قضية لفظية لغوية فقط، وإنما لها جوانبها الثقافية ومرجعاتها الفكرية وتوحي بضعف الوشائج بين العامية والفصحى ولو أن العامية هي أحد فروع الفصحى، وما ينتج عن هذا من إشكالات، تتمثل فى إشكالية الحوارية فى القصص والمسرحيات..
ويكثر استعمال مفردة «اللائحة» في التعامل الرسمي. ولا توجد كلمات أو تعابير في الفصحى مطابقة أو ذات صلة إلا أنها تعني التفسير أو الدليل الإجرائي لقرار أو نظام جرى تعميمه، وإذا تعذر وجود أثر لكلمة «اللائحة» في الفصحى، فلأذهب إلى العامية. فالكلمة معروفة في بعض مدن المملكة أنها تعني الجدار الذي يطوق أعلى المنزل.
قال شاعر شعبي: -
يا نور بنورة ما نيب قادرها
يوضى سناها ودونه حال بنيان
شهب اللوايح عسى نجم(ن) يحدرها
واما كفى واحد يا الله بالثاني
وثمة دعوة بالسوء والمكروه يرددها العامة عند الغضب تقول: «طاحت عليك لايحه»، وسقوط اللايحة (الجدار العالي) على شخص يعني إيذاءه أو قتله، هذا يقربنا - لفظيا - من كون اللائحة التي تصدر من دواوين الحكومة، ومؤسسة النقد هنا واحدة، أذى وغم وأسى وحزن في أغلب أحوالها.
وعندما تصدر الميزانية في موسمها السنوي، نسمع عن «لوائح» تنفيذ. وقيل عنها أنها اللوائح التي تقول للدوائر المشمولة كيف تصرف الميزانية.. أو كيف لا تصرفها.
@A_Althukair