وأضاف: يهدد خطاب خان التحريضي بالفوضى في باكستان، الدولة المسلحة نوويا التي يبلغ عدد سكانها 200 مليون نسمة، حيث تواجه الحكومة الجديدة الآن، برئاسة شهباز شريف، المهمة الصعبة المتمثلة في تفكيك تداعيات عدم كفاءة خان الذي أطيح به مؤخرا.
وأردف: تم انتخاب خان في عام 2018 باعتباره أحد المشاهير، وانتهى به الأمر إلى تقسيم الباكستانيين، وسوء إدارة الاقتصاد وتقويض علاقات باكستان في الخارج.
وأضاف: حتى في أيامه الأخيرة، أدت مزاعمه بوقوعه ضحية مؤامرة أجنبية إلى حقن السم في عروق نظام حكم مضطرب بالفعل.
وأردف: العديد من مشاكل باكستان مستوطنة وتسبق ولاية خان في المنصب، لكن مثل العديد من الشعبويين، لم يكترث خان كثيرا لصنع السياسات، ووصف نفسه بأنه الحل لجميع المشاكل، واعتبره أتباعه مخلّصا يعارض السياسيين التقليديين الفاسدين.
انتقاد الغرب
واستطرد: ادعى خان أنه يريد لباكستان أن تستعيد شرفها الذي فقدته بسبب اعتمادها على الغرب، خاصة الولايات المتحدة، حاضر الجميع عن مزيجه من التصوف الإسلامي والقومية المفرطة، وعن أن كل ما تحتاجه الأمة هو رجل أمين مثله يقودها.
ومضى يقول: بوصفه لطالبان أنهم أناس «كسروا أغلال العبودية»، خرج خان عن طريقته في انتقاد الغرب، دون اعتبار لعلاقات باكستان الاقتصادية الخارجية.
وأردف: تظل الولايات المتحدة أكبر سوق تصدير لباكستان، بينما تعد أوروبا والمملكة المتحدة مستثمرين وشركاء تجاريين مهمين. حتى إن خان تمكن من مضايقة أصدقاء باكستان التقليديين والمانحين اقتصاديا، كالصين والإمارات.
وبحسب الكاتب، كانت باكستان تأمل لسنوات في إعادة تنظيم اقتصادها من خلال توسيع الاستثمارات من الصين والتجارة معها، لكن خان فشل في جذب أي استثمار صيني جديد، حتى إن بكين أبدت تحفظات بشأن كفاءة المديرين الاقتصاديين لخان فيما يتعلق بمشاريع البنية التحتية الجارية تحت عنوان الممر الاقتصادي الصيني الباكستاني.
وتابع: ظهر عمران خان في موسكو للوقوف بجانب فلاديمير بوتين في اليوم الذي غزت فيه القوات الروسية أوكرانيا. لم يكن لرحلة روسيا أي سياسة خارجية أو أي معنى اقتصادي، وتم القيام بها ضد نصيحة المكتب العسكري والخارجي الباكستاني. وتبلغ تجارة باكستان مع روسيا 200 مليون دولار، ولم يعُد بوتين في وضع يسمح له بالوفاء بوعوده بإمدادات النفط أو الاستثمار أو التجارة في المستقبل.
انحدار الاقتصاد
ومضى يقول: في عهد خان، انحدر الاقتصاد الباكستاني إلى حالة من التدهور الحاد، مع انخفاض نصيب الفرد من الناتج المحلي الإجمالي لأول مرة منذ سنوات. وبلغ التضخم رقمين، وانخفضت قيمة الروبية، ولم يتعافَ سوق الأسهم أبدا إلى مستويات ما قبل عام 2017. واعترف وزير مالية خان، شوكت تارين، الآن بأن حكومته ليست لديها خطة اقتصادية.
وأردف: سوء الإدارة الاقتصادية ونكز أصدقاء باكستان الأجانب في أعينهم أزعجا الجيش الباكستاني القوي، والذي ساعد على صعود خان كطريقة للتخلص من السياسيين التقليديين الذين كانوا يميلون إلى تحدي هيمنة الجيش.
واستطرد: بمجرد أن حاول خان التدخل في تعيين القائد التالي للجيش، سحب الجيش دعمه السياسي. وهذا بدوره أدى إلى قيام أحزاب أصغر في البرلمان بتحويل دعمها من تحالف خان إلى المعارضة.
أتباع متشددون
وتابع: بدلا من الاستقالة بعد خسارة الأغلبية في البرلمان، كما هي الممارسة العامة لرؤساء الوزراء في الديمقراطيات البرلمانية، حاول خان منع التصويت بحجب الثقة عنه؛ من خلال الادعاء بأن ذلك جزء من مؤامرة حرّضت عليها الولايات المتحدة. وحكمت المحكمة العليا الباكستانية ضد خان وأقرت مضي التصويت قُدما. تمت الإطاحة بخان من منصبه، لكنه الآن ينظم الاحتجاجات.
ومضى يقول: خان لديه أتباع متشددون يعتقدون أن أي شخص لا يتفق مع زعيمهم هو خائن لباكستان والإسلام. يأمل خان أيضا في أن يتأثر أفراد في الجيش، خاصة في الرتب المتوسطة، عاطفيا بادعائه أن «باكستان تتعرض لهجوم أجنبي» بوسائل أخرى.
وأردف: لقد أوضحت القيادة العسكرية الباكستانية أنها لم ترَ أي دليل على تواطؤ بين معارضي خان وأي قوة أجنبية، ناهيك عن الولايات المتحدة. أشار رئيس أركان الجيش، الجنرال قمر جاويد باجوا، مرارا وتكرارا إلى أن تحسين العلاقات مع الولايات المتحدة يصب في مصلحة باكستان.
مزاعم كاذبة
وأضاف: لكن من غير المرجح أن يتراجع خان عن مزاعمه الكاذبة، ومن المحتمل أن يستمر في إطلاق النار على قاعدته، على أمل ركوب موجة معادية لأمريكا؛ لتحقيق النجاح في الانتخابات المقبلة.
وتابع: هذا يجعل مهمة رئيس الوزراء الجديد، الذي يترأس ائتلاف الأحزاب المتباينة، أكثر صعوبة.
وأردف: يتمتع شريف بخبرة في الحكم وسلوك هادئ في الوظيفة، مما ساعد على رفع الروبية الباكستانية وسوق الأوراق المالية، لكن تغيير اتجاه باكستان، التي غالبا ما يُنظر إليها دوليا على أنها غير مستقرة وعُرضة للأزمات بشكل دائم، قد لا يكون بهذه السهولة.