وفي منطقة خاركيف، سوف يهاجم 25 ألف جندي من الجيش الروسي من ازيوم نحو سلوفيانسك وكراماتورسك في منطقة دونيتسك، كما سوف تحاول القوات شن هجوم على أفديفكا بالقرب من دونيتسك.
وأعلن سيرهي جايداي حاكم منطقة لوجانسك، أمس الثلاثاء، أن القوات الروسية سيطرت على مدينة كريمينا في الشرق وأن الأوكران انسحبوا منها.
ويبدو أن كريمينا، التي يزيد عدد سكانها على 18 ألف نسمة والتي تبعد نحو مائة كيلو متر جنوب شرقي العاصمة كييف، هي أول مدينة يتم الاستيلاء عليها في هجوم روسي جديد في الشرق.
وقال جايداي في إفادة صحفية: إن «كريمينا تحت سيطرة الروس، لقد دخلوا المدينة».
وأضاف «اضطر مدافعونا للانسحاب، حصّنوا أنفسهم في مواقع جديدة ويواصلون قتال الجيش الروسي»، وقال: إن القوات الروسية هاجمت المدينة «من جميع الجهات».
مواقع مستهدفة
من جانبها، أعلنت وزارة الدفاع الروسية الثلاثاء أن سلاحها الجوي قصف 60 هدفا عسكريا أوكرانيا منذ يوم الإثنين.
وقال المتحدث باسم وزارة الدفاع الروسية إيجور كوناشينكوف، في موسكو: إن من بين المواقع المستهدفة منشأتين أوكرانيتين لتخزين صواريخ «توشكا- يو»، جنوب شرقي مدينة خاركيف.
وأضاف إنه تم إسقاط مقاتلة أوكرانية من طراز «ميج ـ 29» جنوب غرب خاركيف، وخلال الليل، أطلقت المدفعية النار على 1260 هدفا عسكريا.
ولا يتسنى التأكد من هذه البيانات من مصادر مستقلة.
كما جرى خلال الليل استهداف مواقع أوكرانية في دونباس وخاركيف جوا بصواريخ دقيقة، وتشير التقارير الروسية إلى أن تمركزات للأفراد والمعدات الأوكرانية بالقرب من بلدات بارفينكوف وسلافيانسك وبوباسنا تعرضت لإطلاق نار.
وكان الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي أعلن فجر أمس، أن القوات الروسية بدأت بالفعل هجومها الجديد المرتقب منذ فترة في شرق أوكرانيا.
وأعطت روسيا مهلة جديدة للقوات الأوكرانية المحاصرة في مصنع للصلب في مدينة ماريوبول.
وقالت وزارة الدفاع الروسية: إنه لا يزال بإمكان المقاتلين القوميين والمرتزقة الأجانب المتواجدين في الموقع إنقاذ أنفسهم من خلال وقف القتال وإلقاء أسلحتهم.
ونفت الوزارة صحة تقارير عن وجود نساء وأطفال ومدنيين في المصنع، وأعلنت السلطات في موسكو أنه تقرر إتاحة هذه الفرصة للاستسلام «لأسباب إنسانية بحتة».
وحثت موسكو كييف على «تحكيم العقل وإعطاء المقاتلين التوجيهات المناسبة لإنهاء هذه المواجهة التي لا طائل من ورائها».
وبحسب بيان، بدأ فتح خط اتصال خاص بين الجانبين الروسي والأوكراني ظهر أمس، وبعد ذلك، سيلتزم الجانبان بوقف لإطلاق النار، وللبدء في هذا، يتعيّن على الجانب الأوكراني رفع أعلام بيضاء فوق المصنع، ليتسنى إتاحة وقت للمقاتلين والمرتزقة للمغادرة بدون أسلحتهم.
اقتحام «آزوفستال»
وأعلن متحدث باسم الانفصاليين الموالين لروسيا في شرق أوكرانيا بدء عملية لاقتحام مصنع «آزوفستال»، آخر معقل للقوات الحكومية في مدينة ماريوبول جنوب شرقي أوكرانيا.
وقال إدوارد باسورين المتحدث باسم القوات في منطقة دونيتسك الانفصالية: «المجموعات الهجومية التي جرى تشكيلها لاقتحام المنشأة قد باشرت عملها».
وكان المتحدث باسم وزارة الدفاع الروسية إيجور كوناشينكوف أعلن قبل يومين أن القوات الأوكرانية المتبقية في ماريوبول أصبحت محاصرة في آزوفستال، فيما جرى تطهير باقي المدينة منهم، وكانت روسيا أعطت أمس الأول مهلة للمحاصرين لتسليم أنفسهم، إلا أنها أعلنت لاحقًا أن الحكومة الأوكرانية منعت المحاصرين من التفاوض على الاستسلام.
ونقلت وكالة «تاس» للأنباء عن وزير الدفاع الروسي سيرجي شويجو قوله، أمس الثلاثاء: إن الولايات المتحدة والدول الغربية الأخرى تفعل كل ما باستطاعتها لإطالة أمد العملية العسكرية الروسية في أوكرانيا.
ونقلت الوكالة عنه القول «الحجم المتزايد من إمدادات الأسلحة الأجنبية يبين بجلاء رغبتها (هذه الدول) في دفع نظام كييف للقتال»، ومن ناحيته، قال وزير الخارجية سيرجي لافروف: إن روسيا لا تدرس إمكانية استخدام أسلحة نووية في أوكرانيا.
وتعليقًا على تصريح للرئيس الأوكراني فلاديمير زيلينسكي حول اعتزام روسيا استخدام أسلحة نووية، قال لافروف: زيلينسكي كان هو الذي تحدث عن هذا، لا يمكنني، بصراحة، التعليق على ما قاله «شخص غير متزن».
ونقل موقع قناة «آر تي عربية» عن لافروف القول: إن العملية العسكرية الروسية في أوكرانيا «لم تكن خيارًا»، مكررًا التذكير بأن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين كان قد دعا في نوفمبر من العام الماضي كلا من الولايات المتحدة وحلف شمال الأطلسي (ناتو) للجلوس إلى طاولة المفاوضات ومناقشة الضمانات الأمنية القانونية لوقف توسع الناتو نحو الشرق، لكنهما رفضا.
«اتفاق الممرات»
وبينما أعرب لافروف عن خيبة أمله من تصرفات الرئيس الأوكراني، ووصف مواقفه بالمتقلبة، قالت نائبة رئيس الوزراء الأوكراني إيرينا فيريشتشوك أمس: إن بلادها لم تتمكن لليوم الثالث على التوالي من الاتفاق مع روسيا على فتح أي ممرات إنسانية لإجلاء المدنيين المحاصرين في المدن والبلدات الأوكرانية.
وكتبت فيريشتشوك على «فيسبوك»: «اليوم، 19 أبريل، لا توجد للأسف ممرات إنسانية».
وقالت: إن القصف المكثف استمر في منطقة دونباس بشرق أوكرانيا، حيث قال الرئيس فولوديمير زيلينسكي: إن روسيا شنت هجومًا جديدًا.
وتكرر فشل محاولات فتح ممرات آمنة للمدنيين لمغادرة مدينة ماريوبول الجنوبية المحاصرة، وألقى كل طرف باللوم على الآخر. وتنفي روسيا استهداف المدنيين.
وقال كبير المسؤولين الأمنيين في أوكرانيا، أوليكسي دانيلوف، إن القوات الروسية حاولت اختراق الدفاعات الأوكرانية على امتداد خط المواجهة بأكمله تقريبا في مناطق دونيتسك ولوجانسك وخاركيف.
ووسط مقاومة أوكرانية في الشمال، عاودت موسكو تركيز هجومها البري في المقاطعتين الشرقيتين المعروفتين باسم دونباس، بينما شنت ضربات بعيدة المدى على أهداف أخرى منها العاصمة كييف.
وكانت دونباس النقطة المحورية لحملة روسيا لزعزعة استقرار أوكرانيا، ابتداء من 2014 عندما استخدم الكرملين وكلاء له لإنشاء «جمهوريتين شعبيتين» انفصاليتين في الدولة السوفيتية السابقة. كما يتركز بها أغلب الثروة الصناعية في أوكرانيا، ومنها الفحم والصلب.
وقالت هيئة الأركان العامة الأوكرانية: إن القوات الروسية تهدف إلى بسط سيطرة كاملة على مناطق دونيتسك ولوجانسك وخيرسون، مع تكثيف الضربات الصاروخية في غرب أوكرانيا.
وتتهم عواصم غربية وكييف الرئيس الروسي فلاديمير بوتين بشن عدوان غير مبرر، وقالت الأمم المتحدة يوم الإثنين: إن عدد القتلى المدنيين في الحرب تجاوز ألفين ووصل إلى 2072 حتى منتصف ليل 17 أبريل.
تدبير أوكراني
وفي الوقت الذي فر فيه نحو أربعة ملايين أوكراني من البلاد، تنفي روسيا استهداف المدنيين، فيما تصفه بعملية خاصة لتجريد أوكرانيا من السلاح والقضاء على القوميين الخطرين، وترفض ما تصفه كييف بأنها أدلة على فظائع، قائلة: إن أوكرانيا دبّرتها لتقويض محادثات السلام.
وكان بايدن أعلن الأسبوع الماضي عن 800 مليون دولار إضافية مساعدة عسكرية لأوكرانيا، لتوسيع نطاق الدعم ليشمل المدفعية الثقيلة قبل الهجوم الروسي المتوقع في الشرق.
وقال مسؤول دفاعي أمريكي كبير: إن الجيش الأمريكي يتوقع أن يبدأ تدريب الأوكرانيين على استخدام مدافع الهاوتزر في الأيام المقبلة، مضيفًا إن هذا سيحدث خارج أوكرانيا.
وأفاد الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون بأن حواره مع بوتين توقف بعد اكتشاف عمليات قتل جماعي في أوكرانيا.
وتحاول روسيا السيطرة الكاملة على مدينة ماريوبول الساحلية الواقعة في جنوب شرق البلاد والمحاصرة منذ أسابيع، وسيكون ذلك إن حدث جائزة إستراتيجية ضخمة لأنها تربط الأراضي التي يسيطر عليها الانفصاليون الموالون لروسيا في الشرق بمنطقة القرم التي ضمتها موسكو عام 2014.
وقال مجلس المدينة: إن ما لا يقل عن ألف مدني يختبئون في ملاجئ تحت الأرض تحت مصنع آزوفستال للصلب.
وظهر في مقاطع مصورة انفجارات ودخان يتصاعد من مصانع الصلب التي تحتوي على عدد كبير من المباني وأفران الصهر وقضبان السكك الحديدية.
وآزوفستال هي المعقل الرئيسي المتبقي لأوكرانيا في ماريوبول، ومن بين المدافعين عن المدينة مشاة البحرية الأوكرانية ولواء تابع للحرس الوطني وكتيبة آزوف، وهي ميليشيا أنشأها القوميون اليمينيون المتطرفون قبل أن تُدمج لاحقًا في الحرس الوطني.