امرأة من الجمال شكلاً وروحاً.. خفيفة كالأزهار..
لا ترى غير البشاشة.. على وجهها الصبوح..
كانت هي الزوجة الأولى للشيخ بنية..
عمدة الحارة في ذلك الزمن الجميل..
كانت أمي تدعنا عندها.. ليلة ذهابها لمناسبة زفاف..
وكثيراً ما تفعل.. لأن الوالدة العزيزة.. رزقها الله الصحة والعافية..
وأطال في عمرها في مرضاته.. كانت راعية واجب..
وسيدة مجتمع.. لا تتأخر عن محبيها..
وما أكثرهن.. أمي وخالة بدر..
كانتا مخلوقتين من عجينة واحدة..
مكونة من الطيبة والبساطة..
الصفتان اللتان كانتا تميز..
كل نساء الحارة.. كانت خالة بدر هي أمنا الثانية..
كانت تعد لنا أحلى عشاء..
مصحوباً بالحليب الساخن.. تعلوه حبات الهيل..
سر النكهة المميزة.. لهذه البدر.. لم يكن الحليب وحده..
مَن كان ينتشي بلمسة خالة بدر.. بل حتى أرزها..
بدا مميزاً بنكهة حبات الهيل.. وكل مَن في الحارة يعلم ذلك..
ولا بد أنه قد وصله نصيب منه..
(طباخة) خالة بدر لا تهدأ.. تظل توقد الحب..
في أرجاء الحارة.. في ذلك الزمن الجميل!
قصيدتي في وداع (النزلة)!
شمس تبدت في سما أعيادي..فأضاءت الدنيا وحل سعادي
قد أبصرت طفلاً يتيماً قد صفا..وجه الزمان به بحلم مراد
يا نزلة الخير العميم لك الهنا..بجميل حب طاب فيه فؤادي
بالأمس كنت منازلاً مملوءة..بالأنس يحلو ليلك بوداد
واليوم تهوي ذكرياتي كلها..بزوال أطلال الهنا بحداد
هي صورة القمر المنير تسمرت..وبقيت ألمح في السماء مرادي
(الطباخة): موقد يعمل بالجاز (كوروسين) ذو فتيلة مصنوعة من القطن متعددة الاستخدام تدوم لفترات طويلة، مزودة بمفتاح التحكم بالحرارة.
[email protected]