وتابع الكاتب: في أواخر الشهر الماضي، ردت الصين على هذا الحماس باستضافة أعضاء من طالبان بالإضافة إلى وزراء خارجية الدول المجاورة لأفغانستان لمناقشة التنمية الاقتصادية والأمن في الدولة التي تقودها الحركة.
وأوضح أن مغازلة بكين لطالبان تزيد من عدم الاستقرار في المنطقة، وتمثل تحديا للولايات المتحدة وحلفائها في إيجاد طرق جديدة للتعامل مع التهديد المشترك.
ومضى يقول: قبل أسبوع من اجتماع وزراء الخارجية، توقف وانغ يي كبير الدبلوماسيين الصينيين في كابول لإجراء محادثات مع وزير الخارجية الأفغاني بالإنابة أمير خان متقي.
الحزام والطريق
وتابع: قيل إن المحادثات ركزت على تحسين قطاع التعدين في أفغانستان، بالإضافة إلى دور أفغانستان في مبادرة الحزام والطريق الصينية. وانغ هو أكبر مسؤول صيني يزور البلاد منذ سيطرة طالبان على البلاد. جاء وصوله إلى كابول بعد يوم واحد من مواجهة طالبان انتقادات دولية شديدة بسبب التراجع عن تعهدها السابق بالسماح بالتعليم الثانوي للفتيات.
وأردف يقول: ينبغي ألا تكون علاقة الصين المزدهرة مع طالبان مفاجأة، لأن تحسين العلاقات كان هدفا عاما لبكين حتى قبل انسحاب الولايات المتحدة.
وأضاف: في أغسطس 2021، بعد سقوط كابول، أصدرت الصين بيانا قالت فيه إنها تحترم حق الشعب الأفغاني في تقرير مصيره بشكل مستقل، وستقوم بتطوير علاقات ودية وتعاونية مع أفغانستان.
واستطرد: رغم أن الصين لم تعترف رسميا بعد بطالبان، فإن خطاب بكين ومشاركتها المستمرة تشير إلى أن الاعتراف الرسمي قد لا يكون بعيدا.
وتابع: تسعى بكين إلى تحقيق هدفين رئيسيين من خلال التواصل مع طالبان.
وأشار إلى أن الهدف الأول هو تأكيد طالبان أنها سوف تخفف من التهديدات التي تشكلها الجماعات المتطرفة التي تعمل بالقرب من حدود الصين.
ومضى يقول: على وجه الخصوص، تريد بكين من طالبان وقف حركة تركستان الشرقية الإسلامية، التي تدعم انفصالية الأويغور، من التوسع، وربما تنفيذ هجوم يستهدف المصالح الصينية في المنطقة.
حماية الاستثمارات
وأوضح أن الهدف الثاني هو أن بكين تريد حماية الاستثمارات التي قامت بها بالفعل في أفغانستان وتخطط لتنفيذها من خلال برامج مثل مبادرة الحزام والطريق.
وتابع: تم تعليق مقترحات الشركات الصينية لاستخراج رواسب النحاس والنفط في أفغانستان وتطويرها لأكثر من عقد بسبب عدم الاستقرار السياسي. مع رحيل الولايات المتحدة، تأمل الصين أن تتمكن طالبان من تحقيق الاستقرار في البلاد بما يكفي لاستئناف هذه المشاريع.
وأضاف: استعداد الصين للشراكة مع طالبان يقوض الجهود الأمريكية للتأثير على سلوك الجماعة المتطرفة من خلال حملات الضغط والعقوبات.
وتابع: مارست بكين ضغوطا مباشرة نيابة عن كابول، وطالبت واشنطن بإعادة الأصول الأفغانية المجمدة، وهي خطوة من شأنها فقط إضعاف النفوذ الأمريكي.
ومضى يقول: في اجتماع وزراء الخارجية المذكورين، دعا بيان الزعيم الصيني شي جين بينغ إلى مزيد من المساعدة لأفغانستان، ولم يشر إلى سجل طالبان في مجال حقوق الإنسان.
وأردف: رغم أن واشنطن لا تستطيع منع الصين من العمل مع المجموعة، فإن الولايات المتحدة وشركاءها يمكنهم اتخاذ خطوات للتخفيف من نفوذ الصين المتزايد في أفغانستان.
قيادة الدبلوماسية
ومضى يقول: على وجه التحديد، يجب على واشنطن أن تسعى إلى توجيهات نيودلهي في قيادة الدبلوماسية متعددة الأطراف، وتطوير بدائل سياسية لأفغانستان.
وتابع: رغم ضعف المؤسسات الأفغانية وتهديدها من قبل طالبان، يجب على واشنطن أن تحذو حذو نيودلهي وتدعم منظمات المجتمع المدني والشركات والبدائل الإعلامية لطالبان داخل أفغانستان وفي مجتمعات الشتات.
وبحسب الكاتب، من المؤكد أن الهند كانت مترددة تاريخيا في العمل كقوة موازنة للصين، وهو ما كانت واشنطن تسعى لتحقيقه في جنوب آسيا.
وأضاف: مع ذلك، يجب على إدارة بايدن أن تفهم المصلحة الوطنية للهند في منع الهيمنة الإقليمية لباكستان والصين.
وتابع: إن أفغانستان المعادية التي تدعمها باكستان والصين من شأنها أن تقلل من نفوذ الهند الإقليمي الإيجابي وتضع نيودلهي تحت رحمة خصومها.
وأشار إلى أن تواصل الصين مع طالبان أيضا يؤكد ضرورة إجراء محادثات مستقبلية حول تخفيف النفوذ الصيني في منطقة المحيطين الهندي والهادئ، كجزء من الحوار المستمر بين أستراليا والهند واليابان وأمريكا، والمعروف أيضا باسم الرباعية.
تقويض المصالح
وأردف: يجب أن تنظر إدارة بايدن أيضا في إدراج طالبان على أنها منظمة إرهابية أجنبية (FTO). في عام 2002، أدرج الرئيس آنذاك جورج دبليو بوش، طالبان على أنها كيان إرهابي عالمي بشكل خاص لتقييد وصولها إلى النظام المالي الأمريكي، لكن طالبان لم تظهر قط على قائمة وزارة الخارجية الأمريكية (FTO).
وأوضح أن تصنيف طالبان كمنظمة إرهابية أجنبية سيكون أقوى؛ لأنه يفرض حظرا على التأشيرات، ويتطلب من البنوك الأمريكية حظر أصول المنظمة، ويضع محظورات جنائية على أي شخص أمريكي يزود منظمة إرهابية أجنبية بالدعم المادي.
وتابع: بعد انسحاب الولايات المتحدة من أفغانستان العام الماضي، قدم الجمهوريون في الكونجرس مشروع قانون يجادل بأن طالبان تتناسب مع معايير منظمة إرهابية أجنبية، ما يستدعي إدراجها في قائمة المنظمات الإرهابية الأجنبية.
وأضاف: مع ذلك، رفضت إدارة بايدن حتى الآن إضافة طالبان إلى القائمة، خشية أن تؤدي هذه الخطوة إلى تقويض المحادثات بين واشنطن وكابول.
وأضاف: مع ذلك، نظرا لرفض طالبان المستمر للدعوات الدولية للإصلاح، يجب على البيت الأبيض إعادة النظر في قيمة المحادثات.
واختتم بقوله: تهدد الاجتماعات الأخيرة بين ممثلين من بكين وكابول بتقويض المصالح الأمريكية من أجل السلام والاستقرار في آسيا. تقوض تصرفات الصين النفوذ الأمريكي وتزيد من شرعية سيطرة طالبان على أفغانستان.