القديحي هذا اللقب الصعب.. مبروك للإدارة والجمهور وكل منسوبي النادي، تستاهلون الإنجازات، وأخص بالذكر الكابتن القدير حسن الجنبي، وإدارة مضر الشابة، والذهبي سامي آل يتيم.
@EssaAljokm