وكذلك، مفاتيح الأدب والاحترام التي يجب أن تغرس على شكل قيم وفضائل يتحلى بها سلوك الطفل اللفظي والجسدي لصقل شخصيته وتوجيهه إلى التعامل الحسن في حق ذاته والآخرين. وفي بعض المجالس نرى انعكاس أدب التربية أو قلتها في سلوك المربين بشكل عام، ومن الضروري أن يكون لسان الطفل ينقل للآخرين الطيب والحسن من الكلام. ربما تعتبر هذه الأمور بديهية عند البعض أو تكتسب بالمعاشرة، ولكن تعدد وسائل التواصل الاجتماعي وما تقدمه من محتويات هابطة -أحيانا- قد تؤثر بشكل سلبي على تصرفات الطفل وأخباره للكلمات الوصفية أو التعبيرية.
وأخيرا، فإن اللغة جزء من الهوية والاعتزاز بالهوية وقيمها يزيد صاحبها ثقة بالنفس والانتماء للمجتمع والوطن. ولكن يبدو أن البعض سقط ضحية لمفاهيم خاطئة بهدف الانفتاح الثقافي والتعليمي لأجيال المستقبل. وهذا يفسر اجتهاد بعض المربين على تعليم الطفل أساسيات اللغات الأجنبية وتهميشه للغة الأم، ودمج المصطلحات الأجنبية لهدف اكتساب وتعزيز اللغة الجديدة بالنسبة للطفل. وللأسف ذهب بعض الأطفال ضحية لهذه الظاهرة اللفظية، التي لم يحسن استخدامها بعض المربين، لتكون النتيجة تهميش اللغة الأم والتركيز على اللغات الأخرى.
علينا أن نستوعب أن لسان الطفل ينطق بما غرس في داخله من فضائل وقيم ويعبر عن ملامح هويته ودوره في أسرته ومجتمعه. والوعي بأهمية وماهية تفاصيل الأمور وتنميتها يحسن بواطنها وظواهرها، وطفل اليوم مشروع مستقبلي وعلينا احتضانه.
@FofKEDL