القوانين تأخذ صفة العقاب والردع للسلوكيات المؤذية والإجرامية. لكنها لا تغطي كل جوانب الحياة، وبعض السلوكيات والتصرفات والأقوال ليس لها ضرر مادي محدد يمكن سلطات القانون من رصد المؤذيات، واتخاذ إجراءات لمحاكمتها. وكثير من هذه السلوكيات تتركز في الأداء الصحفي والإعلامي. لهذا السبب طور الصحفيون والإعلاميون المهنيون والقيادات الفكرية في المجتمعات المتقدمة، على مدى مئات السنين، قواعد الأخلاقيات المهنية الصحفية والإعلامية، لتحمي الناس والأبرياء من مآذي الصحفيين والإعلاميين الجهلة والمتفلتين والنفعيين والحزبيين والميول الأيديولوجية وتسميم عقول المتلقين بمعلومات مؤذية أو ملفقة أو مشوهة، وترويج ثقافة الضحالة والتبعية والإفساد واستلاب الهوية.
وفي أغلب بلدان العالم تنشر مدونات للمواثيق والأخلاقيات الصحفية المهنية، يسترشد بها الصحفيون والإعلاميون ومستخدمو الوسائط الإعلامية. تشدد على المروءة والعدالة في نشر الأخبار وعلى التدقيق المهني في المعلومات، وموثوقية المصادر.
والمشاهير وكل مستخدمي شبكات التواصل الاجتماعي، يمارسون، فعليا، أداء صحفيا إعلاميا، بنشر الأخبار وعرض الآراء، وممارسات الدعاية، والترويج الإعلاني، لكنهم يجهلون الأخلاقيات المهنية وقواعد السيطرة على النفعية والميول العاطفية والأيديولوجية، لهذا يرتكبون تجاوزات وحماقات مسيئة. وكان عليهم أولا دراسة الأخلاقيات المهنية الصحفية، كي يوفروا على أنفسهم وعلى الناس المتاعب.
وروج صحفيون ومفكرون وأحزاب، طوال سنين، أن أكبر مهددات الصحافة والإعلام هو السيطرة الحكومية على وسائل النشر، لكني، وإن لم أقلل من هذا الرأي، إلا أنني أرى أن جهل الصحفيين والإعلاميين والمدونين، والأمية المهنية، هو أخطر مهددات المهنية الصحفية والإعلام، والشهرة.
* وتر
أتذكرين..
الثريا.. تاج الليل ومهاوي السرى..
والبحر.. وضفاف الماء..
وإذ المراكب تبتهج لآل المرافئ في الأفق..
ومواعيد الشواطئ
@malanzi3