DAMMAM
الخميس
34°C
weather-icon
الجمعة
icon-weather
34°C
السبت
icon-weather
37°C
الأحد
icon-weather
33°C
الاثنين
icon-weather
34°C
الثلاثاء
icon-weather
36°C

شقيق الجاني يروي تفاصيل 10 دقائق حولت حياة الأسرة إلى مأساة

"اليوم" أول صحيفة بموقع حادثة حريق صفوى

شقيق الجاني يروي تفاصيل 10 دقائق حولت حياة الأسرة إلى مأساة
تواصلت «اليوم» مع مؤيد زهير الملا الشقيق الأكبر لمرتكب جريمة حرق والديه وشقيقه «28 عاما»، وشقيقته «الصف الثالث الثانوي» في صفوى، مؤكدا أن الجريمة البشعة أحدثت صدمة كبيرة عليه. مبينا أن المدة التي جاء فيها للمنزل بعد تلقيه اتصالا من المحتجزين بالداخل والتفاوض مع القاتل وحتى إضرام النيران لم تتجاوز 10 دقائق. لافتا إلى أن والدته رفضت الإبلاغ عنه في لحظاتها الأخيرة خوفا عليه من العقوبة والسجن.
مفتعل المشاكل
وقال مؤيد في حديث لـ«اليوم» إن مفتعل الجريمة مهند كان كثير المشاكل منذ الصغر، وقد بدأت بوادر المشاكل تظهر عليه منذ أن كان في المرحلة الثانوية، وكثيرا ما كان يعتدي على الجميع ويفتعل المشاكل، رغم أن والدي المرحوم زهير الملا كان يساوي في العطاء بين جميع إخوتي ولم يقصر بحق أحد منا، وحتى أنه قام ببناء منزل ووزع الشقق بالتساوي بيننا.
ضرب والدته
وأضاف مؤيد: إن مفتعل الجريمة متزوج ولديه ابنان حسام، ومريم، واعتقدنا أن أمره سوف ينصلح بعد زواجه وبعد ما رزقه الله بالأبناء، ولكنه كثيرا ما يأتي من شقته إلى بيت الوالد ويختلق المشاكل في المنزل، وهذا ما حدث في يوم الجريمة، حيث جاء وهدد بأصناف التهديدات، وحاصر والدي ووالدتي وأخي محمد وأختي عقيلة، وضرب والدتي على عينها حتى أسقط النظارة من وجهها، وتمكنوا من الذهاب إلى غرفة أختي عقيلة في الدور الثاني، واحتموا فيها، واتصلوا بنا.
تنفيذ التهديد
وأشار مؤيد إلى أنه جاء مسرعا من مقر عمله بالدمام، وكان شقيقه ما زال ممسكا بولاعة في يده وآلة حادة يهدد بها ومادة مشتعلة «البنزين». وأضاف: تمكن زوج أختي من أخذ الولاعة من يده، وحينما حاولت تهدئته ضربني على صدري. وقبلها اتصلنا على الشرطة والدفاع المدني، وأثناء قدومهم نزلنا للطابق الأرضي للمنزل بعد أن أخذنا الولاعة وكنا مطمئنين أنه لن يستطيع أن يشعل الحريق، ولكنه ذهب إلى غرفة أخي محمد ووجد ولاعة، وسكب البنزين بجانب الغرفة، وهدد بإشعالها إن لم يخرجوا منها، وبسبب الطرق على الباب لم يتمكنوا من فتحه، ونفذ تهديده وأشعل الفرش الذي في الأسفل وبدأت النيران تلتهم المكان والغرفة لأنها تشبعت بالبنزين، وحاولنا أن ننقذهم، وكذلك جاء الدفاع المدني، ولكن الأمر كان سريعا للغاية بسبب سكبه البنزين بكميات كبيرة، حتى أن النيران كانت قوية للغاية، وكان الأربعة محاصرين في غرفة أختي، حاول الجميع إنقاذهم لكن لم نتمكن، وقد اختارهم الله تعالى، ولله الحمد والشكر أولا وأخيرا.
نقص وغيرة
وبين مؤيد، أن أخاه يحمل جنسية أجنبية ويبلغ من العمر 34 عاما، وكان يهوى السيارات، ويحب أن يصلح كل شيء بنفسه، ودائما ما يشعر بالنقص والغيرة، وأن الآخرين أفضل منه، وهذا ما سبب له المشاكل، حيث طرد من عمله الأول، وعمل مجددا، ورزقه الله بأولاد ولكنه لم يتغير، فدائما ما يفتعل المشاكل في البيت، ووالدتي دائما ما تدعو له، وحتى بعد ضربه لها على عينها يوم الجريمة، رفضت أن نبلغ الشرطة بالحدث، حتى لا يعاقب. وطلبت منا فقط أن نبلغ الدفاع المدني، خوفا عليه ورأفة به، ولم تعلم أنه سوف يقوم بحرقها بالنيران في شهر رمضان وهي صائمة، وفي مساء الخميس ليلة الجمعة، فنحن نحتسب ذلك عند الله تعالى، وأكد أنه سيكون بارا بوالديه وإخوته حتى بعد وفاتهم، بأعمال الخير والصدقة عنهم. ونحن نشكر المجتمع الذي وقف بجانبنا منذ اللحظة الأولى وحتى الآن، فهي مواساة لنا في مصيبتنا، مؤكدا أن «مهند» لا يمثل شيئا لنا ولا حتى مجتمع صفوى الخير، فمجتمعنا بخير ولله الحمد.
هروب «مهدي»
وأكد مهدي الابن الأصغر من الذكور لـ«اليوم»، شاهدت جميع الأحداث بأم عيني منذ بدايتها حتى خروجي من المنزل لأني لم أدخل معهم، لأني استطعت الهروب، حتى قدوم أخي مؤيد، مضيفا: في بداية الأمر كان مهند يصرخ مع أسرتي، حاول محمد التدخل ولم يتمكن من تهدئة الوضع، وبعد ضربه لوالدتي، ووالدي قاما بالذهاب إلى الغرفة التي أضرم فيها النيران، وأنا ما زلت لا أصدق أن والدي ووالدتي وأخي وأختي قد فارقوا الحياة، كثيرا ما يأتي مهند ويهدد بعدة تهديدات كبيرة وصغيرة، ولكن لم أصدق أن يحدث ذلك، ففي لحظات قليلة تنتهي حياة أسرتي، وفي لحظات تتحول حياتنا إلى مأساة، لا نقول إلا لا حول ولا قوة إلا بالله، ونطلب من الله أن يجعل من فارقنا في أعلى عليين، فقد فارقوا الحياة في شهر الصيام، وفي العشر الأواخر منه، وهذا ما يعزينا ويصبرنا.
مختصون وقانونيون
وفي سياق متصل، أكد مختصون وقانونيون على أن استغلال واستئمان القاتل للمقتولين وحرقهم داخل غرفة واحدة بعد إغلاقها يستوجب تطبيق حد الغيلة، لافتين إلى أنه ينظر في القضية 13 قاضيا. محذرين في تصريحات لـ«اليوم»، من مادة الشبو التي تتسبب في تأثيرات صحية مباشرة، وتجعل متعاطيها لا يدرك الأشياء على حقيقتها، وقد يصعب علاج الإدمان بها.
13 قاضيا
وأوضح المحامي هشام الفرج أن ثبوت الأدلة الشرعية والنظامية المعتبرة أمام ثلاثة عشر قاضيا بقيام الجاني بجريمته مستغلا استئمان واطمئنان الضحايا له واستغل المواربة والمخادعة لجمعهم في مكان واحد وإغلاقه عليهم ثم حرقهم، فسيطبق عليه حد الغيلة، أي سيتم قتله حدا، ولا يجوز لأي شخص أن يعفو عنه أو يتشفع فيه، كما لا يرث أيا ممن قتلهم حتى لو كان هو الوريث الوحيد لهم.
وأكد أن هذه الجريمة من أكبر الجرائم وعقوبتها من أشد العقوبات لذلك يتم عرضها على ثلاثة عشر قاضيا، ابتداء على ثلاثة قضاة وفي حال حكموا باستحقاق الجاني لعقوبة القتل يقومون برفع كامل القضية لمحكمة الاستئناف لتنظر الدعوى من خمسة قضاة، وإذا ثبت لديهم استحقاقه للقتل يحكمون بذلك ويرفعون كامل الدعوى للمحكمة العليا التي تنظر الدعوى من دائرة خماسية أيضا، ونظر الدعوى على عدة مستويات قضائية يتم سواء أطلب المدعى عليه ذلك أم لا لتمكينه من الدفاع عن نفسه ولضمان ألا يقتل شخص خطأ.
جريمة مركبة
وقال المحامي سعيد الغريافي إن الجريمة تعتبر من الجرائم المركبة والتي يتم تكييفها على أكثر من جريمة من إتلاف جنائي وذلك بإحراق مال الغير سواء عقارا أو منقولا، وكذلك جريمة قتل ما إذا أصاب أشخاصا ضرر من ذلك الحريق نتج عنه إزهاق الأرواح، مؤكدا أن الواقعة قد يتم تكييفها على أنها قتل عمد أو شبه عمد أو قتل خطأ والعقوبة تختلف باختلاف كل تكييف، لافتا إلى أن الأمر مناط بالمحكمة ناظرة الدعوى.
قتل عمد
وذكر أن القتل العمد الأقرب للتكييف الصحيح بحسب ما هو ظاهر مبدئياً من الوقائع: يُعد القتل عمداً في النظام إذا قصده الجاني أو قصد الفعل وكان الموت نتيجةً راجحة لفعله، مبينا أن جريمة القتل العمد لها الركن المادي، والمقصود به قيام الجاني بالفعل المجرم، وكذلك الركن المعنوي (القصد الجنائي) أي اتجاه إرادة الجاني إلى مُباشرة السلوك الإجرامي وإحداث النتيجة الجرمية المترتبة مع علمه بها. وأضاف، إن الجاني قام باستخدام مادة تفضي إلى الموت، وهو بذلك قد ارتكب جريمته بكامل أركانها مما يتوجب معه القصاص، موضحا أن الشريعة الإسلامية لم تفرق بين قتل الشخص لغريب أو قريب، فلا بد من التشديد على عقوبة القتل العمد إذا كان المجني عليه من أحد الأصول «الأب وإن علا والأم وإن علت».
عدوانية شديدة
وذكر أخصائي السموم والأدلة الجنائية علي الناصر أن مادة الشبو ليست موجودة في الطبيعة، مشيرا إلى أنها تصنع من الميثا أمفيتامين، وهي مادة شديدة السمية، ويدمن عليها الإنسان من الجرعات الأولى، والشفاء منها يعد ضربا من ضروب الخيال، فالمدمن عليها يعاني هلوسة شديدة، ويمتد تأثير الجرعة الواحدة منها لشهر تقريبا، ومن مخاطرها أن متعاطيها لا يدرك الأشياء على حقيقتها، فهو لا يرى إلا تخيلات لا يوجد لها أثر في هذه الحياة الحقيقية، ويظهر عليه عصبية عدوانية شديدة حتى تجاه أقرب المقربين منه. موضحا أن لها تأثيرات صحية قد توقف عضلة القلب مما يؤدي للموت المفاجئ.إجراءات الاستدلال
يذكر أن شرطة المنطقة الشرقية قبضت على منفذ الحادثة الجنائية. وتبين من إجراءات الاستدلال أنه تحت تأثير تعاطي مادة الميثامفيتامين المخدر «الشبو»، وجرى إيقافه واتخاذ الإجراءات النظامية بحقه وإحالته إلى النيابة العامة.